" فالتهدأ ، من اجلي "
همست بِ.صوتٍ هادئٍ لهُ و هيَ تعانقُ ظهرهُ بينمَا هوَ يستندُ على الطاولةِ يلتقطُ انفاسهُ ...
" نعم هكذا ، اهدأ "
ربتت على ظهرهِ بعدَ ان وقفت امامهُ و احاطت وجههُ بِ.كفيهَا ...
" انظر الي "
امرتهُ صوتُها رقيقٌ و حزينٌ من اجله ..
" ذهبت ، ذهبت و لن تعود "
انهارَ ارضًا و على وجههِ قطراتُ دموعٍ حارةٍ صعبٌ تجفيفُها ...
" لا عليكَ زين ، جميعنَا سنلحقُ بِ.ها يومًا ما "
نزلت بِ.جانبهُ ارضًا و عانقتهُ ...
" لقد تركتنِي "
-"سأكونُ بِ.جانبكَ دائمًا "
همست ..
" كما حملتنِي انتَ في شدتِي ، سأظلُ انا بِ.جانبكَ في كلِ وقت "
~مر اسبوعين على ذلك الحدث ، ابى زين السفر لحضور العزاء بسببِ تعبهِ الشديدِ و معرفتهُ انهُ لو ذهبَ سوفَ تسوءُ حالتهُ اكثر ، ولكنهُ قررَ انه سيسافرُ لاحقًا لِ.زيارةِ قبرِها هناك ...
يرفضُ الطعامَ والشرابَ تمامًا ! باتَ يعيشُ على كؤوسِ النبيذ و الماءِ في بعضِ الاحيانِ مع قليلٍ منَ الطعامِ الذي كانت تتعلمُ ديانا صنعهُ ...
" من اجلي "
ترجتهُ لِ.يشربَ عصيرَ البرتقالِ و لكنهُ كانَ يحركُ رأسهُ كالاطفالِ الصغارِ يرفضُ شربهُ ...
" زين "
قالت بِ.نبرةٍ جديةٍ و وضعت الكأسَ امامَ فمه ...
" الآن "
امرتهُ بِ.نبرةٍ جديةٍ فأخذَ الكأسَ من بينِ يديها ...
" اشربهُ "
" ان شربتهُ سأتقيأ ، انتِ لا تريدينَ ذلك "
تمتم و اعادَ وضعَ الكوبِ على الطاولةِ بِ.جانبهِ ...
"لن تفعل ، انتَ تتوهم "
" كيفَ تعرفينَ ذلك ؟ "
رفع حاجبيهِ ساخرًا بينمَا نصفُ ابتسامةٍ ظهرت على وجههِ ..
" في صغرِي ، كنتُ اكرهُ مذاقَ الجزرِ بِ.شدة ! و كانت تجبرنِي والدتِي على اكلهِ كلَ يومٍ و تقولُ انهُ يقوي النظرَ و سيساعدنِي يومًا ما على رؤيتِها ... لم اقتنع ، و بتّ اتوهمُ اننِي سأتقيأُ كلَ مرةٍ آكلهُ و اتحججُ بِ.ذلك ، ولكنها لا تستمعُ لي ، و انا لا اتقيأ و لا يحصلُ لي ايُ شيءٍ البتة ، مجرد توهم "
ظهرت ابتسامتهُ اخيرًا و امسكَ بِ.كوبِ العصيرِ لِ.يرتشفَ منهُ و هوَ ينظرُ الى ديانا التي ابتسمت بِ.فخرٍ على ما انجزت ...
YOU ARE READING
Wine Of Dine
أدب الهواةتملك التراب و يملك المال ، تملك الجهل و يملك العلم ، تملك الخوف و يملك الشجاعة ، تملك الفقر و يملك الغنى ، تملك الوحدة و يملك العائلة ، تملك الظلمة و يملك النور ، و رغم ذلك الفرق بينهما التاء و الياء في وصفهما ، اصراره و عزمه للوصول الى هدفه جعل من...