2

395 47 99
                                    

كان ممسكا بحزمةٍ مِن الأوراق بين يديه بينما يوزِّعها على الطُّلاب الذِّين كان الخوف يستوطن محياهم، فأسئلة المعلم يونقي معروفة بصعوبتها، و مَن يستطيع حلَّها فسيكون قد أثبت نفسه بجدارة، بِنظر المُعلّم.

جلس على طاولته و أخد يقرأ كتاباً منتظرا إنتهاء طلَّابه، كان الهدوء و السَّكينة ملازماً للفصل، حتى قطعه تذمُّرات أحد الطُّلاب الذِّي تحدث قائِلا بنبرة ثابتة:

- أيُّها المعلم مين، أرجو أن تعذر صراحتي لكن أسئلتكَ هذه لا يمكن لطالبٍ حلُّها إنَّها صعبة، أترانا طلابا في الجامعة حتى تعطينا هذا العيار مِن الأسئلة؟

أزال يونقي نظارته الطِّبية، و حطَّت ساقه فوق الأخرى، مصوباً نظرة محتدة ناحية الطالب الذِّي لم يرف له جفن
و تحدَّث بنبرة غلفها البرود:

- هل أنتَ بطيء الفهم؟

أجاب الطالب و بكل ثقة:

- لا، بل إنَّني سريع الفهم و الجميع يمدح سُرعة بديهتي

- حسناً، هل شرحي رديء بنظرك؟

- لا

- هل ما تراه في ورقة الإمتحان منافي للدروس التي أشرحها لكم؟

- ل-لا

- إذن المُشكلة تكمن فيكَ أيُّها الصَّبي.

أعاد يونقي إرتداء نظَّارته مكملا قراءته، غير آبه بالطَّالب الذِّي لازال منتصباً بينما يحدق بورقته بعجز

- ألازلتَ واقفاً؟ يمكنكَ الجلوس.

.......................

كان يسيرُ في أحد الشَّوارع، و التِّي كانت مزدحمة بالمارّة، يقوم بتخطِّيهم بينما يتذمر في داخله

"هل قُدِّر أن خرج جميعهم في يومٍ واحد؟"

وصل إلى عنوانه، والذِّي كان مطعم صديقه المَدعو بـجين ، سحب الباب إلى الداخل و دخل مُتلقيا على مسامِعه صوت ضحكاتٍ صاخبة نبعت مِن يساره ليلتفت و يجدهم مجتمعين على طاولة واحدة، حينها تقدَّم ناحيتهم ملفتا إنتباههم، و مُرحّبين به

- لم نرك منذ مدة يا رجل، مِن الجيد أنكَ قد تكرمتَ بتركِ مملكتكَ العزيزة و مُلاقتنا.

قهقه الجميع بخفة و مِن بينهم يونقي الذِّي نبس قائلا:

- أنتَ تعلم أنَّني مشغول دوماً نامجون، ثُم إنَّني مُحافظ على لقائنا المعتاد كل جُمعة.

𝐖𝐇𝐎 𝐀𝐑𝐄 𝐘𝐎𝐔? | مَن تكُون؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن