.10-{خُطَةُ اَلاِنتِقَام}

381 31 2
                                    

" فالتهدأ ، من اجلي "

همست بِ.صوتٍ هادئٍ لهُ و هيَ تعانقُ ظهرهُ بينمَا هوَ يستندُ على الطاولةِ يلتقطُ انفاسهُ ...

" نعم هكذا ، اهدأ "

ربتت على ظهرهِ بعدَ ان وقفت امامهُ و احاطت وجههُ بِ.كفيهَا ...

" انظر الي "

امرتهُ صوتُها رقيقٌ و حزينٌ من اجله ..

" ذهبت ، ذهبت و لن تعود "

انهارَ ارضًا و على وجههِ قطراتُ دموعٍ حارةٍ صعبٌ تجفيفُها ...

" لا عليكَ زين ، جميعنَا سنلحقُ بِ.ها يومًا ما "

نزلت بِ.جانبهُ ارضًا و عانقتهُ ...

" لقد تركتنِي "

-"سأكونُ بِ.جانبكَ دائمًا "

همست ..

" كما حملتنِي انتَ في شدتِي ، سأظلُ انا بِ.جانبكَ في كلِ وقت "
~

مر اسبوعين على ذلك الحدث ، ابى زين السفر لحضور العزاء بسببِ تعبهِ الشديدِ و معرفتهُ انهُ لو ذهبَ سوفَ تسوءُ حالتهُ اكثر ، ولكنهُ قررَ انه سيسافرُ لاحقًا لِ.زيارةِ قبرِها هناك ...

يرفضُ الطعامَ والشرابَ تمامًا ! باتَ يعيشُ على كؤوسِ النبيذ و الماءِ في بعضِ الاحيانِ مع قليلٍ منَ الطعامِ الذي كانت تتعلمُ ديانا صنعهُ ...

" من اجلي "

ترجتهُ لِ.يشربَ عصيرَ البرتقالِ و لكنهُ كانَ يحركُ رأسهُ كالاطفالِ الصغارِ يرفضُ شربهُ ...

" زين "

قالت بِ.نبرةٍ جديةٍ و وضعت الكأسَ امامَ فمه ...

" الآن "

امرتهُ بِ.نبرةٍ جديةٍ فأخذَ الكأسَ من بينِ يديها ...

" اشربهُ "

" ان شربتهُ سأتقيأ ، انتِ لا تريدينَ ذلك "

تمتم و اعادَ وضعَ الكوبِ على الطاولةِ بِ.جانبهِ ...

"لن تفعل ، انتَ تتوهم "

" كيفَ تعرفينَ ذلك ؟ "

رفع حاجبيهِ ساخرًا بينمَا نصفُ ابتسامةٍ ظهرت على وجههِ ..

" في صغرِي ، كنتُ اكرهُ مذاقَ الجزرِ بِ.شدة ! و كانت تجبرنِي والدتِي على اكلهِ كلَ يومٍ و تقولُ انهُ يقوي النظرَ و سيساعدنِي يومًا ما على رؤيتِها ... لم اقتنع ، و بتّ اتوهمُ اننِي سأتقيأُ كلَ مرةٍ آكلهُ و اتحججُ بِ.ذلك ، ولكنها لا تستمعُ لي ، و انا لا اتقيأ و لا يحصلُ لي ايُ شيءٍ البتة ، مجرد توهم "

ظهرت ابتسامتهُ اخيرًا و امسكَ بِ.كوبِ العصيرِ لِ.يرتشفَ منهُ و هوَ ينظرُ الى ديانا التي ابتسمت بِ.فخرٍ على ما انجزت ...

Wine Of DineWhere stories live. Discover now