الثامن

467 18 0
                                    

الفصل الثامن..

صدمة قوية ألجمت غزل و لم تنطق بأي كلمة ، تنظر اليه بصدمة و تضع يديها على وجنتها فقد اصبحت بلون الجمر من شدة صفعته لها ، حاولت جاهدة ان تستوعب ما يقصده من كلماته المبهمة بالنسبة لها ، لكنه تحدث ليوفر عليها هذه النظرات الحائرة فهي حقا لا تعلم عن أي شيء يتحدث لكنه يعتقد انها على معرفة و تتصنع الجهل ، فأخبرها بصراخ قائلا : بأة إنتي و أخوكي تتفقوا على بابا و تخلصوا منه؟؟ ليييه كان عملك ايه؟؟ مش كفاية انه انتشلك من الفقر و اتجوزك و اداكي اسمه الي مكنتيش تحلمي بيه و بقيتي حرم عزام الدمنهوري تقومي تتفقي عليه مع اخوكي الصايع ده و تقتلوه؟؟ صدقيني لو اتاكدت فعلا من الي بفكر فيه هتكون نهايتكم انتوا الاتنين على ايدي. وساعتها محدش هيرحمكم مني ، انتي فاهمة؟؟
بينما في هذه اللحظات تتحرك هذه الاقدام باتجاه تلك الغرفة لتبحث عن شيء ما ، ليتسلل صاحب هذه الاقدام للغرفة المنشودة يبحث عن شيء ما ، و دخل الغرفة خلسة عن انظار من حوله ، و توجه ناحية تلك الطاولة ليبحث في ادراج ذلك المكتب عن شيء ما و اخيرا وجده و ابتسم بسعادة و اخذ ذلك الشيء الثمين و اختفى بسرعة البرق من الغرفة ، ووقف في ركن بعيد يحدث نفسه قاللا : كده انت وقعت تحت ايدي ولو لقيت دليل واحد ضدك مش هرحمك.
لنعد ثانية الى المكتب حيث جسور و غزل ..
لتحاول جاهدة ان تتماسك امامه و تخبره : انا والله ما فاهمة بتتكلم عن ايه ولا اتفاق ايه مع اخويا الي بتتكلم عنه! و الله العظيم معرفش قصدك ايه! الي حصل ليلتها فعلا انا حكيته كله للظابط هاشم و بعد ما اديته الحقنة طلعت و سيبته و ع الفجر قلقت و قومت أشوفه ملقتوش جمبي ، بصيت عليه من البلكونة لمحته قاعد مكانه متحركش من ساعتها نزلت اجري لا يكون نام مكانه و لقيت الي حكيته بالظبط.. والله ما اتفقت مع اخويا على حاجة ولا عملت حاجة صدقني.
ليقترب منها مرة اخرى قائلا : انتي فاكراني هصدق دموع التماسيح دي!! تبقي بتحلمي ، انا مش هتكلم في حاجة لغاية ما اتاكد و يباة معايا دليل قوي و ساعتها هتعرفي نتيجة غلطتك، يلا غوري من وشي و من الاحسن محدش يعرف بالي دار بينا .انتي فاهمة.
لتخرج من المكتب منهارة من البكاء و تركض باتجاه غرفتها تبكي بحرقة على ما آل اليه حابها في هذا القصر الملعون منذ ان وطأته بقدميها .
الآن في قسم الشرطة بينما الضابط هاشم جالس مع مساعده يتناقشان في هذه القضية ليفكر هاشم بصوت عال قائلا : بس معقولة يكون خالد دخل الفيلا كده بدون مساعدة ؟؟ ازاي و في كاميرات مراقبة وكلاب حراسة!! لو فرضنا ان حد من جوا الفيلا ساعده كان اكيد هيعطل الكاميرات دي و مش هيسيبها شغالة او على اقل تقدير كان عرف خالد بموضوع الكاميرات و خلاه يغطي وشه.
بس دخول خالد الفيلا بالطريقة دي غريب اوي ، مش طريقة واحد محترف وواضح فعلا من سجله انه ملهوش غير سابقة واحدة و كانت خناقة مع صاحبه ع القهوة. بس انا عندي احساس قوي ان في حاجة ورا موت عزام ، واحد زي خالد شاب قوي معقول مقدرش يخنق عزام خصوصا انه راجل كبير و مكنش هيقاومه كفاية!! تفتكر ايه الي حصل ؟ و الا يمكن حد ساعد خالد ف قتله عشان يسهل عليه المهمة و ميلاقيش مقاومة؟
المساعد : يافندم خالد ده شاب صايع مشهور ف منطقتهم بمشاكله مع اصحابه و انه مكنش بيشتغل الا قليل و مش بيطول ف أي شغل بسبب سلوكه الغير سوي، بس حضرتك لاحظت حاجة ف اقواله لفتت انتباهي اكتر.
هاشم : قصدك ايه؟
المساعد : لما قعد يصرخ و يقول انا لقيته ميت ملحقتش اخنقه والله لقيته ميت
هاشم : انا فعلا اخدت بالي من كلامه ده بس الي هيوضح الحقيقة التقرير النهائي للطب الشرعي و هنعرف منه اذا كان عزام مات مخنوق او من حاجة تانية.
ليطرق الباب فيأمر هاشم الطارق بالدخول ، ليدلف العسكري مؤديا التحية العسكرية و يعطي هاشم المظروف الاصفر الذي يحمله قائلا : تقرير الطبيب الشرعي يافندم. فياخذه منه هاشم و يخرج العسكري منصرفا.
ليفتح المظروف و يبدا بقراءته و يتوقف عند نقطة ما مبتسما قائلا لمساعده : توقعاتنا طلعت قريبة م الي حصل ، وخالد كلامه طلع صح تخيل!
ليرد مساعده مستفسرا عن سر تلك الابتسامة : ازاي يا فندم؟ قصدك ان خالد مقتلش عزام؟! طيب ازاي؟
لينهض هاشم و يدور حول مكتب و يجلس امام مساعده قائلا : معنى التقرير ان عزام كان ميت من قبل الفجر لما خالد دخل عشان يخنقه لقاه ميت فعلا ، وده الي اكتشفه وهو بيحاول يخنقه ، وفعلا اثار الحبل على رقبة عزام كانت خفيفة و ده معناه ان محصلش مقاومة و لا خنق. و بالتالي خالد لما اكتشف موت عزام هرب.
فينهض مساعده فجأة كانه توصل لشيء ما ويقول : يباة كده حد من جوا الفيلا!!
في مكان آخر لا يشعر احد بما يحدث داخله...
تجلس في غرفتها وحيدة تبكي و تتذكر ماحدث تلك الليلة ، لاتعرف كيف سولت لها نفسها ان تفعل ذلك! هل حقا اصبحت شخصا اخر لا تعرفه ؟ لماذا دائما تجد القدر يقف بينها وبين ما تريده في هذه الحياة القاسية!!
لكنها سوف تاخذ حقها يوما ممن ظلموها و قد بدات بأول من ظلمها و البقية تأتي. لكن حتى يحين ذلك الوقت لابد ان تهدأ و تنتظر الوقت المناسب.
بينما في هذا الوقت يدور حوار آخر في غرفة دولت و محسن ..
يقف ثنائي الشر يخططان لما هو قادم و يتفقان على ماسيحدث في الايام القادمة وكيف سوف يتقربان من جسور و صقر للاستيلاء على جزء اكبر من ثروة عزام الدمنهوري..
بينما جسور و صقر يتحدثان معا في الشركة و يتابعان سير العمل و الصفقات التي توقفت مؤقتا ولا يعرفان مايدور خلفهما في تلك الغرفة التي اصبحت مقرا للمؤامرات عليهما وعلى شقيقتهما هويدا التي اصبحت منفصلة عن الجميع بعدما حدث و قتل والدها في ظروف غامضة.
و في غرفة اخرى من غرف القصر صوت بكاء يكاد يختنق صاحبه خوفا من ان يشعر به احد في هذا القصر الملعون اصحابه بلعنة المال الذي جلب الخراب و الموت لهذه العائلة ، صاحب العيون الباكية الذي يتمنى الهرب من هذا المكان قبل ان يقع في كارثة جديدة تودي بحياته هذه المرة اذا اكتشف امره.

القاتل الصامت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن