حب صامت

68 7 5
                                    

وضعت الحرب أوزارها و اخلعت عنها ملابس الستر أظهرت عهرها و غباء قادتها، الأشلاء تتطاير في كل مكان كان حرمة الاجساد قد أبيحت كلى الطرفين يظنان كل الظن بأنهم ألحق، كلاهما يقاتلان بشراسة بإيمان، كأنهما حليفان الموت، اصيب ايمن في رقبته
الانفجار الذي حوله اخذ الكثيرين من حسن حظه انه خرج سالما، انتقل الى وحدة المعالجة و التمريض ضمدوا جرحه ليصمد حتى يصل المشفى انطلقت السيارة حاملةً جسده الصريع القريب الى الموت رأى من حوله الخراب و الدمار شاهد الاجساد مرمية كقرابين على الارض بانتظار من يحرقها، او من يقتات عليها، وصل المشفى بعد ان نزف الكثير من نفسه، بعد ان عملوا له العملية، استيقظ بعد ساعات أحس بانه فقد جزءً من نفسه في تلك الحرب، او فقد جزءً كبيرا في الحقيقة او بالأحرى فقد نفسه! تحسس جسده من رقبته و حتى قدميه خوفا من ان يكون قد فقد شيءً اخر! تحسس ما حوله بناظريه شاهدها تتحرك كانها تودي رقصةً ما من هذا السرير الى الاخر و كلما شاهدت جريحا تبتسم له و بعد كل سرير تقترب منه اكثر شاهدها بعمق لم تكن ذات جمال غير طبيعي كانت عادية بكل شيء ذات ملامح بسيطة لكنه احس بان هنالك شعورا غريب يدفعه نحوها هنالك مشاعر غبية تقحمه بهذا الامر، وصلت عتبتهُ اخيرا و بقيا يطالعان بعضهما كأنهما يتبادلان السلام بأعينهم، اهتمت حركاتهم بالباقي كانا يتحدثان بالإيماء و كأنهم ممثلين في المسرح الصامت..

شرارة الحب (spark of love )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن