شرارة الحب (spark of love )

امسية حب

عاد ايمن الى المنزل وسيماه الفرحة تتقافز على وجّهه كأنهُ قبل حبيبته للمرة الاولى، كانت تلك الملامح غريبة عليه و لا يمكنني وصفها انها نوع من انواع السعادة التي لا تكتب بل ترسم و حتى الرسم لا يعطيها حقها في جزء من الطمأنينة الغائبة عن وجوه سكان هذا البلد، أسرع الى غرفته بعد ان احضر كاس القهوة فاليوم سهرة بصحة الفرح، جلس على مكتبه و أمسك اوراقه ووضعها عليه قام بترتيب المكتب كأن هنالك زائرا مهم و عزيز سيحضر لرويته، أمسك قلمه(قلبه) ببهجة على عكس بقية الكتاب و كتب ( مضى أسبوع كامل و أنا أعد الأيام بانتظار رسالتكِ، غاليتي بيداء، بينما أصبحت احمل قصائدي التي كتبتها لرثاء غيابكِ و عد كل الثواني التي أقضيها وحيدا مع قلبي من دون رؤية ملامحكِ، و بينما أنا جالسا خارج المقهى ادخن اخر سجائري قبل ان يحل الغروب و اذا ان المقهى من النوع الثقافي الذي يحمل جميع الأدباء الى الحضور الى هنا لأمسيات يلقيها على مسامعهم شعراء و أدباء كبار، اذ بنسمة رياح عاتية تطرز الجوء المثقل بالحر فما كثرة الحروب آلا ان تسبب أضطرابات في أعالي السماء! تطاير القصائد في الهواء، و بينما انا مشغول بالجري وَرَاء القصائد أمسك رجلا أشيب بقصيدة و ضَل يطالعها بينما أتمت جمع الأوراق التي كانت كوطني العراق! ابتسم و جلس أشار الي بالجلوس و كلمني بانه يريد ان يسمع هذه الأبيات تولقى في داخل هذه الجدران و أشار الى المقهى لتنعش امسياتنا الأليمة، اتفقنا على ان أبدا من الخميس القادم، انا كلي شوقا لخوض غمار تلك المغامرة و لكني أردت ان اقدم لكِ وافر حبي و عرافاني لأنكِ من جعلني ما انا عليه الان، قررت ان اقرأ لهم هذه القصيدة..
في الليل و بعد ان خرجت بدافع شوقا نحو القبرة
لا شيء ينعى الحرب غير تلك الوفرةِ في المقبرة
ناجيت نفسي ان أكون راهبا و ألقي على مسمعيكِ سورة البقرة
كم مرة تمنيت ان تعود الحرب لأكون الجريح و انتِ القادرة
الوحيدة على شفائي
أوقد لهيب الحرب حبنا و باتقاد قلوبنا و حرارة شوقنا استطعنا إطفاء تلك المحقرة
لو كنتُ املك قلبان لاستودعت واحدا عندكِ بالقرب منكِ يشتهي ندى الثمرة
و الاخرى أضعه قبالتكِ ينتظر الإفراج عن ناشرة
الذي وافتهُ المنيةُ ببيداء عينيكِ المتحضرة
لا الشوق يكفي للوصال و لا السلام و لا كل اللغةِ و لا كل الحروف المتقدرة
اشتاقكِ و لهان يتعدى بكحل عينيكِ بعد الزمان والاخرة
اشتاق و اهذي ثم أغمض عيني و أتذكركِ، احاول ان أتذكركِ
طويلة رقيقة محجبة ناعسة سافرة مستيقظة مبتسمة مباغتة ساحرة منسية مبيدة متحضرة و قروية شامخة و متمدنة
و يا وَيْل قلبي أمن امراة تسري في دمي كالمحبرة)....