في فصلٍ كان يعجُّه الفوضى، مِنهم مَن كان يتشاجر مع أحدهم، و مِنهم مَن كان يركضُ في الأرجاء مُتسابقاً مع رفيقه، و مِنهم مَن كان جالساً يُراقِبهم بهدوء بينما يَستندُ على خده، دخلت المعلمة فجأة ليتوقَّف الجميع عن الحركة عائدين إلى مقاعِدهم بخُطواتٍ سريعة.
تقدَّمت واضعة حقيبتها على الطاولة بينما تحدِّق بالطُّلاب كلاً على حِدى، ثم أردفت:
- إذن، أنا سأكون معلِّمة الرياضيات، أتمنى أن نكون على وفاق
أشارت بإصبعها على أحد الطُّلاب ليَقِف وعلامة التعجُّب تعلو محياه، ثُم سألته و هي تبتسم بخفوت:
- مَن أنتَ أيُّها الصَّبي؟
- أنا؟ أنا هوسوك
أنهى تعريفه ببسمةٍ واسعة و ردَّة فعلٍ مضحكة ليُقهقه الجميع على ظرافتِه و قد شاركتهم المعلمة في هذا لولا كلامها في النهاية
- لكنها ليست الإجابة التِّي أريدها، ماذا عن صديقك لرُبما هو يَعرفها؟أشار على نفسه مُستفهماً و هو ينظر إليها بإرتباك لتؤمى برأسها و يقف بدوره
- إذن مَن أنت؟ هل تملكُ الإجابة؟
نظر إليها و هو جاهل للإجابة، هو كان سيجيب كصديقه، قائلا "أنا يونقي" ، أليست هذه إجابتنا دوماً على هذا السُّؤال؟
جفَّ حلقه و هبطَت حدقتاه إلى أصابعه التِّي كانت تتخلخل ببعضها البعض اثر توتره لعدم قدرته على الإجابة
- لا بأس، إجلس
.
.
.عاد إلى الواقع و ثنى زاوية فمه ساخراً مِن ذاته، هو لا يعرفُ مَن يكون و قد قارب على بلوغ الثلاثين سنة
عضَّ على وجنته مِن الدَّاخل كعادة فيه بينما يُفكر، هل يُجيب نفسه بإجابةٍ فلسفية و يُنهي الأمر؟، أم يقتصر على ذكر صفاته المميَّزة لوصف ذاته؟، كلاهما لم ترق فكره و لم ترضي داخله، فهو يُوقن أن الإجابة لن تكون سهلةً هكذا، و لن تكون سهلة مع شخصٍ مُتناقض مثلهإستفاق عندما إتَّضحت الرؤية أمامه، حيث القهوة كانت تفور موسخة الموقد، هرع إليها مُطفِئا النار ثُم نظر إليها بخمول، هو لا يَرغب بتنظيف ما إرتكبه لكن لا خيار آخر
خرج مِن المطبخ حاملًا كوبه متَّجها إلى مكتبته، حتى يبدأ بكتابة أسئلته الصَّعبة لإمتحان الغد، لِكونه معلماً في الرِّياضيات، وضع كوبه و فرقع أصابعه ليبدأ بالكتابة و تلبَّس ثغره إبتسامة خفيفة، بالرُّغم مِن كونها مادة غير مُحبَّبة لدى الكثير إلا أنَّها كانت المفضَّلة عنده، يستمتع بِحلّ المُعادلات، و يجد متعةً عندما يُخطئ في خطوة فيَعود للقواعد حتى يَكتشفُ خطئه، توقَّف هُنيهة بينما يرفع يديه و يُحرِّك رقبتَه المُتشنِّجة، بينما يتمتم لنفسه بأن الوقت يمضي و لازال لم يُنهي الأسئلة، لذا أمسك قلمه وكان على وشك الإكمال لولا أن سمِع صوت الجرس يليه طرق قوي على الباب، لِينهض و يتَّجه إلى الباب فاتحا إيَّاه، ليقابله وجه صديقه مُقطّب الحاجِبين، مُقوس الشّفتين، فسأله بنبرة مرتابة:
أنت تقرأ
𝐖𝐇𝐎 𝐀𝐑𝐄 𝐘𝐎𝐔? | مَن تكُون؟
Fanfictionأفكر كثيرًا وأسرح كثيرًا، أُظهِر لهم أنّني بخير ولكنّني العكس، يقتلني التّناقض كل يوم، كلما زاد ألم رأسي إلتجأت للنوم، وكلما سألوا حالي يبقى عُذري الدائم لا شيئ.. و كلُّ هذا، حدث بسببِ سؤال مكوَّن مِن كلمتين.. يونقي - جيمين [خالية مِن الشذوذ الجنسي]