صد

18 3 6
                                    

نفض ملامح البؤس عن نفسه، تقدم نحو الملابس التي احضرتها له امه ارتداها و ذهب الى الحديقة العامة، و جلس على مقعد كمن ينتظر حبيبته بعد ميعادً طويل، حل الغروب بينما هو ما زال يطالع اوراقهُ بنهم و يحاول ان يتقن دور الضحية، نعم فالشعراء هم ضحايا أنظار الآخرين، هم قتلى عند اذان الحمقى، وقف و كلهُ نشوة للحديث، قبل الورقة، لمن تكن تلك قصيدته بل كانت رسائلها التي يطالعها بنهم طيلة هذا الوقت، تيقن من انها من جعلةُ شاعرا و هي ايضا من ستجعله يلقي بشكلا جيد! وقف امام المقهى راح يطالع المثقفين و الأدباء الكبار الذين هزموا بعد الحرب، المكان شبه مملوء، تقدم نحو صاحب المقهى ابتسم الرجل في وجّهه، و صعد على المنصة ألقى القليل من الكلام السجع بالمعاني و قال كلاما عن همم الشباب في دحضهم لدوافع الحرب و لاستمرارهم بالنضال و كان الحرب قد انقضت من سنين و اثنى على ايمن قبل ان يصعد حتى، تسلق ايمن درجات المنصة الصغيرة بصعوبة كانه يتسلق جبلا! شاهد نفسه في انعكاس الزجاج أمامه و تخيل بيداء تبتسم في وجهه ابتسامه الثقة، فوقف و راح يسمعهم قصيدته( السجينة و الضحية!
كانت تداعبني طوال الوقتِ
كانني مجموعة من اللعبي
ترفعني حينا و تنزلني
لا ادري ماذا سيكون حَتْفِي
كنت ضحيتها الاولى
و هي السجينةُ بالامسي
تحررت من بكارة عهودها
و انتفضت باكملها على جسدي
تنهرني بالرصاصي بقمتي
و تجرحني بكلماتً من الجزعي
كانني حاكمها الأعلى
ولست بضحيةً في المقتي
فالحرب سجية عواطفنا
لا اعلم ماكان المخفي
اصبحت عراب خطبتها
و اليوم انا الضحية و المنسي
وطنٌ أمسيت ضحية
يال العهر و يال الكبتي
لا ادري كم حربا ستعيش
فيه و لا اعرف ما العصفي
إنسانا أمسيتُ من طينا
لا اقدر ان ارجع الى أصلي (ترابي) (التراب)
ضحية هذه السجينة أمسي
لا أميز سمائي من قعري
أليس هنالك من يوقف هذا؟!
العاري و يضع الضماد على الجرحي) صمت قليلا أنصدم الجميع من انفعالاته و قصيدته المغايرة لما حضروا اذهانهم لسماعه فهم كانوا يعتقدون بان يسمعوا قصة فراق، الان أنهُ اعصف آذانهم بقصدةً عن المساق...

شرارة الحب (spark of love )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن