السابع

445 19 0
                                    

الفصل السابع ...

صرخة جسور هزت ارجاء المكان فقد رحل كبير العائلة ، رحل عزام الدمنهوري مؤسس امبراطورية الدمنهوري الملياردير الكبير و ترك خلفه حملا ثقيلا على كاهل جسور و صقر؛ فهما ن سيحملان ذلك الارث على عاتقهما ليصلا بالعائلة لبر الامان فهما يعلمان جيدا ان محسن زوج عمتهم دولت ليس بالرجل الامين الذي يمكن الاتكال عليه ..
فور ان افاق محسن من الصدمة اتصل بالشرطة مسرعا لتاتي بعد حوالي ربع ساعة مرت عليهم كالدهر حتى وصل رجال المباحث و المعمل الجنائي لبحث المكان جيدا و بدأوا بمعاينة كل شيء حول جثة عزام و فجأة قال خبير المعمل الجنائي : هاشم بيه اتفضل هنا لو سمحت .
فتقدم منه الضابط هاشم و سأله : خير في ايه؟ فقال الخبير : في حبل مربوط على رقبة القتيل و علاماته واضحة على رقبته اهه .
فنظر الضابط هاشم للجثة و الحبل قليلا ثم قال : الاثر على رقبته مش معلم اوي الظاهر ان القاتل مكنش قوي كفاية عشان يخنقه ممم هيبان .كمل شغلك و انقلوا الجثة بسرعة
و التفت لهم الضابط هاشم يسألهم : مين الي اكتشف الجثة ؟ فتحدثت نانسي كأنها تخبره بأمر خطير او تلمح لشيء ما : احنا كنا نايمين و صحينا الفجر على صوت غزل وهي بتصرخ و صلنا لقيناها جمب جثة أنكل عزام و هي بتعيط و هي الوحيدة الي كانت جمبه ، و جوازهم كان امبارح معرفش ايه الي مصحيهم لغاية دلوقتي هنا ف الجنينة!؟
فنظر اليها هاشم قليلا فقد فهم ما ترمي اليه تلك الحية الصغيرة و نظر لغزل المنهارة امامه من البكاء و هويدا و ريم بجانبها يبكين ايضا .فتقدم منها وسألها : مدام غزل حضرتك ممكن تهدي شوية و تحكيلي بالظبط ايه الي حصل؟ حاولت غزل ان تتماسك و تخبره بما حدث : بعد ما إتعشينا كلنا عزام خرج يقعد في الجنينة شوية و هم طلعوا يناموا وانا طلعت الاوضة جبت الحقنة الي بياخدها عزام ، جبتها و نزلت على طول أديتها له و سألته هتطلع تنام قالي شوية و هاجي و طلعت نمت و قرب الفجر قلقت من النوم صحيت ملقتوش ف الاوضة وقفت ف البلكونة ابص ع الجنينة لا يكون راحت عليه نومة ف الجنينة لقيته قاعد مكانه ، لبست الروب و نزلت اشوفه قربت منه شوية لقيته مبيتحركش وقفت جمبه لقيت وشه شاحب جدا و شكله قاطع النفس صرخت و فضلت أنادي عليهم يلحقوني بس ملمستوش خالص. و انهارت باكية مرة اخرى تبكي حظها العثر الذي لا يكف عن ايقاعها في المشاكل.
صمت قليلا و سألهم : في حراسة حوالين السور او كلاب ؟ أجابه جسور و هو يحاول التماسك : في حراس كتير بس دايما بديهم تعليمات وقت الفجر ده يكونوا مرتاحين فيه لان البيت كله بيباة نايم ، اما الكلاب موجودة ولو في حد غريب بتفضل تنبح عليه . فسأله هاشم قائلا : يعني محدش منكم سمع اي صوت خالص ولا حتى صوت الكلاب؟
فردوا عليه جميعا : لا محدش سمع صوت حاجة غريبة .
فصمت هاشم قليلا يحدث نفسه : يعني لو حد غريب نط من بره السور و دخل اكيد الكلاب كانت هتنبح و صوتها هيصحي الكل ! بس معنى انهم مسمعوش صوت كلاب يباة الكلاب دي لو شافت حد غالبا هيكون من سكان القصر لان الكلاب متعودة عليه ف مش هتصدر اي صوت ، اكيد في حاجة غلط .
فتحدث اليهم هاشم قائلا : انا هلف حوالين الجنينة شوية و ياريت تيجي معايا يا استاذ جسور. فنهض جسور معه و بدا يتجول هاشم ف الحديقة و معه جسور و يفحص كل شيء يشك فيه و توقف فجاة امام شجرة وجد بجانبها كلاب الحراسة و هي ملقاة ارضا و امامها قطع من اللحم فنادى فورا على احدا الامناء ليحضر الخبير معه و يفحص قطع اللحم المتبقية و اخذ عينة منها و ورأى كاميرا معلقة فوق الشجرة فنظر لجسور و سأله : ايه ده يا استاذ جسور؟ دي كاميرا؟ و الكلاب دي عادة بتباة نايمة كده؟؟ انتوا بترموا الاكل لها بالشكل ده كده و الا ايه بالظبط ؟؟ فقال له جسور: الكلاب عمرها مانامت بالشكل ده كده و اكلها مخصوص اما اللحمة دي مش من اكلها خالص و بالنسبة للكاميرات يا فندم في كاميرات منتشرة ف كل مكان من ضمن نظام تأمين القصر. فنادى هاشم على خبير المعمل الجنائي ليأتي و يأخذ عينات من اللحم الملقاة ارضا بجوار كلاب الحراسة حتى يعرف ان كانت ميتة او تم تخديرها. و بعد انتهاء الخبير و انصرافه حيث جثة عزام نظر لجسور و سأله :
فين الاوضة الي فيها الكاميرات دي؟ انا عاوز الشرايط بتاعة المراقبة كلها .فاصطحبه جسور لغرفة المراقبة و طلب منه الشريطين ، فاخرجهم جسور و احطاهم لهاشم و انصرف من المكان و توجه حيث يجلسون جميعا ف الحديقة .كان خبير المعمل الجنائي انتهى من عمله و تم حمل جثة عزام في سيارة الاسعاف للتوجه بها حيث الطب الشرعي لتشريح الجثة.اما هاشم فطلب منهم ان يعطوه اي معلومات تستجد بخصوص مقتل عزام و انصرف من القصر. فوقفت تلك الخبيثة تنظر لغزل بنظرة تشفي و بدأت تبث سمومها في آذان الجميع قائلة : معقولة حد يدخل القصر و يوصل لاونكل عزام من غير ماحد يحس بيه؟؟ و الكلاب دي فين كل ده من غير ما تعمل اي صوت كده؟؟ فنظرت لها غزل و عينيها تورمت من البكاء و لم ترد عليها و انصرفت لغرفتها و معها هويدا و ريم تحاولان تهدئتها .بينما نانسي و دولت و محسن ينظرون لبعضهم البعض نظرات متسائلة كأن كل منه يخاف أن يعرف اجابة سؤاله وبعد صمت لم يدم طويلا انصرفت نانسي لغرفتها و تركت والديها بالأسفل.
لتقطع دولت هذا الصمت متسائلة : وبعدين يا محسن هنعمل ايه ف المصيبة دي؟؟ انا خايفة كل حاجة تنكشف!
ليرد عليها و هو ينظر امامه بشرود : مش عارف ايه الي حصل معقولة بسرعة كده؟؟ معقول يكون ....
وقبل ان يكمل حديثه قاطعته قائلة : احنا لازم نأمن نفسنا كويس ضد اي احتمال او مفاجاة عشان منتورطش ف حاجة تودينا ف داهية، فاهم يا محسن؟
ليومئ برأسه موافقا حديثها و يصعدان بعدها لغرفتهما و القلق يسيطر عليهما.
كانت هذه الليلة الاولى التي تقضيها خائفة منذ ان دخلت هذا القصر الكبير؛ حيث كانت تنام سابقا دون أي شعور بالخوف او القلق ، لم يكن يؤرقها اي شيء فقد كانت تقوم بعملها على اكمل وجه و تنام قريرة العين.. اما الآن و قد اصبحت ارملة عزام الدمنهوري ، و الادهى من ذلك انه لم يمت ميتة طبيعية بل قتل ! قتل؟؟ عند هذه الكلمة ارتعدت فرائصها و انكمشت على نفسها فوق فراشها لمجرد تخيل تلك الكلمة و ترديدها على مسامعها، من يريد قتله و لماذا؟؟ و فجأة تذكرت شيئا ومع تذكرها له جحظت عينيها حتى كادت تخرج من مقلتيها قائلة : مش ممكن ؟ مستحيييييل ؟؟!

القاتل الصامت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن