العاشر النهاية

682 26 3
                                    

الفصل العاشر و الاخير ...

في صباح يوم جديد يحمل بين طياته الكثير من المفاجآت ، تشرق شمس هذا اليوم الفارق في حياة عائلة الدمنهوري ، سوف يكشف الستار عن غموض هذا اللغز الذي حير هذه العائلة أو على الاقل لمن يهمه هذا الامر.
يجلس جسور في مكتب والده مع شقيقيه صقر و هويدا و هو يخبرهم انه على يقين بأن غزل لم تقتل والده ، لكن هويدا كانت غير مقتنعة كليا بذلك فقالت : انا مش مصدقة يا جسور انها مقتلتش بابي ، ازاي بس انت متاكد انها بريئة !!
فيتوجه اليها بالسؤال شقيقها صقر: صحيح يا جسور انا مكنتش بتعامل معاها الا قليل بس الي شوفته منها انها طيبة و ف حالها وحتى لما هاشم قبض على خالد اخوها و عرفت الي عمله هي صحيح مكنتش مصدقة ازاي اخوها يعمل كده ، بس مش من النوعية الي ممكن تجري ورا الفلوس و كانت ممكن تطلب الي هي عاوزاه من بابا و مكنش هيرفض بس هي مطلبتش حاجة خالص ، و ده الي محيرني انها محاولتش تتمتع بحاجة من فلوسه وهو عايش يباة ازاي ممكن ترتكب جريمة و هي عارفة انها الوحيدة الي هتباة مشتبه فيها؟؟ اكيد في حاجة مش طبيعية و انا متفق معاك يا جسور ان غزل بريئة حتى لو بنسبة بسيطة.
لينظر اليهما جسور بهدوء كأنه يفكر في شيء ما فيقطع تفكيرهم طرق على الباب فتدخل مباشرة عمتهم دولت و نظرت اليهم كأنها تحاول ان تعرف ما هو سر اجتماعهم سوية بعيدا عنهم ، فسالها جسور : خير يا عمتو عاوزة حاجة؟ فتوجهت للأريكة و جلست عليها و قالت  : انت مش ناوي تنفذ وصية والدك و توزع التركة و كل واحد ياخد نصيبه؟؟ هبت هويدا من مكانها تسال عمتها مستنكرة طلبها : ازاي يا عمتو بتسالي عن الورث و الفلوس من غير ما نعرف لسه حقيقة الي حصل؟؟ مستعجلة ليه، كل واحد حقه معروف مفيش داعي نستعجل..
لترد عليها دولت : والله ده كلام جسور اخوكي هو الي قال مجرد ما نخلص من الموضوع هيوزع التركة و معتقدش ان في سبب يخلينا نأجل الموضوع ده والا ايه ياا جسور؟
نظر لها جسور و صقر بضيق من كلماتها التي تظهر مدى عشقها للمال و عدم تأثرها بموت شقيقها كأنها كانت تنتظره في اي لحظة. ليخبرها جسور انه بمجرد ظهور براءة غزل سوف يوزع التركة كل حسب نصيبه لكنها وقفت تصرخ بهم : انت  اكيد مش طبيعي ! غزل ايه و بتاع ايه دي الي تستنى برائتها؟ دي واحدة قاتلة معترفة بجريمتها كمان و انت ناوي تنفذ وصية والدك و تديها نصيبها؟؟ اواي يعني مش فاهمة؟؟ والا يكون كلامك صحيح و فعلا ناوي تتجوزها؟؟
لينهض من مكانه وقد وصل لقمة غضبه من حديثها المستفز لهم و يقترب منها لينظر الى عينيها مباشرة بطريقة غريبة قائلا :  انتي مستعجلة اوي كده ليه يا عمتي؟؟ هو مش الي اتقتل ده اخوكي و الا حد غريب!! و بعدين يعني مش شايفك زعلتي عليه ولا حزينة زي ما تكوني منتظرة الخبر ده من بدري؟؟
لتنظر اليه بخوف تحاول ان تخفيه لكن نظرات عينيها الزائغة التي تحاول الهرب من نظرات جسور كشفتها على حقيقتها ، وهذا ما أراده جسور حقا فابتسم بغموض و عاد الى كرسي مكتبه قائلا : قريب اوي ..قريب اوي يا عمتي كل واحد هياخد حقه وابتسم ناظرا اليها كانه يخبرها بعينيه أنه علم ما تخفيه. انتفضت واقفة مكانها و قالت و هي تخرج من المكتب : مش مشكلة يا جسور وقت ماتحب ، وتخرج مسرعة تاركة المكتب و صقر و جسور ينظران لبعضهما بابتسامة غامضة لكن هويدا لم تفهم  سر تلك الابتسامة.
بينما في ذلك الوقت تحديدا تجلس غزل في غرفة الحجز داخل قسم الشرطة تبكي و تدعو ربها أن يسامحها ان كانت اخطأت و تسأل نفسها ترى هل علمت وللدتها بما حدث معها؟؟ كيف تأخذ دواءها كيف صحتها؟؟ كيف و كيف الكثير من الاسئلة التي اتعبتها من التفكير حتى نامت ، لكنها رأت امامها عزام يكاد يسقط من فوق تلة عالية و يمد يديه اليها لتساعده ، حاولت أن تقترب منه لكن هناك شيء ما يمنعها و يعيق تقدمها لتساعده ، فجأة ظهر أمامها شاب ما يحاول ان يساعدها لكنها نظرت خلفه وجدت فتاة اخرى تقترب منه حاملة سكينا و تريد ان تطعنه بها حتى تمنعه من الاقتراب من غزل او عزام، فزعت غزل لرؤية هذه الفتاة فهي تعرفها جيدا و صاحت بهذا الشاب تنبهه : خلي بالك خلي بالك هتضربك بالسكينة!! لكنها لم تكمل كلماتها حتى طعنته تلك الفتاة في ظهره و سقط ارضا  غارقا بدمائه لكنها مع سقوطه ارضا تبينت ملامحه و صعقت مما رأته ؛ فلم يكن هذا الشاب سوى جسور ، كانت تبكي بصوت مختنق وجهت نظرها اتجاه عزام مازال يستنجد بها ، اقتربت منه و حاولت امساك يديه لكنه نظر اليها بامتنان هذه المرة كأنه يشكرها او يودعها فجأة وجدت يد فتاة تمتد اليهما لتساعدهما حتى لا يسقطان معا لكن يد عزام افلتت منها و سقط في الظلام و مازالت غزل تصرخ و تبكي بينما تلك الفتاة نظرت اليها بحزن قائلة : سامحيني يا غزل مكنش قصدي مكنش قصدي.. و رمت بنفسها من فوق التلة و سقطت خلف عزام..
لتركض غزل باتجاه جسور تحاول انقاذه و تصرخ باسمه لكنها شعرت بيدين تسحبها بعيدا عنه ، فجاة افاقت من حلمها المزعج الغريب هذا على يدي هاشم و هو يحاول ايقاظها ، فتحت عينيها لتجده امامها ينظر اليها بقلق قائلا : أنسة غزل مالك في ايه انتي كنتي بتحلمي؟؟ لتحاول النهوض بمساعدته قائلة : كابوس غريب اوي. فطلب من العسكري احضارها الى غرفة التحقيق و انصرف من امامها ، ليأخذ العسكري غزل و يتوجه بها الى مكتب هاشم فتدخل و ينصرف العسكري ، لتجد جسور جالسا امامها  و يبدو عليه القلق فنهض و اقترب منها قائلا بلهفة : غزل مالك انتي تعبانة والا ايه؟؟ فيكي حاجة؟ لتنظر اليه باستغراب من لهفته عليها و تلك النظرة في عينيه التي  طالما تمنتها منه ، ليمسك يديها و يجلسان امام هاشم ، فيبدا هاشم بالحديث قائلا : جسور بيه عنده كلام عاوز يقوله قدامك يا غزل و ياريت تسمعيه لانه ممكن يساعدك و يحسن موقفك ف القضية ، لتنظر لكليهما قائلة : كلام ايه الي عنده؟؟ انا خلاص اعترفت و انتهت كل حاجة.
لنظر اليها جسور بحدة قائلا : غزل متكدبيش عليا انا متاكد انك مظلومة و و الي عمل كده عاوز يخلص منك اكيد. هاشم بيه انا عندي شك ف حد من الي ف القصر ان هو الي عملها و دبرها كويس عشان غزل هي الي تدخل السجن و يخلص منها ، ياريت حضرتك تسمعني كويس يمكن دي تكون فرصتنا الاخيرة عشان نكشف القاتل .
استمع اليه هاشم جيدا و غزل التي شعرت انها في عالم آخر ، يشغل بالها ذلك الكابوس و تلك الفتاة التي طعنت جسور و الفتاة التي ساعدتها و رمت بنفسها خلف عزام.. تكاد تجن من التفكير لما هاتين الفتاتين فعلتا ذلك؟؟ واحدة تساعدها و الاخرى تريد الانتقام منها و من جسور!!
لتفيق من شرودها على صوت جسور و هاشم و هما  يتفقان على الخطة التي ستكشف القاتل. و طلب جسور من هاشم ان يجلس معها  خمس دقائق فقط ، فوافق هاشم و خرج من المكتب قليلا ، لينظر اليها قائلا : غزل انا وعدت نفسي من يوم ما دخلتي القصر اني احميكي من اي حد و كنت عند وعدي و هنفذه و هنتجوز صدقيني انا متاكد انك بريئة ولولا الي حصل كنت اتجوزتك..
نظرت اليه وهي غير مصدقة ما يقوله و تحدثت بنبرة مهزوزة : انت .. انت بت .. بتقول ايه يا جسور؟ بتحبني؟؟ تتجوزني ازاي وانا مرات والدك؟؟ مستحيل مينفعش.. انت..انت بتقول ايه؟؟
ليخاول تهدئتها و بدا بقص كل ماقاله المحامي رفعت لهاشم و انها ليست زوجة والده ، لتنظر اليه بعينين دامعتين غير مصدقة لكل هذه اللعبة التي كانت تحدث حولها ، لكن جسور طمانها و اخبرها ان كل شيء سيكون بخير و ان تثق به و سيكون كل شيء على ما يرام وانصرف بعد أن قبل يديها.
دخل هاشم المكتب و امر العسكري ان يصطحبها للحجز مرة اخرى ، وصل جسور للقصر و دخل مكتبه قليلا يفكر فيما ينوي فعله ان كان شكه في محله و لم تمض سوى لحظات حتى جاءه اتصال من هاشم فاخبره انه سوف يأتي الآن اليهم و يريد الاجتماع بهم لامر هام يخص القضية، واتفقا على ذلك و انتهت المكالمة الهاتفية و خرج جسور من مكتبه و قام باستدعاء الجميع للمكتب عمته و محسن زوجها و نانسي و صقر و هويدا لكن ريم لم تكن موجودة ، و اخبرهم جسور ان الضابط هاشم يريد الاجتماع بهم لأمر هام جدا و انتظروا جميعا بالمكتب حتى وصل هاشم و دخل اليهم و جلس مكانه قائلا : في موضوع مهم جدا حبيت تعرفوه بخصوص  قتل عزام بيه ، وكاد ان يكمل  حديثه بناء على الخطة التي اتفق عليها مع جسور لكن الخادمة طرقت الباب و استاذنت منهم : لو سمحت جسور بيه عم سيد البواب طالب يسلمك حاجة مهمة ، فسمح له جسور بالدخول ، دخل سيد الرجل العجوز و معه ظرف ابيض و سلمه لجسور و اخبره ان ريم اعطته اياه بعد ان خرج من القصر و طلبت منه ان يسلمه لجسور و انها سوف تسافر و كان معها حقيبة سفرها الكبيرة و غادرت.
اخذ منه جسور الخطاب و انصرف عم سيد ، وجد جسور كلمات مدونة على الخطاب : خاص بالضابط هاشم . فأعطاه لهاشم و قام بفتح الخطاب  و بدا بقراءته بصوت مرتفع حتى يسمع الجميع ما كتب به :
" حضرة الظابط هاشم .. اتمنى انك تقرا الجواب ده قدام الكل خصوصا امي ، دولت هانم و محسن بيه.. احب اعرفكم اني سافرت و بعدت عنكم نهائي و مش هرجع تاني لاني تعبت من كل حاجة حواليا ،تعبت من الجشع و الطمع الي مالي قلوبكم لدرجة انك نسيتي بنتك وسط كل ده!! نسيتي  بنتك و دورك كأم و اهتميتي بس بالمخطط بتاعك انتي و بابا و نانسي ازاي توقعوا جسور و صقر وتخلوهم يتجوزوني انا و نانسي عشان الفلوس و الورث الي قولتي زمان ان  انكل عزام سرقوا منك ، انكل عزام الي حرمني من حلم حياتي اني اكون مخرجة و اكمل دراستي بره و هو عارف مدى عشقي و هوسي بالاخراج و التأليف وكان نفسي اعمل شركة انتاج بس هو رفض و منعني انفذ رغبتي و انتي عشان حبك للفلوس و تضمني انه يفضل راضي عنك لغاية ما يتم مرادك وافقتيه و منعتيني اسافر.
عشت وسط كتب الاخراج و الافلام و الدنيا الي عشتها لوحدي و مع نفسي لغاية ما جالي اكتئاب و انفصلت عنكم خالص  لدرجة اني كنت يتخيل شخصيات افلام معايا و اعيش قصص الافلام دي و اتقمص شخصيات الابطال ، لغاية ما ف يوم شوفت قصة فيلم بطلته كانت مقهورة من الكل و محدش حاسس بيها  و قررت انها تنتقم من كل الي ظلموها، و بدات انتقامها فعلا و قتلت. انا غصب عني محستش بنفسي الا وانا بعيش شخصيتها و اتحولت قاتلة ! ايوة اتحولت قاتلة و قتلت ايوة قتلت عارفة قتلت مين؟؟ انكل عزام تخيلي؟؟! متستغربيش هو سبب الي انا وصلتله ، ايوة استغليت يوم جوازه هو و غزل و انشغالكم بعد كتب الكتاب و طلعت الاوضة لقيت غزل  حاطة الادوية و الحقن بتاعته ف تلاجة الاوضة، طبعا عملت زي البطلة بالظبط و دخلت وانا لابسة جوانتي و اخدت حقنة منهم و غيرت الدوا الي فيها بنوع تاني ممنوع على انكل عزام لانه مع حالته الصحية بيرفع الضغط بشكل حاد و ياثر على وظايف الجسم و الاوعية الدموية و القلب و المخ و يسببله سكتة دماغية و يموت على طول، متستغربيش ايوة انا كنت بتابع حالته من غير ماحد يعرف عن طريق النت بتابع دكتور متخصص ف حالته الي عرفتها و عرفت علاجه لما صورت الادوية بتاعته و بعتها ع النت للدكتور ده و هو الي وصفلي الحقنة الي قتلته و غيرتها بالحقنة الاصلية و طبعا الدكتور ده وافق لما بعتله مبلغ كبير كنتي حطتيه ف حسابي من فترة طويلة.
و استغليت الفرصة صح و بدلت الحقنة و الظروف خدمتني لان غزل كانت مجهزة حقنة هتديها لانكل عزام ف الليلة الي مات فيها و بعد العشا طلعت هي ع الاوضة اخدت الحقنة و من حسن حظي انها نزلت على كول مكنتش في حسابها ان حد يباة عارف علاج خالو عزام ، و اخد الحقنة الي مفعولها اشتغل بعد 5 دقايق من طلوع غزل لأوضتها، شوفتوا باة ازاي انا قدرت اخرج فيلم كامل و سيناريو انا بطلته الوحيدة !! عرفتوا دلوقتي ان قدراتي ف التمثيل و الاخراج اكبر من  انكم تستهينوا بيها؟ الاكتئاب الحاد الي حصلي و العزلة الي كنت فيها و محدش منكم حاسس بيا ، و لعلمكم انا كنت صاحية وقت ما دخل خالد القصر و حاول يخنق انكل عزام و مع ذلك سكت متكلمتش ؛ طبيعي عشان يكون في حد يباة متهم وكملت دوري بشكل متقن ، محدش منكم حس بيا و انا متاكدة ان جسور كان بدا يشك ف ماما بسيب تصرفاتها و لهفتها ع الفلوس ده غير انها مكنتش حزينة ولا مهمومة بموت انكل عزام بالعكس دي كانت فرحانة اوي و مش مهتمة باي حاجة لا قضية ولا شيء تاني ، كل الي يهمها الفلوس و الميراث و تنفذ خطتها هي وبابا و نانسي و انا عارفة ان نانسي سرقت مذكرات جسور و بعتتها للظابط هاشم لانها متخيلة ان فيها حاجة تدينه وبالتالي تخلص منه هو و غزل.. غزل انا اسفة اوي مكنتش اتمنى انك تدخلي اللعبة بس للاسف القدر دخلك فيها ، اتمنى انكم تكونوا عرفتوا معنى الوحدة و الطمع و الجشع بيعملوا ايه فينا و ازاي تتحول من شخص سوي و جواك احلام كتير لشخص مريض و ممكن تأذي الي حواليك او نفسك.. ادعيلي يا امي ان ربنا يسامحني... ريم "
لينظر هاشم لوجوه الجميع المصدومة من هذا الخطاب ، لتحاول دولت التحدث لكنها غير قادرة لم تستوعب الصدمة بعد اما جسور و صقر و هويدا كانا على اتم استعداد للانقضاض على دولت و محسن و نانسي بسبب خطتهما القذرة و افعالهم التي تسببت في تدمير ريم تلك الفتاة الطيبة التي لم يتوقع احد منهم يوما ما أن تكون هي قاتلة عزام الدمنهوري.
لينهض هاشم  و يأخذ جسور للتحدث معه بعيدا عنهم ف الخارج قائلا : اظن دلوقتي مفيش داعي ان غزل و خالد يفضلوا ف الحجز ، ان شاءالله بكرة هيخرجوا افراج و الجواب ده هيتم اثباته ف المحضر بس لازم نوصل لريم عشان تاخد عقابها تفتكر سافرت فين ؟؟ ليصمت جسور قليلا و ما أن هم ليتحدث حتى سمع صوت صراخ قادم من المكتب فركض سريعا هو و هاشم للداخل وجدوا دولت تصرخ و تقول : بنتي..ريم الحقوني بنتي هتضيع مني..
فيسالهم جسور عما حدث لتخبره انهم تلقوا اتصال هاتفي من مستشفى ...... لتخبرهم بوصول فتاة تدعى ريم محسن المنصوري في حادث تصادم سيارتها بسيارة نقل على طريق المطار ، ليركضوا جميعا مستقلين سياراتهم ليتوجهوا للمستشفى آملين ان تكون اصابتها بسيطة ، وصلوا جميعا في وقت قياسي للمستشفى و سألوا  موظفة الاستقبال عنها فدلتهن على غرفة العمليات و ركضوا جميعا اليها ليجدوا الطبيب يخرج منها فسالته دولت و هي منهارة تبكي :  طمني يا دكتور ابوس ايدك بنتي وصلت هنا ف حادثة عربية نقل طمني هي بخير؟
ليطأطئ الطبيب رأسه آسفا ويقول : الاصابات كانت شديدة ونزفت كتير ، أنا آسف البقاء لله.
لتسقط دولت  مغشيا عليها و اخر كلمة تفوهت بيها ريييييم ..
لتصرخ نانسي و هي تبكي في احضان والدها وهو منهار تماما و يبكي فقدانه ابنته التي لم يكن يوما بالأب الجدير بها ، و هويدا تبكي في احضان شقيقها صقر الحزين على ابنة عمته المسكينة ؛ كانت ضحية والدتها و والدها و نفوسهم الجشعة ، بينما جسور لا يدري ما يقول او كيف يتصرف ، فريم كانت بالنسبة له كهويدا شقيقته و الاقرب لقلبه لطيبتها و عفويتها. فربت هاشم على كافه مواسيا له قائلا : البقاء لله يا استاذ جسور، انا عارف انه مش وقته بس كده خلاص القضية اتقفلت بموت ريم ، استاذن دلوقتي و ياريت تمر عليا بكرة عشان نتمم بقية الاجراءات و خروج خالد و غزل.
ليومئ جسور برأسه دون التفوه بأي كلمة..

بعد مرور أربعة اشهر ....

في احد المصحات العقلية... يجلس  محسن و نانسي ابنته امام دولت التي اصيبت بانهيار عصبي حاد و صدمة بموت ابنتها ريم فقدت على اثرها قواها العقلية ، تجلس معهم صامتة لا تتفوه بكلمة ، يحاول محسن و نانسي الحديث معها بكن لا فائدة ، ليودعوها على أمل العودة اليها مرة اخرى الزيارة القادمة لعلها تكون قد تحسنت قليلا..
بينما هنا في مكان آخر ...
تقف غزل في شرفة الفيلا المطلة على البحر في مدينة الاسكندرية تتأمل امواج البحر و عينيها تلمع بسعادة و راحة ، شعرت به يقف خلفها و يحيط خصرها بيديه و يتلمس  بطنها التي برزت قليلا و يستند برأسه على كتفها قائلا بحب : حبيبتي سرحانة ف ايه؟؟  و الباشا الصغير الي هنا عامل ايه؟ لتستدير اليه و تحاول عنقه و تنظر اليه بحب و عشق يتملكها : حبيبي جسور احنا بخير طول ما انت بخير ، رينا يحفظك لينا من كل شر.
ليطبع قبلة على رأسها و يسألها : ماما و خالد اخبارهم ايه ؟ لتجيبه بسعادة : الحمدلله بخير ماما حالتها اتحسنت اكتر و خالد اخيرا ربنا هداه و اتغير للأحسن من بعد الي حصل و بأة شخص تاني اطيب و أحن من الاول ، و فرحه ان شاءالله الاسبوع الجاي.
ليمسك يديها و يطبع قبلته الدافئة عليها هامسا : رينا يقدرني و اقدر اعوضك عن كل الي فات ، لتعانقه بحب و سعادة داعية الله ان يديم وجوده في حياتها و يحفظه هو و ابنهم القادم من اي مكروه..
ليسدل الستار و تنتهي أسطورة عزام الدمنهوري ليبدأ عهد حديد ... عهد جسور الدمنهوري.

** النهاية...
تمت بحمد الله****

🎉 لقد انتهيت من قراءة القاتل الصامت 🎉
القاتل الصامت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن