7

227 29 7
                                    

عادا الإثنان إلى ديارهما، فيونقي قد أفصح و بكل شفافية عن عدم أريحيته في البقاء عند ذلك المنزل، لكنَّه لا ينُكر شعوره بفقدانه للحديقة الخلفية، فقد راقت له كثيراً

توقَّفت السّيارة أمام بيت يونقي ليترجَّل منها و يتّجه ناحية الباب و ما إن أمسك مقبضه حتَّى أوقفه نداء جيمين تبعه صوت خطواته ليُصبح خلفه تماماً

إلتفت الأكبر إليه ووقع بصره على المُذكّرة التِّي بين يديه

- جرِّب الكتابة، قد تنفعك

لوى يونقي شفتيه بعدم إقتناع إلَّا أنه لم يُعارض و تناولها من يديه مودِّعاً إيَّاه

- إلى اللقاء هيونغ

- إلى اللقاء أيَّها الصغير

...........................................

دخل يونقي منزله و رمى معطفه على الكنبة و جسده، أطلق زفيراً طويلا و أغمض عينيه يشعر بآلم في رقبته وكتفيه

أراد النَّوم و بشدة و لكسله عن النهوض والتَّوجه إلى الغرفة، عدَّل من وضعيته وأصبح مُستلقياً و كاد أن يغطَّ في النوم لولا رنين هاتفه الذِّي أفزعه، نظر إلى إسم المتَّصل و قد كان هوسوك الذِّي قد حصل على نبرةٍ حادة من المُجيب

- ماذا تُريد!؟

- أتجيبني هكذا أيَّها الفظ؟

- ماذا؟! هل تُريدني أن أخبركَ عن مدى شوقي لِسماع صوتكَ مثلاً؟

- يبدو أنَّني قد إتصلت في وقت خاطئ، أراكَ لاحقاً

تنهَّد يونقي و ضغط على جسر أنفه متحدثاً بهدوء:

- مهلاً لا تُغلق، إسمع، أنا أسف حقاً لكنَّني مرهقٌ للغاية

- لم تُخطئ لتعتذر، أتفهَّم ما تمرُّ به و إن لم أكن أفهمه تماماً، لا تُرهق نفسكَ و خُد قسطاً مِن الرَّاحة

- أنتَ الأفضل هوسوك، إلى اللقاء

أغلق يونقي الخط و رمى هاتفه جانباً مُلقيا برأسه على الكنبة و محاولاً النَّوم مجدداً إلاَّ أنه لم يستطع

النَّوم قد فارق عينيه و عقله بدأ يُشغِّل محرِّكه بادئا بالتَّفكير فيما حدث، ما تغير، و ما لم يتغيَّر

قعد على الكنبة و بقي يبحلق في الطَّاولة التي أمامه
و يُفكّر :
الوعد الذِّي قطعه على فينا، هل سيفي به؟ هو يشكُّ في هذا، قراراته و أفكاره لا ثابتة بل مُترددة، مشاعره متضاربة، و نفسه ضائعة، أحياناً يشعر بأنَّ ما يحدث بداخله لا نهاية له إلا الموت، و أحياناً اخرى يشعر بقدرته على السيطرة على كل هذا، إلا أنّ أبسط الأمور تُعيده إلى الوراء
نقطة واحدة تجعله يتعثر ليعود إلى البداية، مهما تسلق هو سيتعثَّر و يسقط

𝐖𝐇𝐎 𝐀𝐑𝐄 𝐘𝐎𝐔? | مَن تكُون؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن