أخذ حمام و غير ملابسه و حمل متعلقاته و هم بالخروج يريد الذهاب إلى زوجته بعد تفكير عميق بحاله، و خروجه بنتيجة أنه مهما حصل و بالرغم من عشقه لأخرى الا أنه لا يمكنه تحمل خسارتها، ليتفاجأ بأمه و اخته تقفان عند الباب قبلهما و دعاهما للدخول.
جلست امه على مظد قائلتا: اوكنت خارجا؟
- نعم يا امي سوف اذهب لإحضار زوجتي
- ماذا؟؟ أين هي بنت السلطان؟
- ندى في شمال البلاد
أصدرت اخته صوت كله استهزاء قائلة: و لما لا فلقد وجدت راحتها
كز شادي على أسنانه غضب، فهو على حافة الانفجار و ليس بحاجة إلى هذا حاليا، لفتت والدته نظره عندما هتفت: او لم تكتفي الحرباء بشهر في فرنسا لتكمل مغامراتها هنا ايضا؟ اسمعني جيدا يا شادي لقد ضقت ذرعا من خنوعك و تجبرها هي لم تعد تناسبنا، طلق تلك العقار....
- استقام شادي واقف يرمق اخته و أمه بحنق ليهتف قائلا: العقار يا امي انقضت ابنك من سجن خمسة سنوات، العقار يا امي اجهضها ابنك ٣ مرات و هي حاليا ترقد في المستشفى بعد أن اجهضتها مرة أخرى فأرجوا منك يا ام البنات أن لا تتدخل في حياتي لتخربي بيت زوجتي، خاف على بناتك يا امي.
و إلتفت متجها نحو الباب قائلا: ضيفي امي يا زهرة.
و صفق الباب خلفه، مخلفا ورائه والدته و اخته في حالة ذهول من ردة فعله.
************
كان خالد يجلس على مكتبه في مركز قيادة الناحية الثانية و هو في غاية القلق بعد أن تلقى معلومات مؤكدة من جمارك المطار بأن ندى دخلت التراب الوطني ضمن رحلة القادمة من فرنسا منذ ٣ ايام.
بدأت الاحتمالات تغزو تفكيره و التي كانت كلها تنتهي عند شادي، هو متأكد انه السبب في اختفائها، ليقف و نظرته كلها شر يلملم أشيائه و هاتفه، ليخرج من مكتبه بويه العسكري بخطوات واسعه و سريعة، و هو يطقطق في هاتفه أجيري بعض الاتصالات للبحث عن ذلك النذل، ينوي أن يذهب إلى بيته اولا.
وصل إلى بيته ليتزامن طرقه للباب مع فتح زهرة و والدتها للباب مغادرتين المنزل، رمقت زهرة خالد بنظرة اشمئزاز و قالت: نعم؟
* أين شادي؟
- و لما تسأل؟.
صرخ بها و نظرته كله شر حتى ارتعش جسدها رعبا قائلا: أين اخوك يا امرأة؟
تكلمت خيرية من وراء ابنتها قائلة: إبني مع زوجته قالا يريد أن يعوض شهر غياب ابنتك، و اضن انه حق له رجل و اشتاق لزوجته.
نظر خالد لخيرية بريبة فهو لا يصدق ما قالته حتى لو كان يبدوا منطقيا، فابنته لن تغلق هاتفها، كما أن شادي لم يفعلها مرة واحدة في ٨ سنوات جمعته مع ابنته ليفعلها اليوم.
- إذا لمس شعرة واحدة من رأس ابنتي فتأكد أن سوف ألبسك الأسود عليه ما تبقى من عمرك يا خيرية، و هذا ليس تهديد بل وعد علي.
التف مغادرا المكان بخطوات سريعة و هو يجلس اتصالا مع معارفه ليعلن على رقم لوحة سيارة شادي و يطلب البحث عليه في كل التراب الوطني.
ليتصل بقائد المخابرات فهو صديقه الصدوق و يعتبر ندى ابنته التي لم ينجبها بسبب عقمه، ليطلب منه البحث عنها.
انهارت خيرية لكلام خالد لتسقط ارض باكية على حالها و حال ابنها انها فعلا مرعوبة فلطالما أثار ذلك الرجل رعبها.
*********
عاد سيف للمستشفى حاملا باقة ورد و أشياء أخرى لندى و خديجة، ليتفاجأ بأخته تقف عند باب غرفت جنيته مكفهرة الوجه يبدوا عليها القلق، تقدم منها و قلبه يكاد يسبقه غرفتها ليقول: ماذا يحدث؟ هل هي بخير؟
حاول أن يكون هادئ قدر الإمكان غير أن بروده اضمحل بمجرد ما رأى دموع اخته!!! خديجة تبكي!!!! لطالما كانت قوية دمعتها صعبة لا يراها احد.
- ندى أصيبت بانهيار عصبي حاد. صمتت قليلا لتردف : سيف لقد افزعتني كانت تبكي و تصرخ و تقول كلام غير مفهوم و تضحك في نفس الوقت و كأنها جنت...
