10 The end

273 28 34
                                    

واقفاً أمام المرأة، ينظر إلى هيئته ليُمسك المشط ويسرّح شعره مرجعا إيّاه للخلف و تاركاً بضع خصلات على جبينه

أعاد المشط لمكانه ثُم تناول أغراضه مِن الطاولة وخرج مِن المنزل

صعد سيّارته و إتّجه إلى العنوان الذِّي حصل عليه مِن صديقه الصّغير

والذِّي كان أشبه بالتَّلة، مُظهرةً المدينة و مبانيها

أوقف يونقي السّيارة حينما لمح جيمين واقفاً أمام الحافة التي يفصلها سور خشبي بالي

حشر يديه في بنطاله بعد أن نزل مِن سيارته وقال بينما يقترب بخطواته نحوه:

- كيف لوالداك أن يسمحا لكَ بالتّجول أينما تشاء هكذا ؟

إلتفَّ جيمين وإبتسم بوسعٍ كعادته ليبادله الآخر ويجيبه:

- أنا المُدلَّل في العائلة

وقف يونقي بجانبه مستنداً على السّور بمرفقيه وهو يبحلق بالمكان، وقال:

- كنتُ أتي إلى هنا سابقاً، لكنّي توقفتُ بعدها

- لما ؟

- وجدتُ أن غرفتي المرفقة بالبيانو أفضل بكثير

- أصحيح أنّكَ ستتوقف عن التَّدريس؟ الطُّلاب لم يكفوا عن التَّحدث بهذا الأمر

- لابد مِن أنهم سعداء بهذا

- لن أنكر، هم سعداء للغاية

- لقد فكرت، وقررت، بأن أصبح معلم للموسيقى، إكتشفتُ أن معلمكم يتعرض لشكاوى لإهماله، لذا سأخد مكانه

- ماذا عنه؟

- لا أدري، و لا أهتم أيضاً، هو شخصٌ كسول على أيِّ حال

- إذن، كيف حالك؟

همهم يونقي كما لو أنَّه يفكر في الإجابة ثُم نبس:

- أنا أيضاً كنتُ أفكر في هذا السؤال، و فكرت، بأنّني لستُ كما كنتُ أدَّعي، أنا لستُ مصاباً بمكروه، فكرتُ بأنه مجرد شيءٍ عالقٌ في فكري، و يسيطر على مشاعري ويجعلني مضطربا، و مِن حالي سيئاً

إعتدل جيمين في وقفته ثُم إتكى بظهره على السّور مكتفا يديه وتحدث:

- و ماذا عن تفكيركَ المفرط؟

- أعترف...كلمةٌ واحدة كفيلة بإشغال ذهني، و جعلي تائهاً في بحر أفكاري، أفكر و أفكر، حتى أصل إلى إجابة تروي فضولي و شكوكي، لكن هذه الإجابة ستصبح سؤالاً لأعود لذات الدوَّامة

- هل أنت فيلسوف بالصِّدفة؟

- ماذا؟

هز جيمين رأسه وتحدَّث بينما يحرك يديه:

- أعني، عادة الفلاسفة هم من لديهم الإفراط في التفكير، لدرجة مؤلمة لعقلي الصغير

- التَّفكير جيد أحياناً

- لا أظن هذا، فقط فكر عندما يجب عليك أن تفكر، لكن لا تُشغل عقلك بكل شيء، سوف تهلك، و ستصبح منطويا، بل و أنتَ كذلك يون

- لا أظن بأنني فيلسوف، و لا حتى شيء يشابهه

- لما تقول هذا؟

- سؤال تلك المعلمة يتردد في ذهني حتى هذا الحين و لم أجد له جواب من أكون؟ ماهية ذاتي؟

- أنتَ مين يونقي معلم في الرياضيات، لستَ شخصاً مميزاً و لا تملك فكراً واسعاً، لكنك لا تُحب إظهار جانبك اللطيف وتحب أن تكون بارداً وقاسياً إلاّ أنكَ تسهو أحياناً وتصبح لطيفاً، لا تُسيطر على أفعالك، و التي لا تنبع من مكانٍ معيَّن، فأنتَ تتصرف حسب الموقف فحسب

- أنتَ هو أنت، أعني بجدِّية ما الأعمق من هذا؟

نظر إليه يونقي و شرد فيه مطوّلاً ليهمس بعدها مبتسماً:

- أتعلم؟ أنتَ محق

....

النِّهاية ~



"أحقر نهاية في التاريخ"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنتهت قصة "مَن تكون"
أقصر بارت لدرجة أخجل مِن كتابة عدد الكلمات TT

لستُ راضية رضى تام لشعوري بإمتلاكها نواقص عدة لكن.. هذا كان كل ما أملكه لكتابتها وإنهائها وأظن أن هذا شيء يسعدني، أعني الجهد اللي بذلته...أيا يكن

المغزى منها هي أن تبني ذات أقوى وأن تتخطى العوائق التي تصيبك، سواء أكانت عاطفية أم نفسية أم إجتماعية
أن لا تكون كثير التفكير، يتعب عقلك ويجعلك تتعمق في أمور لا معنى لها ، كما قال سيوران" الجهل وطن والوعي منفى
أن تقاوم إكتئابك و توهماتك بأن الحياة تقف ضدك
و....عش الحياة بحلوِها و مرِّها، فقط.

Adiós ") ♡

Adiós ") ♡

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
🎉 لقد انتهيت من قراءة 𝐖𝐇𝐎 𝐀𝐑𝐄 𝐘𝐎𝐔? | مَن تكُون؟ 🎉
𝐖𝐇𝐎 𝐀𝐑𝐄 𝐘𝐎𝐔? | مَن تكُون؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن