عكس ملح

4 1 1
                                    

شاهدها من بعيد فقشعر بدنه، و أبيدت كل أعضائه، تتقدم هي بحسنها و جمالها البسيط كانها تملك الدنيا و ليس قلبه فحسب، لم يكن يملك شيء فمد يدهُ نحو جانب السترة الأيسر! هل سيقدم قلبه لها فعلا؟! هل سيخرجه؟!! وصلت قبالته فتمعن فيها طويلا كانه للمرة الاولى يبصر النظر! كانهُ طفلا صغير يفتح عينيه لأول مرة على مشارف الحياة الزاهية! كانهُ رجلا قضى عمرهُ اعمى منذ ولادته فأبصر بعد الآلامً طويلة! نظر اليها بعمق و عيناه مشرعتان بأعمق اتساع لهما، اخرج من الطرف الأيسر كتيب صغير كان يكتب فيه إشعار الغزل و الاشتياق، قدمهُ لها و أبتسم، بالكاد امسكتهُ بعد ان أبعدت عينيها عنه، إحاطتها جيوش شوقهِ بقوة،احتضنا بعض لمدة طويلة حتى كادا ان يمتزجا معا داخل جسد بعضهما الى ان ينتهيا اخير بذرات متجاورة الى بعض و بذلك يعودان الى بداية العشق، على طول الطريق الى المنزل كان يطالعها بنهم، حتى وصلا اخير كانا لوحدهما بالغرفة و لمرة نادرة ان لا يجد احدا في البيت و كذلك لم يدري اذا كان هنالك اناسً في الشوارع لانه لم يكترث و بقي يطالعها جلس أمامها و بقي يطالعها اكثر كانا يتحدثان بطريقة حديثة كانها اخترعا لغتا خاصة بهما، حاول ان يقبلها! الا انها لم تستطع امام عينيه شيئا كان هنالك نوعا غريب من الرؤية في عينيه فتحت ثغرها و اذ بأنفه يشم رائحة المسك و الياسمين أخبرته بانها لن تستطيع ان تقبله و هو ينظر لها يتلك النظرة، قدم فمه من خدها قبل خدها المحمر خجلا و حرك انفه ليشم عطرها و عبير رقبتها و شامتها المملوء بالعبق كان انفهُ يتحرك بينما هو مفتوحٌ على مصراعيه شم كل خصلة في شعرها و اخذ نفسا عميقا جدا بينما هو في وسط عينيها كانه سيغوص بأعماق سحيقة من البحر، عاد بعد رحلة الهيام تلك انبسطت حواسه أمامها تشاهد معبودها بشبه إغماء أمسكت يده و وضعتها على عينيها و أخذت بيدها و غطت عينيه، اقترب وجهيهما من بعض اكثر، حتى اقتربت شفتيهما من بعض و تلامستا سرت احاسيس عجيبة في جسده كان يشعر بالحر و البرد معا هامت حواسه اكثر و فقدت قدرتها لم يعد يرى او يسمع او يشم اَي شيء لا شيء سوى ظلام و في داخلهُ كان كل شيء شعر بها في داخله تقبله و تداعبه، فتح عينيه و اذ هو في سريره و لا شيء معه سوى الهواء الذي يخترق النافذة، للمرة الاولى يستيقظ فرحا مرتاحا من كل اهوال الدنيا و تعبها و شوقها و حربها، جلس على المكتب و راح يبكي بحرقة، بكى حتى احمرت عينيه، ظهر ذلك الشعور بداخله أشعرهُ بالراحة، امسك الكتيب و راح يكتب أشعاره.

شرارة الحب (spark of love )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن