9

198 29 14
                                    

في الفصل، الذِّي كان يسوده الصّمت، ف يوم الإمتحان التّعويضي قد حلّ، مُعطيا الأستاذ فرصةً أخيرة لطلابه راغباً لهم بالنّجاح في مادَّته ولو بنسبةٍ ضئيلة

كان يطرُق على الطَّاولة بإصبعه، للملل الذِّي يُصيبه فقد مرَّ وقتٌ و لم ينتهي و لا طالبٌ حتى الأن

نظر إليهم واحداً تلو الآخر، ليلمح تلك التَّعابير التَّائهة و الحائرة على وجوههم، كان مِن الواضح أن غالبيتهم يستصعبون الأسئلة ولا يستطيعون حلَّها

تنهّد ثُم أوقف الطَّرق على الطاولة مُستقيماً مِن مكانه و بدأ بالسَّير حولهم، ينظر إلى أوراقهم و يضمُّ شفتيه بعدم رضا لما يراه، حتَّى توقف على ورقة جيمين والذِّي كان يخبئها جيّدا بين يديه، ليبتسم يونقي بخفة على فعلته و يُمسك بذراعه مُزيلا إيَّاها برفق و مُتمعناً النظر بورقته، لتتَّسع عينيه دهشةً

فأجوبته كانت صحيحة تماماً

إلتقط الورقة مِن على الطَّاولة و سار بها إلى طاولته واضعاً إيَّاها هناك وإلتفّ إلى طلبته مٌتحدثاً:

- و أخيراً، قام طالبٌ بإرضائي بإجاباته النَّموذجية لأسئلتي ليحصل على علامةٍ تامَّة

ليُضيف قبل أن يعطي بظهره ويجلس على كُرسيّه

ربما عليكم، العمل بجدٍ مثله.

صوَّب الجميع بصرهم ناحية جيمين الذِّي كان مُتسع الفاه مُنصدم الوجه

هو لم يكن بمتأكدٍ لإجاباته، والأن يقول المعلم وبصوته الأجش أنه سيحصل على علامةٍ تامَّة !

لولا خجله لكان صرخ وقفز عالياً الأن.

.......................................

كان يونقي على صدد الإمساك بمقبض باب سيَّارته لولا هتاف جيمين له ليلتفَّ له و على ثغره إبتسامة صغيرة

- يون يون، هل هذا حقيقي؟ هل سأحصل على علامةٍ تامَّة؟

أومئ يونقي و نزل إلى مستواه مبعثراً شعره وقال:

- أنا فخورٌ بك، لأنكَ كنتَ سيِّد كلمتك، عندما قلت بأنَّك ستنجح في الإمتحان

رفع جيمين كتفيه بتباهي و أرجع شعره للوراء رادفاً:

- لا داعي لتقول هذا، تعلم أنَّني رجل ذو أفعال

قهقه يونقي بخفوت و جاراه:

- أجل أنتَ كذلك

𝐖𝐇𝐎 𝐀𝐑𝐄 𝐘𝐎𝐔? | مَن تكُون؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن