M.S.A الجزء العاشر
كنت جالسة على قدم سيدي وبين أحضانه، أشعر بأمان لا يوصف وكأنني غائبة عن الوعي، منغمسة في دفء حضنه الذي يمحو كل ألم. كنا غارقين في لحظة سلام حتى دق جرس الباب، فاستفقت من شرودي.
قال سيدي بصوت هادئ لكنه حازم: "قومي يا بنت، ادخلي جوه والبسي هدومك."
- أجبت بسرعة: "حاضر يا سيدي."انصرفت مسرعة إلى إحدى الغرف لأرتدي ملابسي، بينما توجه سيدي نحو الباب. فتح الباب ليجد نرمين واقفة أمامه.
* "مساء الخير، ماستر محمد."
- "أهلًا، مساء النور مدام نرمين، تفضلي."
* "آسفة على الإزعاج، بس في بداية أي علاقة، بنعمل زيارة للسليف الجديدة ونتطمن عليها."
- "أه، تمام. تنوري في أي وقت، وتقدري تتطمني عليها في أي وقت."
* "طيب، استأذنك لو ممكن تجيبها أتكلم معاها كلمتين."
- "أه، أكيد... هند، تعالي."
- أجبت بسرعة: "حاضر يا سيدي، أمرك... نرمين، ازيك؟"نرمين دخلت الغرفة بابتسامة طمأنينة. كانت تبدو واثقة وحريصة على الاطمئنان.
* "ازيك يا هند، أخبارك إيه؟"
- "طيب، أنا هسيبكم لوحدكم شوية."جلست نرمين بجانبي وبدأت حديثها بنبرة رقيقة.
* "أنا جيت أطمئن عليكي يا هند. في بداية أي علاقة، لازم بنتطمن على السليف ونتأكد إنها مش بتتعرض لأي أذى أو مشكلة."
- "كويس جدًا اهتمامكم طبعًا."
* "طبعًا، أنا عارفة إنك مبقالكيش كتير، بس خلال الوقت البسيط ده أخبارك إيه؟"شعرت أن الفرصة جاءت لأعبر عن مشاعري الحقيقية، التي لم أكن أستطيع التعبير عنها أمام سيدي.
- "بصراحة يا نرمين، كأني في حلم. اللي أنا فيه أكثر مما كنت أتمنى. كنت بدور عن تحقيق ميولي، لكن الأجمل إني أكون مع إنسان أقدر أحبه بسهولة دي."
* "يعني مفيش أي مشكلة قابلتك أو أي إحساس بالضرر؟"
- "معتقدش إن أي حاجة ممكن يعملها فيَّ سيدي ممكن أشوفها ضرر. بالعكس، أي حاجة هيعملها هحبها. من وقت ما دخلت بيته وبقيت تحت رجله، وأنا إحساسي إني موجودة عشان أرضيه."نرمين ابتسمت بحنان، وكأنها تفهم تمامًا ما أعنيه.
* "جميل جدًا. بتمنالك السعادة في حياتك دائمًا."
- "تسلمي، ربنا يخليكي."ثم تذكرت نرمين شيئًا هامًا.
* "أه، قبل ما أسيبك وأمشي، صاحبتك في المستشفى وكان نفسها تشوفك."
- "إيه؟ نسمة! مالها دخلت المستشفى إزاي؟ طيب هي كويسة ولا لا؟"
* "أه، أه، كويسة حاليًا. كان عندها حمى ودرجة حرارتها كانت عالية، لكن دلوقت أحسن."
- "طيب، أقدر أزورها إمتى؟"
* "ده يتوقف على موافقة سيدك. هي لسه قدامها يومين في المستشفى."
- "أكيد هكلم سيدي يخليني أشوفها. يارب يوافق."
* "إن شاء الله يوافق. مضطرة أستأذن، وأكيد هرجع أطمئن عليكي تاني."
- "تنوري في أي وقت يا نرمين."نرمين غادرت، وأنا عدت إلى سيدي. كانت الأفكار تتدفق في رأسي كالسيل الجارف. كيف أطلب منه الإذن لزيارة نسمة؟ كان سيدي يجلس على الأريكة، عيناه ترقباني بعناية. اقتربت منه وجلست بجواره، عيناي تبحثان عن موافقته.