8

3.4K 70 3
                                    

البُگا گان لا إرادي .. و الزعل گان بإنتظام
السگوت گان وضع عادي .. و الگلام گان مش گلام
هيا حاله .. واضحه جدا .. بإختصار حالة وفاه ..
و الغريب إن اللي مات .. لسه على قيد الحياه !! ..
نبضه عادي .. شكله عادي .. عادي جداً .. عادي بحت
روحه طلعت فوق معاهم
بس جسمه لسه تحت !!...
البارت 8 ...
—في آحدي المشاهد المتگررة .. گانت تجلس " آسيا " في غرفة المحاگمة بصحبة القليل من القضاة و الآطباء النفسيين و مستشاريين من مؤسسة حقوق الإنسان ...
إحدي الدگاترة النفسيه : لغاية دلوقتي گل اللي قولتيه يا مدام آسيا يدل ع حبه ليگي .. ٱنا لسه مش فاهمة ٱيه اللي وصل الآمور لهنا ؟! ..
آسيا و هي تعض ع شفتيها بإرتباگ : ما يمگن هو ده ده اللي وصلني لهنا .. حبه ليا ٱو بالآحري حبي ليه ..
الدگتور : ٱنتِ لسه بتحبي الباشمهندس آدم .. مش گده ؟! ..
آسيا و قد خانتها دمعتها و سقطت رغماً عنها : ٱيوة
الدگتور بٱندهاش : بعد گل اللي حصل !!..
آسيا و هي تمسح دموعها : ٱنا گنت موافقة ٱفضل ٱحبه حتي لو ما بيحبنيش .. يمگن گمان بُعده عني قربه مني ٱگتر .. بعد ما راح گان بالنسبة ليا ٱگتر مما گان قبل گده .. گل حاجة بقيت بشوفها هو .. گل حاجه گانت عبارة عنه .. گنت بشم ريحة نفسه فيا .. گنت وقت ما بگون مهمومه بحسه حواليا بيواسيني .. گل ذگرياتنا گانت عبارة عن شريط في حياتي مش بينتهي .. صوته گان حواليا في گل مگان .. لما ببص ف مرايتي بشوف صورته هو .. گان سايب حاجه في گل حاجة حواليا .. بالرغم من ٱنه گان معاها هي ....
الدگتور : ٱزاي بالرغم من ٱنه گان معاها .. ماقدرتيش تنسيه ؟!..
آسيا : مش عارفة .. بس ٱنا ٱگتشفت حاجه في بعده عني إن المسافات عمرها ما گانت مبرر ٱنها تنقص حُبگ لشخص ، بالعگس دي بتزوده .. ٱنا في تجربتي معاه ٱگتشفت إن ما ينفعش ٱبداً إن ولد و بنت يگونوا Best Friend لإن هيجي يوم و حد فيهم هيحب التاني .. من السهل إن الصداقة تتحول لحب بس من المستحيلات إن الحب يرجع صداقة ..
الدگتور بٱستغراب : ٱنتِ لسه بتتمني إنگم ترجعوا ٱصدقاء تاني !! .. ٱنتوا ٱفترقتوا من سنة و ٱگتر ، معقول مازالتي عاوزة ترجعيله تاني ؟!..
آسيا بٱبتسامة حزينة ساخرة : حضرتگ بتتگلمي و گإن الفراق ده مجرد صداع بمجرد ما تأخدي آسبرين هتفوقي منه .. ٱنا آعتقد إنگ ما تعرفيش ٱصلاً اللي ٱسوأ من الفراق ؟! ..
الدگتور متسائلة : ممگن محاولة النسيان ؟!..
آسيا : مبدٱياً مافيش حاجة ٱسمها محاولة نسيان لإن الحب مش بيتنسي حتي لو بنتي حياة مع حد تاني هتفضل ذگرياتگ القديمة متعلقة ف شماعة ف رف لوحدها لا تسمحي لحد يقربلها و لا تقدري تدي مگانها لحد تاني ٱصلاً .. اللي ٱسوأ من الفراق هو مرحلة المراقبة من بعيد ، بالرغم من ٱننا بنگون متآگدين إن مافيش حاجة هترجع زي الآول .. حتي لو گان الآول ده مجرد صداقة ٱو حب من طرف واحد ٱو حتي حب آخوات مهما ٱختلفت المسميات بئا .. الفراق مش بيداوي ٱبداً بالعگس ده بيحرق ٱگتر و ٱگتر مع الآيام ..
الدگتور بتسائل : بتتگلمي و گإنگ بعد ما عرفتي الحقيقة ٱختفتي !!..
آسيا و قد قامت بسلب العدسات اللاصقة من عيناها و ٱبدلتهم بالنضارة الطبية .. ثم تابعت قائلة : ما گانش ينفع ٱمشي و هو ما قدرش يقولهالي بعد اللي حصل ...
_ثم شردت لتتذگر ما حدث قبل اليوم ب 2 سنتين و 3 آشهر ..
_گان ٱول يوم لها بالجامعه .. آستيقظت باگراً و ٱرتدت ثيابها التي گانت عبارة عن " بنطال جيينز آسود و بلوزة من اللون الطوبي الغامق و بليزر من نفس لون البنطال و شوز طوبي مفتوح من الإمام ذو گعب رفيع " تدربت عليه طيلة ليلة الآمس " و صففت خصلات شعرها بعدما ٱصبح طولها يصل إلي منتصف خصرها بقليل .. و وضعت القليل من المساحيق التي لم تگن سوي عبارة عن " گحل و روچ من نفس الدرجة الطوبية و وضعت العدسات گي تتخلي عن نضارتها الطبيه " و ٱثناء إرتدائها للشوز .. سمعت طرقات خفيفة ع باب الغرفة ...
_آسيا ببهجة : آتفضل ..
_ٱدار مقبض الباب و دخل ذاگ " الآدم " .. ٱحست گأن نفسها ينقطع منها و گأنها مُقدّمة ع الموت المفاجئ بمجرد رؤيته .. و لگنها ٱخذت نفسها بصعوبة و قالت له محاولة التماسگ : تعالي يا آدم
_دخل ذاگ الآدم و هي يرتدي تيشورت رمادي و بنطال جينيز آسود و چاگيت بذلة باللون الآسود و قد صفف شعره للخلف .. و وضع عطره الخاص الذي يجعلها ثملة دون ٱن تبتلع قطرة گُحل ....
_آدم بٱبتسامة : ٱيه القمر ده ع الصبح ؟! .. لا لااا مش هقدر ٱنا ع گده .. حسي بيا شوية لو سمحتي ..
ضحگت آسيا بخجل : لا ما ٱنت لازم تتعود ع گده ٱنا مش لسه آسيا البنوته الحلوة الصغننه اللي ربّتها ع آيدگ و گبرت قدام عينگ .. اللي خايف عليها تگبر عشان ما تخسرش برائتها .. فاگر ؟! ..
آدم بٱبتسامة ماگرة : فاگر ٱووي و هي دي حاجة تتنسي بردو ..
ٱختلج وجهها لٱبتسامته و ٱعتلي الخجل خديها مزيناً أياهم باللون الآحمر الخجول .. ثم تابعت : ٱنا همشي عشان ما آتأخرش بئا ..
آدم : ده ٱنا گنت هگلمگ ف موضوع بس بما إن إنگ مستعجلة أقولگ لما تيجي .. مش مشگلة ..
آسيا بفضول : لاا عادي لسه بدري .. قول في ٱيه ؟! ..
آدم : لا خلاص ما ينفعش تتٱخري من ٱول يوم .. نتگلم لما ترجعي
آسيا جلست ع الگنبة الملحقة بغرفتها و جذبته من يده و ٱجلسته ع مقربة منها و قالت له : مالگش دعوة ٱنت .. ٱتگلم بئا
آدم و هو يمرر يده ع لحيته بخجل قائلاً : حضرتگ گنتي دايماً بتقوليلي آدم سيف الدين لسه سينجل و مش عارف ٱيه و تقعدي تتريقي .. فاگرة گان بيگون ردي عليگي ٱيه ؟!..
آسيا و قد ٱرتبگت عندما گان الحديث حياة آدم الشخصية : ٱيوة .. گنت بتقول إن مافيش بنت تستاهل تگون ع علاقة معاها إلا لو گانت زوجة ليگ و علاقتگ معاها رسمية .. مش مجرد حبيبتگ و خلاص
آدم بإبتسامة مازحاً : ده ٱنت حافظة گلامي بئا .. مش فاگرة بس
خجلت آسيا بشدة ف مررت يدها ع خصلات شعرها و هي تتطأطأ رٱسها للأسفل : لا .. بس ٱنت گنت بتگرر الگلام ده گتيير
آدم : ما علينا يا آوزعتي .. المهم إني و آخيراً قررت مين هي اللي تستاهل تگون زوجة ليا و ٱدخلها ع آهل بيتي .. لقيت البنت اللي تنفع تگونلي حبيبة و زوجة و ٱخت و صديقة و ٱم و ضهر و سند مش مجرد علاقة و بس ..
آسيا بحزن مريع تجمل بٱبتسامة مزيفة و قد ٱزدادت دقات قلبها حتي گاد ٱن يسمعها لو أقترب قليلاً : مش فاهمه ؟! .. هي مين ؟! .. حد نعرفه ؟! .. بتحبها ؟! ..
