١

25 1 3
                                    

يُحْدّق بِعَيْنَيْن أَكَلَهُمَا أَسَى الدّهْر وَقَتَلَهُما إِلَى ذَلِك الاسْم المَنْقُوش بِعِنَايَة عَلَى ذَلِك الصّخْر المُسْتَدِير

جَثَى عَلَى رُكْبَتَيْه رَاكِلَا القُشْعَرِيرَة الّتي دَبّت بِهَيْكَله منَ الصّقِيع المُرّ الّذي سَبّبَه القُطْنُ البَارِد الَذِي لَامَسَ جِلْدَه مَاسِحًا مِنْه الّذي اسْتَقَرّ عَلَى التّرْبَة الّتِي يَتَوَاجَد بِأَعْمَاقِهَا مَن فَنَى عُمْرُه مَعَه وكَان للْوَفَاء والوَلَاء أَعْلَى مِثَال

قَطَرَة مِن المِلْحِ السّائِل امْتَزَجَت مَع الأَبْيَض كَانت مُقْلَتَاه مَنْبَعَهَا...مِن قَطْرَة وَاحِدَة إلى مِيَاه مُحِيطِيّة أَخَذَت طَرِيقَهَا تَرْسُم عَلَى الوَجْه لَوْحَة كَانَت للْحُزن شَبِيهَة ،مَنْ يَظُنّ أَنّ الرّجُل الّذي خُلِقَت لَه كَلمَة الرّجُولِية قَدْ يُصْبِح للْبُكَاء والنّحيب خَيْر صَدِيق فِي عَشِيّة أو ضُحاها

اِسْتَقَام مَاسِحًا دُمُوعَه بِخُشُونَة لِيَتْحَرّك إِلى قَاطِنِهِ بَعْد أَن أَلْقَى نَظْرَة أَخَيرَة عَلَى قَبْرِ صَدِيقِه

***

أَلْقَى بِجَسَدِه عَلَى سَرِيرِه لِيُزَفّر الهَوَاء البَارِد بِانْهَاك وثِقَل قَتَلَا كَاهِلَه وَجَعَلَاه فُتَاةً يَكَاد أَن يكُون مُتَرَاصّا

أَغْلَق عَيْنَيْه قَاصِدًا التّنَعّم بِالقَلِيلِ مِن الهَنَاء بَعْد أَن نَسَى معناه بشَكل شِبْه تام، لِيُقَاطِعَه رَنِين هَاتِفِه الّذي أَقْسَم أَنّه إن كَان يَمْد للْبَشَرِية صِلَة لَهَشّم جُمْجُمَته تَهِشِيمًا عَنِيفًا وَبِدم بَارد كَبُرُودة فَصْل الشّتاء فبَعد حَادِثة صَدِيقه كَره مَايُسَمّى بإنسان ، فَتَح عَيْنَيْه بِجَفَاء لِيُمْسِك هَاتِفَه قَاصِدًا إِطْفَاءه... وَلَكِن و بِطَرِيقة مَا تَمّ الرّد عَلَى المُكَالَمَة دُون أَن يَلْمِس الشّاشَة حَتّى

نَظَر لَه لِوَهْلَة بِحَيْرَة ثُم أَخَذ بُؤبؤ عَيْنَيه يَنْظُر لِرَقْم المُتّصل الّذي كُتِب مَكَانَه رَقْم مَجْهُول

وَضَع جِهَازَه عَلَى أُذُنِهِ لِيَتَحَمْحم نَافِثًا: مَرْحَبَا؟

_لَارَد_

لَعقَ شفَتَيْه مُعِيدًا سُؤاله:مَرْحَبا؟ هَل مِن أَحَد؟

تَأَفْأَف لِعَدمِ سَمَاعِهِ ردّا مِن الطّرف الآخر ليُغْلِق الخَط بَعْدَما أَمَر المُتّصِل الأبكم بِعَدمِ ازْعَاجِه مٌجَدّدًا

أَرَاد أن يُغْلِق جِفْنَيْه مَرّة ثانِيَة لَوْلَا صَوت التّحَطّم الّذي جَعَلَه يَجْفَل مَكَانَه ،اِسْتَقَام رَاكِضًا نَحْو مَصْدَرِه الّذِي اتّضح إَنّه كَان غُرْفَة صَدِيقِه المُقْفَلَة مُنْذُ زَمن ،أَمْسَك الْمِفْتَاح المُعَلّق بِجَانِب البَاب لِيَفْتَحَه دَافِلا الغُرْفَة

سَعل بَعْد أَن اقتحم الغُبَار رِئَتَيْه لِيَضَع كُم قَمِيصِه عَلَى كُلّ مِن فِمِه وأنْفِه، بَحْلَق بِالغُرْفَة فَلَفت انْتِبَاهه ذَلِك الزّجاج المُتَنَاثر عَلَى الأَرْضِية كَحَبّات مِن الكْرِستال المُتَكَسّرة  قام بِجَمْعه تَحْت كَمّ مِن التّسَاؤلات ليلَفَحَه هَوَاء بارد مَصْدره النّافِذة المَكْسُورة ، حمَل الزّجَاج خَارِجًا مِن الغُرْفة لِرَمْيه ،آخذا له طَرِيقا نَحْو مَحَل يَبِيعه نَاوِيًا سَدّ الفَجْوَة ذات المُتَسَبّب المَجْهُول

***

عاد لِبَيْتِهِ بِينْما يُفَكّر بِما قَالته لَه جَدّة أحد أصْدِقَائِه المُقَرّبين المَعْرُوفة بِخَرَفِها والّذي صادف ووجدهما فِي نَفْس المَحَل

'إِنّ الإنْتِقام يَسْري فِي نفس المَيّت قَبْل الحَيّ بُني عَلَيك  بِأَخْذ الحِيطَة فَالشّر بِكَامِلِه يَنْتَظِرك'

"أَعْلَم أَنّ جَدّة هوسوك مخْتَلّة وَلا حَوْل وَلا قُوّة لها ،لَكِن كَلَامُها...كَلَامُها دَقّ نَاقُوس الخَطَر فِي مَكَان مَا بِذِهْني لِسَبب لَا أَعْلَمُه"
***
دَخَل غُرْفَة رَفيق كَان في السّراء والضّراء معه مَرّة ثَانِية  لِتتَسَلّل رَائِحَة أَشْبَه بِرَائِحَة دَمٍ مُتَعَفّن لِأَنْفه ،عَقَد حَاجِبَيه بِانْزِعاج لِسوئِها وقَرّر تَجَاهُلَهَا ظَنّا مِنْه أنّ ذَلك بِسبب قَذَارة المَكَان الّذي لَم يُنَظّف مُنذ حَوْل ،أخذ اللّوح الشّفاف مكانا بين يَدَيه الّلتان زيّنت بِعُروق تكاد تَنفجر والتَفَت مُتّجِهًا لمَكَان الفَجْوة

●دَقّات القَلب عَلى وشك التّوقف●

●بِلّوْرَات تَشَكّلت●

●نَفْس تَقَشْعرت●

●عَقْل لَم يُصَدّق●

أَسقط مَاكان بَيْن يَدَيْه ناظِرا بِهَلع لِتِلك الهَيْئَة السّوْدَاوِيّة المُرْعِبة القَابِعة خَلف النّافذَة

أَنَامل بِالقُرْمُز السّائِل لُوّنتْ،بَشَرَة منَ الثّلج سُقِلَت ،ابْتِسَامَة الرّعب سَبّبَت ،أَظَافِرُه عَزَفَت سمْفُونِية عَلى الزّجاج و طَبْلَة الأُذن أدْمِيت ،كَانت مُقْلَتَاه مَتّخِذَة للسّواد لَوْنَا وَلم تتْرُك للْأَبْيَض مِسَاحَة

قَال الكَيَان الغَريب بِنَبْرة عَمِيقَة مُنْكَسرة وجَامِدة

'مَرْحَبَا تاي اشتقت لَك'

***
رواياتي كتبتهم عندي تقريبا سنة ونص او سنتين وسحبت عليهم سحبة ابو كلب😂😂 سو بحاول انزلهم فأقرب وقت انشاء الله


 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 22, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سراب k.t.h/j.jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن