رسالة غير منتهية

14 5 1
                                    

دخل أمجد المطبخ و على غير عادته أعد القهوة بنفسه كانت الحيوية تملئه، فللحب قدرته الخفية تلك التي تجعلنا نرى الحياة بنظرة مختلفة اكثر تشويقا و أقداما من قبل، اخذ كاس القهوة و صعد الى غرفته التي كادت ان تكون بيضاء من كثرة الرسائل الممزقة على الارض و اما المكتب فقط كانت الكلمات و الحروف تتراقص و تتصارع على البقاء فوقه دون رمي و دون ان يمحيها فقد أمضى الليلة الماضية باكملها يكتب و يمزق اكمل نصف الكأس و وضعه على المكتب أمسك قلمه و كتب ( عزيزتي بيداء...
وددت لو اقدر على ان اكتب لكِ تلك الكلمة لأنني ظننتها اللحظة المناسبة! فكلما كتبتها أقوم بتمزيق الورقة بعد ان اكتب بعض الكلمات بعدها، أعيد املائها في المرة ثانية و ادقق حركات حروفها في المرة الثالثة، و من ثم اكتبها و اكمل الرسالة للمرة العاشرة او اكثر فأعود لآرائها لكني ايضا اقوم بتمزيق الورقة، لأنني لا ارى فيها كما يمكن ان تقال حاولت ان اكتبها كما يمكن ان اقولها أمامك وددت لو أستطيع كتابتها من دون مقدمات و من دون اَي شيء يتبعها أودّ ان اقولها و ليس كتابتها مباشرةً في إذنكِ كان من المرجح ان يصنعوا رسائل خاصة للعشاق توصل كلمات الحب كما يمكن ان تخرج من القلب و من ثم تترأس بداية اللسان و في النهاية تعيش في إذن من تحب و تسكن دواخله، لا اعرف ماذا افعل او ما اريد ان افعل؟! لا اجد نفسي بمكان أفضل من قربكِ؟! حاولت ان اجد عملا يشغلني عن التفكير بكِ طوال الوقت الا انني لم افلح فها انا أخط الرسائل و اكتب عنكِ العديد من القصائد التي تنم عن شخص يعيش في المنفى و يناجي وطنه! انتِ كُل وطني! و ما بعدكِ غربة، انتِ الملاذ للروح و الملجى للجسد الذي هرم، تمنيت في ليلة ان تعود الحرب! فقط لأعود جريحا و لتعالجيني! أتمنى ان تكوني بخير فأنا استشعر حروفكِ في كل ساعة كأنها المرسال الذي يطمئنني عَلَيْكِ، سأحاول ان اكتب لك قدر المستطاع و ارجو ان تستمري بذلك الدوران فبتُ اشعر اني غريقًا في ماء وردكِ، لا اعرف كيف تنهى الرسائل او بالأحرى لا اعرف إنهائها كأنني اريد ان أبقيها للأبد ما دامت تقربني منكِ)...

شرارة الحب (spark of love )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن