6

254 37 35
                                    


بعد خروج جيمين مِن الغرفة، بقي يونقي واقفاً في مكانه ينظر إلى الفراغ و يفكِّر في الكثير والعديد مِن الأمور، أمور قد لا يمكن لأحدٍ غيره إستيعابها.

تنهيدةٌ خرجت مِن فاهه، و تدلَّى كتفاه و شعر بالتَّعب فجأة، وخمَّن أنَّه مِن طول الطِّريق ربما خصوصاً أنه غير معتادٌ على الأماكن البعيدة، نظر حوله و تفحَّص الغرفة بعينيه متمعن في تفاصيلها والتِّي يَظهر عليها القِدم، أصابته الحيرة لدقيقة فلما لايزالون يحافظون على أثاثٍ قديم و باليا كهذا؟

شعر بالغرابة لوقوفه هنا وحيداً و في منزل لا يعرف صاحبه، فحرَّك ساقيه أخيراً مقرِّرا البحث عن جيمين والتَّغاضي عن كذبته الصَّغيرة كأنَّ شيئاً لم يكن

تعمَّق بدخوله إلى المنزل حتَّى رأى العجوز في غرفة الجلوس و في حجرها كومةٌ مِن الصُّوف، كانت تقوم بالحياكة و على الأغلب أنَّها كانت تحيكُ وشاحً أحمر اللَّون

تحمحم جاذبا إهتمامها له، فرفعت رأسها و إبتسمت له

- هل تبحثُ عن جيمين؟

أومئ يونقي وأشارت العجوز إلى النَّافذة ليقطب حاجبيه مستفهماً لكنه إتَّجه إليها رغماً عن هذا، وقف وأزال السِّتار لتنفكّ عُقدة حاجبيه حينَ رؤيته له جالساً بجانب فتاةٍ كانت تبدو بنفس سنِّه على العشب

- من هذه؟

سأل وأجابته العجوز بينما هي تحيك:

- حفيدتي

- و ما يكون جيمين بالنِّسبة لكِ؟

- حفيدي هو الأخر

إلتفَّ إليها و بفضولٍ جاهل عن مصدره سأل مجدداً:

- لما تعيشين هنا؟ و معكِ حفيدتكِ؟

- جيمين سيخبركَ بالقصَّة حينما يشاء

صمت يونقي وفهم معنى ردَّ العجوز، لا تتفوَّه بشيء دون درايته، لما؟
لأنَّها تحترم كونه حرٌ بما يريد قوله لأصدقائه و بما لا يريد.

خرج يونقي إلى خلف المنزل حيث الثُّنائي كما سمَّاهما هو، جالسان هناك كانا يتحدَّثان ومنسجمان تماماً بما يقولانه إلى أن قاطع حديثهما صوتُ يونقي السَّاخر

- أتتركني وحدي بمنزل لا أعرفه و تقضي وقتكَ برفقة محبوبتك؟

إلتفَّ كلاهما إليه ناظرين لوجهه جامد الملامح، و بدأ جيمين بالحديث:

𝐖𝐇𝐎 𝐀𝐑𝐄 𝐘𝐎𝐔? | مَن تكُون؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن