البارت الرابع

60 16 56
                                    

لا أعلم ماهي النظرة التي تعلو محياي و لكن انا على يقين انها نظرة غبية!

نعم!
لم ينكر الأمر و صرح انه شبح!
هل هذا ممكن؟
هل توجد أشباح في عالمنا هذا؟

تفحصته من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه، إنه حقا وسيم.

اول ما لاحظته كان لون عينيه الأخضر الذي تماشى مع كبرهما، شعره الأسود المهمل.
في الحقيقة كانت عيناه و شعره هما ما جذب انتباهي في حين ان الباقي أرى انه عادي فأنفه متوسط الحجم و فمه كذلك.
و رغم هذا فهو وسيم جدا، خاصة بارتدائه لتلك البذلة الزرقاء الداكنة و ربطة عنق نبيذية اللون في حين انه ارتدى حذاء...

نظرت إلى قدميه حتى أرى حذاءه و لكنني لم أجد قدمين فقد كان يطفو، كان واقفا في الهواء!!

"اعتذاراتي سيدتي على خوفك مني، استطيع ان اشرح كل شيئ لك"

رفعت رأسي ببطئ نحوه و انا متأكدة انني حاملة لملامح رعب و لكنني أشرت برأسي بكلمة نعم.

نظر إلى و ابتسم و قال بصوت خافت و مهدئ "اولا، انا خادمك بما انك مالكة هذا البيت و بالادق هذه الخزانة و أدعى يوكي "

صمت قليلا حتى يدع لي متسع من الوقت لأتمكن من استيعاب ما تفوه به، بعد برهة من الزمن، أشرت له حتى يواصل حديثه.

"اذن مثل ما كنت أقول أنا شبح هذه الخزانة، و انا أخدم من يقوم بفتحها من أجل تحريري، لا أستطيع الخروج من البيت حتى لو أمرتني بفعل ذلك فهو يهدد حياتي، أية أسئلة؟"

انا حقا مشوشة في هذه اللحظة، شبح في بيتي؟
انا سيدة احد؟ و لكن هل انا اول سيدة؟
نظرت له حتى أسئله قائلة
" هل انا أول سيدة لك؟ "

" في الحقيقة اول امرأة نعم و لكن قبلك كان لي سيد "

" و أين سيدك الآن؟ "
ما أن أنهيت حديثي حتى رأيت علامات الحزن بادية على وجهه، كان يعض شفته السفلى بقوة كما لو ان يجابه نفسه و يمنعها من الانهيار و البكاء.

فأردفت بسرعة محاولة ان احمل عنه هذا العبئ والحزن الذي قمت بالقائمه عليه" أقصد... انا.. إن... أه... في الحقيقة ينتابني الفضول لأعلم لما انت في هذه الخزانة؟ لماذا انت شبح؟ أريد أن اعلم من هو سيدك و ماهي قصته؟ لماذا حزنت عندما ذكرته؟ كيف ستعاملني مستقبلا؟ و لماذا لا يمكنك الخروج من البيت؟ بماذا ستفيدني؟ هل يمكنك لمس شيئ و انت شبح؟؟ "

نظرت اليه لا اه متعجبا، اظنني زدت الطين بلة، أنا حقا آسفة.
ماذا على أن أقول؟ كيف سافسر الأمر؟؟

مازلت حائرة في ماذا على أن أقول و لكن قطع حبل أفكاري صوت ضحكة خافتة.
رفعت راسي ببطئ نحوه لأرى انه يكتم ضحكته محاولا خفض صوته، هل ما قلته مضحك؟؟

" آسف سيدتي على عدم اجابتي على تساؤلك فمن حقك أن تعرفي و من واجبي ان أروى فضولك، اقصد ان اجيب على تساؤلاتك.
اولا، لما انا في الخزانة، انا لا استطيع ان اجيبك على هذا السؤال فقد يؤدي بحياتي، انا حقا آسف.
ثانيا، ولدت شبحا كما أنت ولدتي إنسانا انا ولدت شبحا.
ثالثا، سيدي السابق كان سيدا رائعا جدا و انا احترمه جدا و بالنسبة لقصته فسأخبرك بها مع الايام.
رابعا، انا حزنت لانه كان سيدا جيدا لي لدرجة انني اعتبرته والدي الذي لم ينجبني.
خامسا، طريقة معاملتك عليها ان تكون مهذبة بالطبع فأنت سيدتي بعد كل شيئ و لكن ان كنت تعامليني بسوء فلا اضمن بقائي مهذبا.
سادسا، لا استطيع ان أبوح بسبب عدم خروجي من البيت و لكن كوني على يقين انني ساجيب عن هذا الأمر مستقبلا.
سابعا، سافيدك بما اقدر و بالطبع بما تطلبين مني.
ثامنا، بما انني في البيت الذي به خزانة و لست خارجه فأنا استطيع ان اكون إنسانا عادي، اذن انا اقدر على لمس و فعل ما يفعله البشر. "

كيف استطاع تذكر جميع تساؤلاتي ؟؟ انا حتى لا استطيع تذكرها!
انه حقا غير عادي.

" هل تتمتع بذاكرة خارقة او ما شابه من قوة غير عادية؟ "

" بالنسبة لهذا الأمر فأنا اتمتع بذاكرة يمكنك القول عنها جيدة فأنا استطيع التذكر جيدا على مدا طويل، و بالنسبة للقوى الخارقة لم أفهم قصدك ماذا تعنين سيدتي؟"

"لا... ا... انا... ا... اه... اقصد.... ،انسى الأمر. "

و اخيرا استطيع ان افارق هذه الأرضية القاسية و اذهب الى فراشي و لكن شعرت بيد تسحبني نظرت لأرى ذلك الشبح يسحبني إلى... إلى أين؟؟

بدأ يفتح الأبواب واحدا تلو الآخر كما لو انه يبحث عن شيئ معين!
ما أن وصل إلى باب الحمام و فتحه حتى ابتسم ابتسامة كبيرة و سحبني إلى الداخل ليغلق الباب خلفه.

نظرت نحوه و انا مرتعبة مما يفكر بفعله فأنا حتى لازلت لست على علاقة جيدة معه، لازلت لم اتقبل الفكرة كونني اعيش مع شبح ما.

نظرت اليه و هو يتفحص المكان جيدا ليقول لي :"الا تملكين غسول للوجه؟"

غسول للوجه؟ عن ماذا يتحدث هذا؟ ماذا يريد به؟ و لكنني تجنبت كل هذه التساؤلات لاختصر الكلام و اقول
"لا"

"اذن لماذا تغسلين وجهك في الصباح؟"

"بالماء بالطبع بماذا تريد مني أن اقوم بغسله؟"

"و انا كنت اتسائل لما وجهك مليئ بالبثور "

آه، ذلك لأنني لا أجد وقتا للعناية بنفسي ايها الأحمق. كم أردت قول هذا له. و لكنني اكتفيت بقول "لا أملك المال و لا الوقت"

نظر نحوي مستغرب ليقول" ماذا تعملين؟ "

قمت بتمرير يدي على شعري لاقول و انا اضحك" انا اعمل مانجاكا "

" اوه هذا سبب لكي تكوني مفلسة، هل قصصك غير جيدة؟ استطيع المساعدة، ولكن عليك أن تعتني بنفسك او لنقل انني من سيعتني بك لأن احد الأمور التي ستجعلهم يقبلون عملك هو جمالك."

"اوه.... فهمت "

ابتسامة شيطان علت محياه ليقول و هو يبتسم :"لنبدأ اذن... "

شبح الخزانة الوسيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن