الفصل التاسع...
قصر الدمنهوري..
اجتمع ثلاثي الشر يحتفلون فيما بينهم بما احرزوه من انتصار من وجهة نظرهم ؛ فقد اعترفت غزل و انتهى الامر و لابد ان اعترافها سيكون دليلا قاطعا ضدها و بالتالي الوصية المنصوص بها ثلث التركة سوف تعود اليهم ، لكن تلك الفتاة او الشيطان المتجسد في صوة امرأة تفكر في شيء اخر ربما يزيد نصيبهم في الميراث ، فاستأذنت من والديها و توجهت لغرفتها وبدلت ملابسها وتوجهت الى مكان اخر حيث تنوي تنفيذ مخطط هام في ذهنها.نعود الى قسم الشرطة حيث الضابط هاشم و المحامي رفعت الصاوي...
نهض هاشم من مكانه يكاد ينفجر من الضغط الذي يشعر به ، كيف ذلك ؟؟ حقا غزل ليست زوجة عزام؟؟ ماذا عن الشهود و الشيخ و .. الوصية؟؟؟ لم فعل عزام ذلك؟؟
ليبدا المحامي حديثه قائلا : ممكن حضرتك تهدا بس و تسمعني ، اولا عزام بيه كان متفق معايا ع الي حصل ده كله ، وانا هقول لحضرتك الي حصل كله .
فلاش باك ..
عزام : الو ايوة يارفعت عملت الي قولتلك عليه؟ جبتلي اخبارها كلها و عرفت كل حاجة عنها؟
رفعت : ايوة يا فندم عرفت كل حاجة عنها ، غزل محمد المهدي بنت من اسرة بسيطة عايشة في حي شعبي مع والدتها السيدة كوثر و اخوها خالد، والدها الله يرحمه كان موظف بسيط ، اخوها شاب مستهتر و مش بيكول في اش شغل يروحه بيحب الفلوس الي تيجي بسهولة، كان عاوز يجوزها لصاحب محل ملابس كانت شغالة فيه عشان الفلوس برده ممكن تقول بيعة يعني.. اما البنت طيبة و ف حالها بتساعد والدتها ف علاجها و تصرف ع البيت، رفضت جوازها من صاحب المحل ده و حصلت خناقة بينها هي و خالد و بعدها اتخانق مع صاحبه ع القهوة و ضربه و اتحبس 5 شهور و خرج.
عزام : تمام يا رفعت ، اسمعني كويس انا عاوز اكتب وصية لغزل ب تلت التركة عشان أأمن مستقبلها و تستفيد من الوصية دي بعد وفاتي ، و لازم تسجلها بسرعة و يوم الخميس بالليل تيجي و معاك واحد من رجالتك موثوق فيه هيمثل دور المأذون عشان يكتب كتابي على غزل و تباة حماية ليها منهم طول ماهم فاكرينها مراتي و في الوقت المناسب هعرفهم الحقيقة بس اكون اتاكدت من حاجة معينة ، فاهم يا رفعت .نفذ على طول .
رفعت : اوامرك يا باشا اعتبره حصل .
عودة للوقت الحالي...
و بعد ما تم كتب الكتاب المزيف عشان يحميها من عيلته ، للاسف ملحقش يعرفهم الحقيقة او ينفذ الي كان ناوي عليه، و اظن ده احسن وقت ان الكل يعرف الحقيقة دي.
هاشم : تفتكر ان غزل كانت عارفة بموضوع الوصية عشان كده استعجلت و خلصت منه؟؟
رفعت : معتقدش يا فندم لان الوقت مكنش كبير بس كتابة الوصية و الجواز انا نفذتله الوصية و بعد يومين من تسجيلها تم الجواز و للاسف تاني يوم جوازه اتقتل.بس عزام بيه كان حريص ان محدش يعرف موضوع الوصية ولا حتى هي.
ليرد عليه هاشم وهو يشك بأمر ما : تضمن منين ما يمكن تكون سمعته وهو بيكلمك ف التليفون او هو بنفسه قالها ع الوصية؟
ليجيبه رفعت : عزام بيه حريص اوي ان محدش يكشف اسراره ابدا و هو نفسه اكد عليا انها متعرفش حاجة ، بس القدر مأمهلوش انه يكشف الحقيقة و يتاكد من حاجة معينة بيشك فيها و مقليش ايه هي.
يصمت هاشم قليلا و هو يفكر ما السبب الذي دفع عزام لفعل ذلك؟؟ كان بمقدوره الزواح من غزل حقيقة دون الحاجة لتمثيلية الماذون ، لكن هناك شيء ما دفعه لفعل ذلك .بالتأكيد سيعرف ماهو دافعه لذلك.
فأخبره رفعت ان هذا كل ماحدث ولو استجد اي شيء سيخبره بذلك و استاذن منه رفعت و انصرف.
ليجلس هاشم غارقا في افكاره و تحليله لهذه القضية الغريبة. ليسمع طرقا على باب الغرفة فيسمح للطارق بالدخول ، فيدخل العسكري يخبره ان فتاة ما اعطته هذا الظرف و طلبت منه تسليمه للضابط هاشم و انصرفت .
فسأله هاشم عن مواصفاتها اخبره انها فتاة منتقبة ، فأخذ هاشم الظرف منه و طلب منه الانصراف ، وجد الظرف مدون عليه " خاص بالضابط هاشم " فقام بفتحه فوجده مذكرة لتدوين اليوميات ، فتحها و تصفحها ليبدا بقراءتها بتمعن و تركيز حتى توقف عند عدة جمل قام بوضع علامة عليها؛ شعر من هذه الكلمات انها سوف تقوده لشيء مهم في القضية ، بدا يربط الخيوط ببعضها لعله يصل لشيء ما يفتح امامه الابواب المغلقة ، شعور ما بداخله ان غزل ليست مذنبة بالرغم من اعترافها لكنه كضابط شرطة لا يعتمد على احساسه فقط يجب ان يعتمد على الادلة و البراهين القاطعة. ما أن انتهى من قراءة اليوميات هذه حتى ظهر شبح ابتسامة على وجهه و حدث نفسه قائلا : كده يباة في مشتبه تاني ف القضية و لازم اجيبه و احقق معاه، مواجهته بالي كتبه ده مش هتديله فرصة للانكار لو هو الي عملها فعلا... فأخذ متعلقاته و دفتر اليوميات و انصرف لوجهته حتى ينفذ ما فكر به.
بداخل غرفة الحجز ..
تجلس غزل تبكي بحرقة على حالها و ما يحدث معها ، لا تشعر بشيء حولها و لا بهمهمات السيدات اللاتي حولها في غرفة الحجز . تسأل نفسها : ذنبي ايه ياربي الي عملته عشان يحصلي كل ده!! معقولة اكون قتلته وانا مش عارفة!! اكيد انا الي عملتها محدش غيري بيديله الحقنة اكيد انا السبب.. طيب جسور هيفكر فيا ازاي دلوقتي؟؟؟ هيكون ازاي يعني واحدة قتلت ابوه اكيد هيباة عاوز ينتقم منها .
ثم أخذت تبكي و رفعت عينيها للسماء تدعو الله ان يسامحها .