SIX

952 124 25
                                    







...














صفعة أحرقت خد جونق إن ليلتف وجهه للجانب الآخر اثر عنفها
هو أحس ببرودة أطراف الآخر على خده
تنهد ببطء زفرة ثقيلة غاضبه متأججه بالنيران
ليعتدل بهدوء يرفع بصره الملتهب نحو عينيّ كيونقسو الخائفه التي تظهر عكس ماتشعره
" يالك من أبله كيونقسو "
كور كيونقسو قبضته العنيفه ولكن صده الأخر حينما مسك ذراعه بعنف دفعها ضد صدر كيونقسو وبعينين ينطلق منها شرارة الغضب أردف
" ماذا تظن نفسك ايها الصبيّ"
تمالك كيونقسو نفسه حتى لاتذرف دموعه خارت قواه بين يديّ جونق ان كان جرحاً لايشبهه شيء على وجه الأرض لقد انتظر كيونقسو هذه الليالي سنين طويله لم يكن يحسب ثمرة انتظاره ستكون وطأتها كالجحيم الأن
شعر بالقرف والبؤس شعر بثقل بيده الذي صفعت اكثر شخصاً يعشقه بهذا الوجود شخصاً كرّس عمره من خلاله شخصاً فتح كل جزء بجوفه ليوطّنه به
شعر انه غريب مشحون بغضب وعذاب
قاوم سقوط دموعه لكي يحافظ على بقايا شموخه لقد جعل حب جونق ان كيونقسو شخصاً ذو شموخاً غريب كبرياء وتمرد يكاد لايفهم
وسط هواء فاسد وطقس بارد وبدلته التي اتسخت وبقايا أصوات الموسيقى التي تصدح من داخل دار الأوبرا
همس كيونقسو بصوت موجوع
وكأنه كان فاقد للأمل
" هل كنت تحسبني مومساً مثل أبن شارع؟"
صرخ جونق إن بوجهه صرخة أفجعت المشاة
" ماذا حسبت نفسك ايها الصبي هل تدرك أنك من نظرة واحده قبلت ان تشرب كوب قهوة مع شخصاً لاتعرف عنه شيئاً انت حتى لاتعرف انني روائي شهير جميع من في ذلك المكان يعرفني انت لاتعرف شيئاً عني حتى ماذا تظن نفسك فاعلاً ايها الوقح؟"

وكان العقاب الكبير ان كيونقسو يعرفه يعرف عنه كل شيء تقريباً كل عادة من عاداته حتى كل ربطة من ربطات عنقه كل بذلة من بذلته كل لهوه سخطه وعدم اكتراثه بالعالم
" انك شيطان جونق إن"
دفعه بقسوه ليشد معطفه مبتعداً عنه غير قادراً على كبت دموعه لم يكن كيونقسو شخصاً يبكي بكثره
ولكن كيف له ان لايبكي كيف له ان يتنفس وهو علم علم اليقين ماذا كان يعني لجونق إن
ليس سوى ابن شارع سيبيع جسده له !


.....







لم يكن بعد هذا يعيش كيونقسو في الشقة خلسه متخفياً عن جونق إن
استمر يمارس حياته بشكل طبيعي وجرح اكبر بالقلب
جونق ان امام منزله يفصل بينهم مساحات صغيره
ولكن فجوة كبيره وخوف يثقل قلب كيونقسو
لم يعلم جونق ان بسكن كيونقسو الا حينما تصادمو بالدرج مره في احد الليالي البارده وقرر كيونقسو رغم الشوق الذي يحرقه للرجل اللعين ان يتجاهله ويكمل سيره وهذا مازاد دهشة جونق إن دهشة اخرى

كل يوم طيلة الأسابيع كان يتأمل من خلال العدسة الصغيره بالباب ليرى ماذا يعيش جونق ان ولم يستطع ان يصف ماهذه العذابات الجهنمية التي عاشها
يحبه كما هو متأجج سريع النسيان عديم الاكتراث سخي ولكن يلهو كثيراً يوثر الحب على العبث والطيش واللهو ولايستطيع التنفس الا وهو حر فضّل كيونقسو ان يعود ابن السابعه عشر يتأمل من خلال تلك العدسة فقط حياة جونق ان على الضفة الاخرى من العالم الذي يختلف عن عالمه تماماً وان يحبه بصمت محكم وان يبحث عن امل اخر في حياته


UNKNOWN LETTER حيث تعيش القصص. اكتشف الآن