....في كل شيء كائن يتوجَّع..ذكرى أصابع وذكرى رائحة وذكرى صورة
*م.د....
أشتدّ مرض والدة كيونقسو مما أدى الى هلاك كيونقسو تماماً تنقل بها إلى عدّة مستشفيات ولم يُجدي الأمر شيئاً
كانت تزداد حالتها سوء يسهر كيونقسو ليالٍ طويله بالقُرب منها حتى لايفقدها حتى لاتموت دون ان يشعر او تتألم دون أن يشعر
شعر كيونقسو أنها أخر مايملك بهذه الحياة وعليه الحفاظ على ماتبقى من أملاكه
كانت الساعه تشير إلى التاسعه والنُصف مساءً
الغيوم السوداء الكثيفه تلبدت فوق بعضها ترُش المطر الكئيب في ليل غسقي هامد لاصوت له
جلس كيونقسو على الأريكة بقُرب النافذه يتأمل الزُجاج المُبلل بالمطر يلف جسده بغطاءً صوفي تُلامس أطراف اصابعه البارده بحركة آليه كوب قهوته الدافئ
تأمل الزهور البيضاء الذابله او الشبه ميته بجانبه وتذكر العام الماضي حينما كان اليوم يوافق عيد ميلاد جونق إن وذهب مثل كل مرة للمتجر ليشتري له الزهور البيضاء ويطلب من المتجر إرسالها له بعنوان مجهول الهويه يفعل ذلك طوال تلك السنين التائهة السريّه
أطلق زفرة طويله..
يتناهى إلى سمعه صوت إنتظام أنفاس والدته النائمة على السرير دون أي حركة كجثة هامده
كان يشعر أنه بائساً تماماً وفي داخله لامبالاة ممزوجة بخيبة من العالم والحظ والأقدار
في عينيه ثمة بلل رقيق كان يأبى أن ينفجر
شعر أن حياته عاريه لادماء تجري فيها ولاعروق تنبض
شيء مثل كلالة الجسد خمود الحواس خيبة الأمل روح مثل أشلاء مبعثره إهمال وخوف من القادم...
صارعت والدة كيونقسو الموت لمدة ثلاثة أيام
لتترك روح كيونقسو مُنهارة على ذات الكرسي نفسه الذي بقي طويلاً عليه يسهر عند رأسها حتى ينقذها
لكن هو فقدها
قابعة فوق السرير الأبيض الضيق أسبلوا الأطباء عينيها وجمعوا يديها على القميص الأبيض
بينما كانت رائحة المعقمات تفيض بالمكان تزيد من حدّة صداع كيونقسو الذي كانت تنهمر دموعه دون صوت تلهب خده بحرارتها الداميه يتأمل المشهد المميت أمام عينيه بصمت وداخله ينهار مثل مدينة اكلتها عاصفة هوجاء
لم يجرؤ على الصراخ ولا على الحركه يتأمل الضياع من حوله بصمت طويل ودموع حارقه على خدّيه
كان مثل خرقة إنسانيه مسلوبة الإراده
أخرج الإطباء كيونقسو وعينيه كانت مثبته على والدة التي غطوا وجهها بقماش أبيض
سحب جسده حتى صفع وجهه الهواء البارد والشمس قد شارفت على غروبها
بقي واقفاً لمدة ساعة امام باب المشفى يتأمل العالم بصمتٍ ذاهل كانت ساعة لانهاية لها كانت خلالها أمواج البحر المتواري عن الأنظار تقضم الوقت بتلاطمها المتواتر الخفيف
كان كيونقسو واقفاً مثل صندوق بؤس
هطل المطر مرة أخرى كعادته في نهايات فصل الشتاء
بهدير يتهادى إلى الأسماع
ركض الماره على اليمين واليسار بمعاطف وياقات مرفوعه للإحتماء من المطر
اخذ كل كائن حي يتضاءل ويهرب خائفاً للبحث عن ملجأ
الا كيونقسو الذي كان مثل كتلة بشرية لا إحساس لها
أنت تقرأ
UNKNOWN LETTER
Romanceإننا لانمتلك مطلقاً أي احد وإن العشق المفترس من جانب واحد يصيبنا بالجنون ويقودنا إلى القبر كيونقسو في حب ميتافيزيقي عنيد من النقاء مايجعله متيقظاً ممتعاً مثل سر... هذا الحب صدى حميم يرجع في كل واحد منا زفرة عذبة مضنية رهيبة تقودنا إلى أشد شياطيننا...