1 - {ذَهَاْبٌ بِ.لَاْ عَوْدَةٌ}

2.3K 91 19
                                    

في اكبرِ قصورِ انجلترا ، يتحضرُ لِ.لوصولِ الى نفسِ المكانِ الذي اعتادَ الذهابَ اليهِ سنويًا معَ والدتِه ، باتَ يعدلُ منْ ربطةِ عنقهِ وهوَ يسرعُ بحركتِه حتى لا يتأخرْ ...

" هيا عزيزي ، لقد تأخرت "

فتحت حبيبتُه البابَ ليملَأ عِطرها المكان ...

" جاهزٌ حبيبتي "

ابتسمَ وهوَ يميلُ برأسِه لتركِ قبلةٍ على شفتيها قبلَ خروجهِ من الغرفةِ

" انتبه لِنفسك "

تكلمت بصوتٍ عالٍ واغلقت بابَ الغرفِة متنهدةً..
_
بينما ادخلَ هو جسدهُ في السيارةِ الفارهةِ و بجانبهِ والدتهُ يأمرُ السائقَ بالتحركِ ...

وصلَ الأثنينِ الى المكانِ المعتاد .. البلدةُ الفقيرةُ المعتادةُ .. وبدأوا بتوزيعِ كلَ ما يملكونَ على المحتاجينَ في سبيلِ ارضائهم ...

" اشكركَ يا بنيَ "

تكلمت العجوزُ بصوتها الضعيفِ المهتز ، تشكرهُ على مساعدتِه بينما اومأَ هو و خرجَ من منزلها الصغيِر المتواضع ...

وها قد حان موعدُ المنزلِ الذي لا يكلُّ ولا يمَلُّ من زيارتهِ سنويًا رغمَ عودتِه دائمًا خائبَ الرجاءِ ...

طرقَ البابَ المهترئ برفقٌ ينتظرُ من الرجلُ الكاهلِ المعتادِ ان يفتحَ ، وبالفعل ، فُتحَ الباب ليُظهرَ ما ورائُه ، ولكن هذهِ المرةَ كانت ابنةُ الرجلِ الذي ابتسمَ لها و حياها فورَ رؤيتها ...

" آنستي ، لن اطيلَ عليكِ .. سأمتنُّ لكِ ان اخذتي مني هذ - "

قاطعهُ صوتُ اباها الخشنِ الذي اعتادَ سماع صوتِه المتجبر ...

" نشكركَ، لا نريدُ شيئًا "

ابتسمَ بتهكمٍ وهو يدفُع بإبنتِه ارضًا بعيدًا عن الباب

" سي - "

" لا ، لا تعني لا ، اظنني لا احتاج تَكرار ذلك "

وقبل ان يفتح فمهُ للإجابةِ اصتدمَ البابُ بإطارهِ سدًا بينَ وجههما ...

" هيا بني ، تعرفُ اننا لن ننجحَ بهذا "

اخبرتهُ امهُ وهيَ تتجهُ الى مكانِ السيارةِ... تنهدَ بخيبةِ امل ، فكرَ في طرقِ البابِ من جديدٍ ولكن قبلَ ان تلمسَ قبضتُه البابَ تراجعَ ، لا يريدُ من كرامتِه ان تهان ، و هكذا عليهِ الانتظارَ للسنةِ القادمةِ للمحاولةِ من جديد ...

" امي ، هناكَ شيءٌ يجري برأسي ، اتمنى لو تساندينني بِه ...؟ "

امسكَ بهاتفهِ و هوَ يقلبُ بمحتوياتهِ بعدَ دخولهِ السيراةِ ..

" اذا كانَ يتعلقُ بذلكَ المعتوهِ ، فأطلبُ منكَ نسيانهُ ... هذهِ اخرُ مرةٍ نذهبُ الى هناك "

Wine Of DineWhere stories live. Discover now