آدم : الحب قليل عليها .. بعشق گل تفصيلة فيها .. شعرها ، عيونها ، رقتها ، لونها ، طيبة قلبها و برائتها .. خوفها عليا و حنيتها ، بحب حبها ليا و حابب نفسي عشان حاببها .. هي مين ف ٱنتِ بالذات مش هينفع تعرفي دلوقتي ليه مش هقولك .. ٱما بئا حد نعرفه و لا ،، فهي يُعتبر ٱنتِ ٱگتر واحدة تعرفيها بس ٱحنا گمان نعرفها .. يعني ٱحنا گلنا عارفينها بس ٱنتِ اللي تعرفي تفاصيلها ..
آسيا بآستغراب : ٱنا مش فاهمة ٱى حاجة خاالص .. يعني مثلاً عمتو و نور يعرفوها ؟! ..
آدم مطٱطأ برأسه " إيجاباً " : ٱيوة .. بس ٱنت بالذات ٱگتر حد عارفها و ٱنا من بعدگ .. ٱعرف عنها مثلاً .. شعرها الٱسود الناعم " قال ذاگ و هو يمرر يده ع خصلات شعر آسيا بحنان " .. و عينيها اللي لغاية دلوقتي بتداريهم عني ،، و في گمان حاجة حلوة ٱوي فيها ٱنها ٱول ما بتتگثف خدودها بيحمروا و بتقعد تلعب ف صوابعها
_گانت آسيا تفرگ ٱناملها بهذه الآونه .. لذا ٱشر هو بأصبعه ع ٱناملها قائلاً بإبتسامة : ٱيوة زي گده بالظبط ..
_خجلت بشدة حتي گاد قلبها ٱن يقفز من صدرها و يبني له عُش و يسگُن بجانب قلبه .. فقالت بتردد : هي .. ا.. هي ٱسمها ٱيه ؟! ..
__قام آدم من جلسته قائلاً : لا ٱسمها ده هيگون المفاجأة .. هعدي أخدگ النهاردة من الجامعة و هقولگ هي مين .. يلا خلي بالگ ع نفسگ يا حبيبتي ،، سلام
_خرج و ترگها هي لتسبح في عالم آخر .. لا تدري إن گان ما يدور ببالها صحيح ٱم هي المخطئة بظنها ذاگ ؟! .. و لگن ماذا قُلنا سابقاً .. فصبراً جميلاً آيتها الصغيرة المتمردة .....
---------------------------------------------------------------------
في آحدي عقارات إنجلترا .. گانت ملقاة ع معدتها ع الفراش و هي ترتدي " قميص نوم وردي اللون .. قصير ذو حمالات رفيعه " و الشعر الگيرلي الآشقر يداري عيناها .. عندما گان خارجاً من الحمام و هو يلف خصره ببشگير .. ٱقترب منها قليلاً و طبع قُبلة رقيقة ع جبينها ، فٱلتفت للجهة الآخري و وضعت الوسادة ع عيناها ...
فقال هو ضاحگاً : قومي يا گسولة ٱنتِ لسه هتداري عينگ .. يلاا ورانا شغل يا مريومتي ..
ٱلتفت مريم إليه و آعتدلت في جلستها و أشرت له بٱصبعها ف آقترب منها ف طبعت هي قُبلة حانية ع خده : صباح الخير يا ميرو ..
آمير و الذي يگون " ٱخ آسيا الٱگبر " : صباح الجمال يا عيون ميرو ..
_" مريم " و التي تگون حبيبة " آمير "ذات الجنسية الٱنجليزية .. تلگ السيدة اليتيمة ٱو بالآخري مقطوعة الجذر .. تربت بميتم و هي لا تعرف ٱباً لها و لا ٱم .. ٱلتقت ب " آمير " عندما ٱستلمت العمل گ مديرة علاقات عامة في آحدي الفنادق السياحية التي تمتلگها " عائلة السويفي " و يديرها " آمير السويفي " .. تعارفا ف البداية من آجل العمل و لگن مع الوقت تطورت علاقتهم آگثر فآگثر .. و ٱصبحوا ثنائي متميز في حياته العامة و لگن ما ينقص إگتمال حياتهم الشخصية هو " الزواج " .. لقد سبق و وعد " آمير " " مريم " بالزواج و لگن حتي اليوم تعيش معه ع ٱمل ٱن يتزوج بها " يوماً ما " ..
مريم : هاخد شاور يا بيبي و ٱجهز و نطلع ع طول
آمير : ٱوگ يا حبيبيتي بس ٱسنعجلي شوية .. الوفد الٱلماني هيوصل النهاردة الفندق .. لازم نگون ف الآستقبال ..
مريم : ٱوگ .. ٱها صحيح يا ميرو .. گويس إني أفتگرت عاوزين نبقي نگلم سو النهاردة ٱول يوم ليها ف الجامعة ..
آمير بٱبتسامة : حاضر يا مريم نگلمها و ٱحنا ف الطريق
مريم : تمام .. يلا هجهز بسرعه ...
_بعد فترة ليست بقليلة .. گانت مريم ع آتم آستعداد و خرجت هي و آمير ف طريقهم للفندق ...
----------------------------------------------------------------------
_بجامعة القاهرة ..
_گانت " آسيا " بصحبة آصدقائها ف المحاضرة الآخيرة .. ما إن ٱنتهت المحاضرة حتي وجدت هاتف " وعد " يدق بنغمة الرسائل ..
_ما إن قرأت " وعد " الرسالة حتي هبت واقفة و قالت ل " آسيا " و قد ٱختلج وجهها و تجمدت الدماء به : ٱنا في حاجة ضروري ٱعملها نااو ٱول ما ٱخلص هرن عليگي .. تمام ؟! ..
آسيا بآستغراب : ماشي .. بس ٱهم حاجة مافيش مشاگل .. مش گده ؟! ..
وعد و هي تلملم ٱغراضها : لااا لاا مافيش حاجة .. خير إن شاء الله .. يلا نتقابل ف الگافي بئا .. سلام ..
آسيا بآستغراب : سلام ..
_لم تدري آسيا ما الذي يدور من حولها .. حاولت ٱن تربط الآحداث و لگن دون جدوي گالعادة .. " وعد " دائماً ما تُخفي عنها بعض الآشياء ببدايتها خشيةً من ٱن تگون مخطئة و لگن بالنهاية تأتي راگضة إليها .. گي تأخذ برأيها و تطلب المساعدة و الآستنجاد بها ...
_ جمعت آسيا ٱغراضها ناوية الخروج .. ما إن قامت من مقعدها حتي دق هاتفها بنغمة رسالة .. فتحتها في عجالة عندما وجدت ٱنها منه .. قرٱتها و گان هذا محتواها " مستنيگي ف ٱستراحة الجامعة .. وحشتيني ع فگرة يا ٱوزعتي ... " ..
_آاآآه يا ربي .. ٱنا ٱزاي هستحمل اللي ممگن يقوله !! .. معقول يگون عاوزانا نتقابل عشان يقولي ٱنه بيحبني !! .. هيقولها ٱزاي ؟! ..
_قالت تلگ الگلمات و الفرحة تگاد تتطاير من عيناها و من ثم تابعت و هي تضع يدها ع صدرها تبطئ من خفقات قلبها .. بعدما آخذ صدرها يعلم و يهبط بشدة : ياارب ٱنا ممگن هموووت لو ٱحساسي طلع غلط .. يااربي ٱنا شگلي هيغمي عليا
_جلست مرة آخري و من ثم وقفت : لا هو مستنيني .. لازم آروحلها مش وقته ده يا آسيا .. ٱوووف
_من ثم رگضت مسرعة إلي الآسفل و ذهبت إلي حيث تواعداا .. لگن .. لگنه لم يگن بإنتظارها .. گان بصحبة آخري .. يالله ٱنها بين ٱحضانه !! .. للحظة شگت بٱنها " وعد " و لگنها بعد قليل تٱگدت ..
" إن ٱنقض عشق تعيس ع قلبگ في الثالثة صباحاً لا سيما ٱن يمنعگ گبرياءگ من رفع سماعة الهاتف و الإتصال بها ، خشيةً ٱن لا تگون هناگ .. ستراجع نفسگ .. و تبقي وحيداً .. شئت ٱم ٱبيت ؟! .. _في تلگ اللحظة ستلدغ نفسگ مثل العقرب ٱو ستگتب لها رسائلاً لن ترسلها لها ٱبداً ،، ٱو تستمر في الدوران في غرفتگ ، تشتم رائحتها من جهة و تقوم بالدعاء من جهة آخري ، تصبح ثملاً .. ٱو ستصرف و گأنگ مُقدم ع الآنتحار .. _هذه التطورات ستفقد طعمها بعد مدة .. و تجعل المرء يشعر بالضجر .. إن گنت شخصاً مبدعاً .. تسأل نفسگ _هل تستطيع إخراج شيئ ملموس للوسط من آلامگ ؟! .. _هذا بالضبط ما حل بي في الساعة الثالثة من إحدي الليالي .. حينها قررت فجأة ، گنت سٱجعل من معاناتي لوحة فنية .. " هنري ميللر " _عدم النوم "

قدري انت ام قدرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن