كان واقفاً أمام السَّبورة، يقوم بشرح درسه بينما عينه تنجرف ناحية طالبه المميَّز بين الفينة و الآخرى، إلَّا أنَّه يجده بذات الوضعيَّة، رأسه مستلقي على الطَّاولة، فلا يرى ملامحه جيِّداً، رنَّ الجرس ليقف الطُّلاب تأهباً للخروج و مِن بينهم جيمين، إلَّا أنَّه عاد للجلوس مُتجهّما ما إن تحدَّث يونقي:
- فليخرُج الجميع، ما عداكَ بارك جيمين
أصبح الفصل خالياً، إلا يونقي وطالبه
تقدَّم الأكبر بخطواتٍ وئيدة نحوه حتَّى أصبح أمامه، سحب كرسياً ووضعه مقابلًا له ليجلس عليه، و ظل يتمعَّن النَّظر إلى تقاسيم وجهه العابسة والتِّي بدت لطيفةً له، أخيراً قال كلمته بنبرةٍ هامسة:
- أنا أسف
رمقه الأصغر بتعجُّب، و أكمل الأكبر:
- أنا أعتذر لكوني قد جرحتكَ بحديثي ذلك اليوم، أعلم أنَّ ما قُلته قد خدش رجولتك، و قلَّل مِن ثقتك التِّي تُحاول بِنائها، لكن في نفس الوقت أنتَ أسأت الظَّن والفهم
- ماذا تقصد؟
- ما قلته لم يعني أنَّني أهينكَ أو شيءٌ كهذا، أنا فقط أحاول مساعدتكَ لتُصبح أفضل، أنتَ بعيني نسخةٌ مصغَّرة لصديقٍ لي، هو يشبهكَ كثيراً، كان مثلكَ في الصِّغر و عندما كبر باتَ أسوء، و شخصيَّته الضَّعيفة إزدادت ضُعفاً، لا أحد كان بجانبه، هو كان يحتاجُ للمُساعدة، لكنَّه لم يجدها عند رفاقه، و ها هو الأن ينتحبُ كون حبيبته قد قامت بخيانته.
- هل ترى أنَّني كلِّي خطأ؟
- لا، لكنَّك تحتاج إلى بناء ذاتٍ أقوى
- أنا لا أفهم
- وأنا أشعر بالسُّخف، أريد أن أخبركَ بأن تكون قوياً فقط، لا تدع أحداً يتنمَّر عليك أو يسخرَ منك، لا تكُن ضعيفاً، و إن كنتَ هزيل البُنية، لازلتَ تملكُ قوَّةً تُمكنكَ مِن الدِّفاع عن نفسك، بالنّهاية أنتَ رجل.
- أنا أفهم الأن
- لكن، لما تُريد مساعدتي؟
صمت يونقي قليلًا، ثُم إبتلع ما بجوفه متحدِّثا:
- بِصدق، أنا لا أعرف السَّبب الحقيقي الذِّي يدفعني لمساعدتك، أرغبُ بالأمر فحسب.
إبتسم جيمين حتى أصبحت عيناه هلاليَّة الشَّكل وقال بنبرةٍ سعيدة:
- أتعلم هيونغ؟ أنا لم أتعرَّض لهذه المعاملة قط، أنا سعيدٌ للغاية لتعرُّفي عليك.
أنت تقرأ
𝐖𝐇𝐎 𝐀𝐑𝐄 𝐘𝐎𝐔? | مَن تكُون؟
Fanfictionأفكر كثيرًا وأسرح كثيرًا، أُظهِر لهم أنّني بخير ولكنّني العكس، يقتلني التّناقض كل يوم، كلما زاد ألم رأسي إلتجأت للنوم، وكلما سألوا حالي يبقى عُذري الدائم لا شيئ.. و كلُّ هذا، حدث بسببِ سؤال مكوَّن مِن كلمتين.. يونقي - جيمين [خالية مِن الشذوذ الجنسي]