قبل و اقبل

12 2 2
                                    

استيقظ على نداءات امه باسمه ليحضر على الإفطار، نزل، و جلس الى الطاولة أخبرته امه بانه كان يدمدم بنومه حروفا ما لم تتذكرها جميعا الا انه لم يكترث كان بالهُ في مكان، اكمل الإفطار و خرج راح يشم العطر و يقلب الأوراق بين يديه و يحضنها عادةً، جلس في الحديقة و عينهُ على البريد، كانت تطالعهُ امهُ من المطبخ و تبتسم بين كل حين و اخرى، فالعاشق مفضوح من صمته، وصل ساعي البريد و لا شيء جديد، عاد الى غرفته جلس الى المكتب و كتب( الى من قصرت حروفي بوصفها، الى من أخذت قلبي! احبكِ فعلا
في صباح اليوم
أخبرتني والدتي
بانني كنت ادمدم في نومي حروفا غريبة
باء(مدعاةٌ للبسمة) و ياء(ياسمينة أزهرت بقلبي اكثر مما هي في حديقتنا) و دال( دلال إعجابها و حبها العجيب الذي سيضرب بهِ المثل) و الف( بداية الحروف و بداية الانفاس و العشق و بداية تخطي المخاطر و المغامرة بقصة حب ستظل تروى للأطفال في السنين القادمة لمدة دهور) و همزة( هذا الحرف الذي يشبهُ نهاية القصص السعيدة و كانه حضن اللقاء، و دائرة الاستمرارية بين قلبين وضعا معا في بيتنا واحد صنع من قصيدة حب) أدندن باسمكِ في صحوتي و نومي، ارجوا ان تعذرين جفاء حروفي و قلمي، و اسامحيني بجفاء الوصل، عاقبيني اذ كانت لروحك غايةٌ و علميني الحب و الصمت، حبكِ فأضحي فكل الأزهار التي إشمها قد كشفت سري، و كل من في الحديقة العامة يلتفت لدوراني و يشاهدني بينما انا ارقص مع رسائلك المعطرة بندى الحنين، اشتاق جرحي لتداوينهُ، و اشتاق الى الحرب التي قربتنا من بعض، و بذلك أكون قد اشتقتكِ كثيرا للحد الذي يتخطئ معنى هذه الكلمة، اذ وصلتكِ رسائلي فارجوا ان تعذليني و تردي، و اذ كنت غاضبةً من جفائي فأشعل حربا من اجل ان اصل ديارك، و اراضيكِ بعقد السلام بقبلة) قبل الورقة و عطرها و احضر ظرفا زاهي اللون و وضعها في رحمه اغلق الظرف بقبلة و وضعهُ جانبا، أمسك الكتاب الغير مكتمل كتب فصلا ما كان ينقصه، فصل الربيع و الحب، كان يتوق الى اللقاء فخرج و ذهب الى البريد الذي بدورهم اخبروه بان الرسالة قد وصلت، فعاد الى المنزل و كلهُ عزم على ان يعلن الحرب، حرب العشاق باردة من الخارج و تشتغل اجيجً من الداخل، لا ضير بان الطرف الأكثر صبرا هو الذي سينتصر بالنهاية...

شرارة الحب (spark of love )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن