دموع البنت .. مبتعرفش تترتتب
بتنزل منها عشوائي .. ولو دققت هتلاقي ..
وجع مرگون بقاله گتير .. و جرح قديم .. و حب بجد ..
دموع البنت لو نزلت .. بتنزل واخده دايماً حد ..
نزل من عينها و خسرها ..
يا إما عشان عِرف غيرها .. يا إما لإنه معرفهاش ..
و معرفش إنها حبّاه ..
لا منها لغيره دلوقتي .. و لا بتقدر تقول وياه ..
و ضحگ البنت مش معناه .. بإن البنت ناسيه الحزن ..
و ناسيه الخوف من الأيام .. و عارفه تعيش .. و عارفه تنام ..
لإن البنت يا ساده .. هتفضل برضه گالعاده ..
سؤال و علامة إستفهام ؟!...
_البارت 9 ...
_رگضت " آسيا " مُسرعة للآسفل إلي حيث طلبها " آدم " .. ما إن وصلت حتي وجدته يقف محتضناً فتاةً ما .. يگاد يلصقها به .. تمسگت به بشدة هي الآخري .. گأنهم عافرا حتي وصلوا لتلگ اللحظة .. للحظة شگت إنها " وعد " ، و لگنها بعد قليل تأگدت ..
_نعم إنها هي صديقة عمرها بٱحضان حبيبها ....
_آسيا بصدمة و صوتها يگاد يُسمع عن قرُب : وعد !!! ....
_تجمدت الدماء بعروقها .. تصلبت ٱعضائها .. دمعاتها نزفت منها لا إرادياً .. تعالت صوت شهقاتها ف وضعت يدها ع فمها تگتم ٱنفاسها .. علها تگون النهاية و ينتهي بها المطاف هُنا و هي تراه .. يگفيها ٱن تموت و تگون عيناه آخر ما تراه ... ٱضطرابت دقات قلبها و ٱنتفض من مگانه .. فٱمسگت به بين ٱيديها و خطت خطواتها و قلبها تگاد تقف نبضاته بين گفيها و الدمعات في عيناها تجمعت و جفت مگانها من شدة الآلم .. و ٱبتعدت و هي تبتسم رغماً عنها گي لا تبگي .. شعرت گأن العالم يدور بها و تتخبط يميناً و يساراً .. ٱظلمت الحياة بعيناها .. تشوهت الصور .. سقطت ٱرضاً شاردة مفگرة .. لمن ستشگو الآن ؟! .. بحضن من ستبگي ؟! .. من سيداوي جرحها الغائر ذاگ ؟! .. إن گانت الخائنة ٱقرب قريبة لها .. إذاً من سيشفيها من مرضها المدعو " عشق آدم "
_للحظة تذگرت ٱنها يتيمة !! .. لم يگن لها سواه و هو الآخر ما تبقي منه ذگريات ٱغلبها گاذبة .. ف هبت واقفه و سندت نفسها بنفسها و رحلت بعيداً .. لا تدري إلي ٱين ذاهبة ؟! ...
_لمحها ذاگ الآدم و هي تبتعد .. ظن بإن لابد ٱن وعد ٱخبرتها و لم يگُن ٱيضاً فارغاً لها ... ف صمت و بقي ب ٱحضان حبيبته ...
----------------------------------------------------------------------
_بإحدي الحدائق ب مدينة السادس من ٱگتوبر ...
_گانت تجلس " نور " برفقة " حمزة " .. و هو يُسرد عليها ذگرياته مع والدته المفقودة و هو يحبس الدمع بعيناه گي لا يضعف ...
حمزة بٱلم : گانت دايماً تقولي بطل سهر و بنات و سُگر گل ليلة .. گانت دايماً تفضل صاحية مستنياني لما ٱرجع البيت .. مش بترضي تنام و ٱول ما ٱرجع و تشوف منظري .. تسبني و تگون محضرالي العشا و لإني گالعادة مش برضي ٱگل .. گانت تنام و هي زعلانه مني
ٱبتسم بآسي و تابع قائلاً : غير إنها گانت بتخاف عليا .. حبيبتي گانت بتغير عليا گمان .. گانت دايماً تتخانق معايا عشان ٱتغير .. گانت بتقولي مش عاوزة آموت و ٱنا خايفة عليگ .. و ٱهي ماتت و سابتني ٱنا خايف .. بعد ما فقدتها حاسس إني توهت .. بحاول ٱقف ع رجلي .. هعمل ٱيه يعني غير إني ٱمشي بدُعاها ...
نور بقلق : بس ٱنت حالگ مش ولا بد .. لازم تمسگ نفسگ يا حمزة .. السنة دي آخر سنة ليگ .. حاول تفرحها بنجاحگ .. ده ٱنت ما دخلتش البيت غير مرة واحدة عشان تلّم حاجتگ و گده ما ينفعش .. روح ٱطمن ع والدگ ع الآقل ، هو گمان محتاجلگ ..
حمزة بنبرة مضطربة : مش قادر يا نور .. شگل البيت بعدها بيخض .. زي ما يگون عّجز فجأة .. ٱو جاله زهايمر بعد ما فارقته .. صوت بُگا والدي محاوط الحيطان .. مش عارف بيبگي عشان سابته .. و لا بيبگي عشان ما راحش معاها .. گان بينهم علاقة غريبة عمري ما فهمتها غير دلوقت .. لا هي عشرة و لا حب و لا سند و لا ضهر .. البيت من غير ٱُمي عبارة عن حيطان .. هي گانت بيتنا يا نور ...
_خانت الدمعات عيناها .. ف مسحتها بطرف ٱناملها ، گي تبقي صامدة .. مساندة له و قالت : وفاة والدتگ مش النهاية يا حمزة .. النهاية هي موتگ ٱنت .. صحيح هتتعب من غيرها و گل حاجة بسيطة هتصعب .. فراقها هيوجعگ ما قولتش لا .. بس المهم إنه ما يضعفگش ...
حمزة بإرهاق : فراقها گان ضربة قاضية ليا يا نور .. حاسس إن ضهري ٱتگسر .. مالحقتش آشبع من حضنها .. لسه لغاية النهاردة بعد ما عدي شهور گل ليلة ف حلمي بتجيلي .. و تّبل بحضنها ريقي و تسبني بعد شوية و ٱنا روحي رايحلها و تبعد عني و هي بتعيط ..
_لم تجد قوة لمجادلته ٱگثر .. فلقد سبق و ذاقت هي ٱيضاً فراق الآب .. و گانت و مازالت منگسرة .. گيف لها ٱن تسنده و هي من تحتاج لسند ...
--------------------------------------------------------------------------
_ٱوقفت مقود سيارتها بجانب البحر .. ٱصبحت حقيقتها گالموت .. گالگأس الدائر ٱيامها مازالت تتزيّن باللون الآسود .. تلهث محاولة التنفس .. تجد ٱنفاسها ماهي إلا خنقة و حيرة و ضيقة .. ٱصبحت ٱضعف مما مضيّ .. محاولة التظاهر بٱنها ف منتهي القوة .. ٱلقت نظرة ع مرآة سيارتها ، ٱحست و گأنها تقول " گبرتي من جوا " .. ٱصبح گل ما گان بينهم عبارة سراب .. گلما آقتربت منه تبّخر .. گالنائمة بغيبوبة ٱستوطنتها لزمن و ٱفاقت منها متآخر ..
_سلبت العدسات من عيناها و ترگت لدمعاتها العنّان .. ٱرتدت النضاراتالتي تخلت عنها من آجله .. ٱخرجت المقصل و ٱمسگت خصلات شعرها و ٱخذت تنتفها و تُرمي بها جانباً .. تحول الضعف بداخلها لقوة .. جعلتها تگره حتي نفسها لٱنها آحبته .. لم تجد ٱحداً بحياتها سند .. ٱقسمت بداخلها ٱلا تقول تلگ الگلمة حتي و إن قالت لها .. ٱغلقت ٱبواب روحها .. و ٱلقت المفاتيح بالعميق .. لعنت نفسها لٱنها ترگت تلگ الآبواب مواربة له ليجرحها ..
_شعرت و گأن روحها تگاد تُقتلع منها .. سحبت هاتفها و وجدت نفسها تلقائياً .. تطلب ٱرقام " مريم " .. لم تتآخر مريم گثيراً بالرد
مريم ببهجة : وحشتيني يا بنوتي .. عمل...
_صمتت عندما ٱحست بصوت شهقات " آسيا " المتتالية .. فتابعت قائلة بقلق : آسيا ٱنتِ گويسة ؟! ..
آسيا من بين شهقاتها : ٱنا بموت يا مريم .. تعبانه ٱووي .. بتخنق .. ٱنا السبب .. ٱنا اللي عملت ف نفسي گده.. صح ؟! .. ٱنا اللي ضعفت قدامه .. ٱنا اللي سبت دموعي تنزل عشانه ع الفاضي و ع المليان .. ٱنا گنت هبلة لدرحة خلتني مش بيغمضلي عين و هو زعلان .. ٱنا بگره نفسي ٱوووي ..
مريم بٱضطراب و قلق : ٱهدي بس و فهميني ٱيه اللي حصل .. ٱنتِ بتتگلمي عن آدم ؟! .. و لا عن مين ؟! ..
آسيا و هي تضرب قبضة يدها ب مقود السيارة : گان نفسي يفهم ضعفي قدامه مش يقويني عليه ... گان نفسي يفهم حبي ليه و يحتويني ما يضيعنيش يا مريم .. ده ٱنا گنت بنفذ گل حاجة يقولها و گأنها آمر .. ٱنا مش عارفة ٱنا حبته گده ليه !! .. مش عارفة !! .. طب ليه هو ما قدرشي دموعي اللي نازلة علشانه ؟! .. ده ٱنا طلعت مش ف باله ٱصلاً .. طلع بيحبها هي و ٱنا بالنسبة ليه گبري بينه و بين صاحبتي .. صاحبتي يا مريم .. طب ليه عمل معايا گده !! .. ده ٱنا قبل ما گان يطلب مني گنت بدعيله .. هو اللي ضيع اللي بينا بٱنانيته .. هو اللي قواني عليه .. بعد ما گنت ٱضعف من ضعيفة قدامه .. ده وصلني لدرجة ٱگره وعد .. ٱنا گرهت وعد يا مريم .. گرهتها .. هشگي لمين دلوقت .. ياريتني ما گنت حبيته .. ياريتني ما گانوا ٱهلي ماتو ما گنتش هاجي هنا و لا گنت هعرفه و لا گنت هحبه .. و لا گنت هعرف وعد .. ٱنا محتاجة لٱمي ٱووي دلوقت .. محتاجة ٱبويا يسندني .. محتاجه ٱخويا جنبي ٱووي ..
مريم بصوت باگي : ٱهدي يا حبيبتي .. هجيلگ و هجيبلگ آمير .. ماشي ؟! .. هنجيلگ حالاً .. و هنقف جنبگ مش هنسيبگ .. بس ٱهدي عشان خاطري تهدي ....
_ٱغلقت " آسيا " الخط و ترجلت من السيارة و بيدها خصلات شعرها المتقصفة و ٱلقت بها بين موجات البحر و ٱلقت بهاتفها آرضاً و سقطت بجواره .. فاقدة القوة ...
_ظلت تتابع موجات البحر الغائرة .. گانت توحي بالتمرد و الغضب .. گانت هائجة و بشدة .. إما إنها تُساندها .. إو ٱنها تشارگها حزنها ..
_بعد مدة ليست بقليلة .. دق هاتفها بالنغمة المخصصة له .. ٱنتابها الفضول عما سيقوله من ٱعذار !! ..
ف ٱجابته و هي مُتحلية بالصمت .. تستمع إليه و هو يقول بفرحة عارمة .. غير مستوعب لمِا يدور معها " آوزعتي .. روحتي فين ؟! .. فضلت مستنيگي عشان ٱقولگ ع المفاجآة و ٱنتِ بعد ما جيتي هربتي تاني ..
صمت قليلاً عندما لم يجد جواب .. تابع قائلاً : آسيا .. ٱنتِ معايا ؟! ..
_ٱغلقت الهاتف و ٱلقت به بالبحر و آلقت بجسدها ع الشاطئ .. علها تغفل عما بها إن رحلت مع موجات البحر بعيداً .. و مازالت صورتها بين ٱحضانه .. گالخيال يحاوطها بگل مگان ..._" في إيه بينگ و بينها ٱرجوگ قولي الحقيقه .. نظرة عينگ و عينها صدقني مش بريئه .. عايز تبعد ما تبعد و ٱجرح قلبي و عينيا خونني مع
واحدة غيرها مش آقرب واحدة ليا ...آآآآهآآآ ..
_سيبها ف جرحي تواسيني .. بلاش تحرمني منها .. في ٱيه بينگ و بينها !!! ...
_ٱنا قولت گتير لنفسي في شيء غريب ما بينگم .. بتحاولوا تخبوا عني اللي بتحگيه عيونگم .....
_مش هتحمل ٱگون سيرة بتتسلوا بيها و دموع قلبي و عينيا .. تبنوا الاحلام فوقيها ... عايز تبعد ما تبعد و ٱجرح قلبي و عينيا خونني مع
واحدة غيرها مش آقرب واحدة ليا .... آآآهآآآ ...
_سيبها ف جرحي تواسيني .. بلاش تحرمني منها .. في ٱيه بينگ و بينها !!! ...
_من گتر گلامي عنگ آگيد ٱحساسها خانها .. و ٱهو حس بيها قلبگ من گُتر گلامي عنها ...
في حضن مين راح ٱبگي ؟! .. و مين هيحس بيا ؟! .. لو هرضي بجرح قلبي بلاش ب ٱيديها هي .. عايز تبعد ما تبعد و ٱجرح قلبي و عينيا خونني مع واحدة غيرها .. مش آقرب واحدة ليا ... "
--------------------------------------------------------------------------
_في إحدي المشاهد المتگررة .. گانت تجلس " آسيا " بغرفة المحاگمة ..
الدگتور : گرهتيه فعلاً ؟! ..
آسيا بٱبتسامة مزيفة : ما گرهتوش و لغاية دلوقت مش عاوزة آگرهه .. ممگن ما بقاش ليه مگان ف حياتي مش ٱگتر ...
الدگتور : بتفگري ترجعيله ؟! ..
آسيا بتفگير : ما آعتقدش .. بقا صعب الرجوع دلوقت .. رغم إن صورته لسه معايا و ف آيدي و حاضنها طول الليل .. بس للآسف مالناش نصيب ف بعض ،، زي ما قولت لحضرتگ صعب الرجوع دلوقت ....
الدگتور بدهشة : ٱنتِ گبرتي فجأة گده ليه ؟! ..
آسيا بضحگة هيسترية : ماهو آحنا بنفضل ٱطفال لحد ما بنحب حد .. يگسر قلبنا و بعد گده بنگبر ...
الدگتور : طيب ليه ما سافرتيش بعد اللي حصل ؟! .. يعني مش ده ممگن بگون حل لمشگلتگ .. البعد ..
آسيا بدموع : قرأت قبل گده .. إن " لازم قبل ما تحل المشگله تعرف سببها .. سبب لجوءك الگامل لشخص واحد ده معناه إنگ موزع مشاعرگ غلط .. يعني لازم تعيد توزيع مشاعرگ و يومگ علي الناس گلها .. تشوف صحابگ .. تشوف أهلگ .. لو عندگ مشاگل مع الاتنين ممگن تقرأ گتاب .. تشوف فيلم .. نقرب من ربنا أگتر .. المهم تملأ الفراغ اللي جواگ صح .. مينفعش تحط حياتگ گلها فـ بورصة شخص واحد " .. و هو ده گان الحل الوحيد ليا .. عمر البُعد ما گان حل لمشاگلنا ...
الدگتور : ليه ما حاولتيش تگوني مع غيره ؟! ..
آسيا : لإني ما بقتش ٱنفع لحد و مبقاش في حد ينفعلي بعده .. ٱنا ٱتغيرت بعده للأوحش و صوتي زاد بنبرة ندم .. ما عادش ينفع بعد اللي حصل معاه ده غير إني آعيش و آموت لوحدي .. ما گانش في حد هيقبل آسيا ع عيبها بعد آدم ...