لم ينتظر لتكمل حديثها ليدخل غرفتها و أغلق الباب ورائه، ليجد الطبيبة تقف أمام سريرها تحقن شيء في المصل.
- السلام عليكم، ماذا حدث معها؟؟؟
- الس س س.... كانت جد متوترة لدرجة أن صوتها لم يسعفها في الحديث لتعيد الكرة مرة أخرى
- السلام امم انهيار عصبي
ضيق سيف عينيه، متجها نحوها قائلا بصوت كالفحيح: اهه قلتي لي انهيار! و ما السبب تركتها البارحة بخير
هي لم تنسى ردة فعله من يومين حين اكتشف تحرش زميلها بندى، و كيف هو يرقد في أحد أسرة هذه المستشفى بانف مكسور، كسر في الضلع، هي لن تثير أعصابه و هذا أسلم لها.
- صدقني انا لم أكن اعرف بالأمر....
وضع سيف باقة الورد فوق السرير ليقطع المسافة الفاصلة بينه و بين الطبيبة في قامتين، أمسكها من ذراعها وسحبها خلفه و كأنها طفلة بنت أربع سنوات.
خرج و أغلق باب الغرفة ورائه ليقول بصوت خافت و لكن مرعب: تكلمي
- لقد لقد جاءتها زوجة الدكتور محمد، و اعتقد انها علمت بأمر تحرشه بها بطريقة ليست لطيفة...
- قولي مهينة، لقد اتهمت ندى بأنها هي من تحرشه به و اغوته...
هتفت بها خديجة ليسكتها سيف عندما لكم الحائط خلفه قائلا: و ما فائدة وجودك معها لتدعي خنزيرة مثل هذه تأذيها؟
ليصرخ سوف اقتله، الكلب ساقتله... ليطوي ورائه الرواق طيا متجه نحو غرفة الدكتور محمد.
هتفت الطبيبة: ارجوك امنعيه سوف يأذيه أن الطبيب في الطابق الأول الغرفة ٩٧.
لحقته خديجة جريا تنادي باسمه، و استدعت الطبيبة الأمن ليلحقوا به.
دخل سيف غرفة الطبيب و كأنه الرعد و هو يوجه له السباب لدينو من فراشه ينزعه منه بعنف، و كأنه يحمل دمية صوف موجها له لكمة وقفت في منتصف طريقها لوجهه.
كانت عجوز في أواخر عمرها، خرج صوتها منكسرا و قد وضعت يدها المرتجه المجعدة على ذراعه: لا توجع قلب عجوز على وحيدها يا ابني، انا اعتذر منك نيابة عنه
إلتفت لها ليتجمد من منظرها، نظرة الانكسار، دموعها العالقة في طيات وجهها أثر لسنين قد خطتها، نفضه من يده بشمئزاز قائلا: اركع تحت قدم امك فلولاها كنت ربيتك لتربي زوجتك.
و إلتفت للعجوز قبل رأسها قائلا: أنا آسف يا" ميمه" تلك الكلمة التي اختص بها سكان المنطقة لتبجيل المرأة في سن كسنها، يعتبره الكل أنه يعطي صاحبه الحكمة.
و إلتف مغادرا الغرفة وسط ارتياح زوجته التي كانت مرعوبة من ذلك الوحش، و أطفالها الذين تشبثوا بردائها الاصفر، و خديجة التي كانت تقف على الباب و ورائها الأمن.
تخطى الجميع متجها نحو الحمامات، فهو بحاجة لغسل وجهه لعل ماء الحنفية البارد يهدئ من نيران غضبه.
عادت خديجة لغرفة ندي لتتفاجأ بشادي يدنو منها، لتقول بصوت حملته الجدية و الحزم: لا تقترب منها.
لف نحو الصوت، ليشتعل قلبه بنيران عشقها، تلك الفتاة ليست بالمرأة الفاتنة الجمال، فهي لا تقارن بزوجته، و مع ذلك هو يعشقها درجة الجنون، كان يلتهم كل انش في جسدها، لتكرر ارحل يا شادي
- ارحل؟ قالها بتلاعب و قد ارتسمت على شفتين ابتسامة لم يستطع إخفائها.
لتقول خديجة: لا تفهمني غلط...
- افهم ماذا؟ أنك تطرديني من غرفة زوجتي! امم دعيني اخمن غيرة مثلا.
خديجة:..........
لم يسعها الوقت لشرح الوضع لان ندى قد استيقظت على صوت كابوسها، ذلك الرجل الذي يصوره لها عقلها على أنه وحش سوف يحرمها من جنينها، قفزت من السرير فجأة و هي تصرخ و تبكي لا تقترب مني لا تقتل إبني..... و كلام آخر غير مفهوم.
حاول شادي الاقتراب منها و تهدأتها و لكن بدون فائدة، ليتخطى سيف باب الغرفة في ذلك الوقت ليصدم من منظر ندى و هي تضم قدميها لصدرها، محاولة منها حماية جنينها و شادي أمامها هو و خديجة في محاولة تهدأتها و هي تصرخ ارجوك لا تقتل إبني حرام عليك أنه ابنك، و تتعالى شهقتها قائلة لم أعد اريد منك شيء فقط اترك لي إبني.....
في تلك اللحظة بذات هتف سيف: شادي ابتعد عنها ألى ترى كيف هي مرعوبة منك .
إلتفت شادي إليه و هو غير قادر على استيعاب ما يحدث، ما بها؟ لما هي في هذه الحالة؟ ايعقل انها جنت؟ هل هو السبب؟ كيف أوصلها لهذه الحالة؟
استغلت ندى الوضع لتزحف في اتجاه سيف الذي صدم من تصرفها، الهذه الدرجة هي محطمة و مرعوبة ليسرع في اتجاهها. تجمد تجمدت كل خلية في جسده عندما استقامة وافقة تحتمي به، بعدما وقفت خلفه وقد أدخلت يديها تحت سترته تضم نفسها إليه قائلة بصوت باكي: احمني منه فهو يريد قتل طفلي ارجوك لا تدعه يفعل.
كان فعلها هذا و كأنه آخر مسمار تدقه في نعش تعقله، فقد السيطرة على نفسه، انها تثير جنونه، انها فعلا تحرق كل خلية فيه، فمها كان هو رجل عاشق اكتوى بجمر الشوق، رجل يتنفسها في كل ثانية فكيف له أن يحتمل قربها منه بهذه الطريقة الموجعة.
كانت خائفة من زوجها لدرجة الرعب، كانت أفكارها مشتت و تشعر و كأنها مخذرة فهي لم تتخلص من آثار المهدآت التي حقنت بها.
وقف خديجة تترقب الوضع المتأزم، و ندى لم تسهل الأمور بل هي تدفع كل من أخوها و شادي للجنون باثرتها لغيرتهما و هي غير واعية.
فتح شادي عينيه بصدمة مما يراه أمام عينيه، زوجة تحتمي بابن عمه منه، و تحضنه أمام عينيها، و هاهي تقف أمام رجل غيره بشعرها الذي تخلى عن سترته المعتادة أمام الاجانب لينسدل على ظهرها، يغطي ثوب نومها الأبيض الطويل، و بالرغم من أنه ساتر لجسدها كله الا أنها تبدوا مغرية فيه حد الاحتراق، لقد جن جنونه، خصوصا بعد نظرات التحدي التي تلقاها من سيف و أمره له بمغادرة الغرفة، و قد لاحظ كيف سيف يضع يده اليسرى فوق يدا ندى التي تحتظنه و تستقر فوق بطنه.
مد شادي يده ليطبق قبضته على ذراع ندى يسحبها بعنف لينتزعها من الأمان بالنسبة لها ليزيد صراخها.
زم على اسنانه قائلا: هل جننتي؟ ماذا تضنين نفسك فاعلة؟
كيف تجرئين على ضم رجل أمام عيني
هدأت ندى تماما و كأنها تستيقض للتو من كابوس تسبب في اختلال توازنها.
غير أن دموعها لم تكف عن التدحرج على خدودها الناعمة التي تصبغت بالحمرة و شعرها يرتجف مع حركاتها، لتقول بصوت بالكاد يسمع: طلقني
صدم جميع من بالغرفة لتغرق بالصمت و السكون و كأنهم تماثيل زرعت داخل تلك الغرفة، لتعيد ندى طلبها بصوت اعلى: طلقني فانت لم تحبني يوم و لم تحترمني حتى.
هزها بعنف ليقول: و كيف لي أن تحترمك يا هانم، و انتي كل يوم تقتلين رجولتي ببرودة، كيف تريدين مني أن أتحكم في أعصابي و انت كل ليلة اقربك تسلخين جلدك تحت الماء الساخن و كأنك تمسحين لمساتي لك و انا أسمع بكائك تحت الماء
تحسسيني لاي درجة تقرفك لمساتي، هاه أخبريني.
كان في قمة غضبه يسيطر عليه شيطانه لدرجة أنه نسي تواجد سيف و خديجة معهما في الغرفه.
ليردف قائلا: اتعتقدين أنه سهل عليا الاقتراب منك و انا اعلم و متأكد انك لا تحتملين حتى النوم بجانبي على نفس السرير، و أنك سوف تغرقين نفسك في العطر بعد سلخ جلدك لتتخلصي حتى من عطري على جسدك. ماذا من أين لك بهذه القسوة و القوة تقتليني كل ليلة و ببرودة اعصاب لمدة ٨ سنوات و لم تكف و لم تملي و لم تحني و لم تلين، قلبك حجر.؟
كان سيف ينزف مع كل كلمة يسمعها، يحترق غيرة و هو يتخيلها كل ليلة في حضن غيره، هو يعرف بأنه زوجها و هذا حقه و لكن هذا كله يعتبر منطق العقل الذي لا يعترف به القلب، قلب نزف لمدة ٨ سنوات و رفض النسيان و لا زال ينزف، قلب يتخيل كيف كانت معشوقته تغتصب وفق عقد رسمي وشرعي لمدة ٨ سنوات كان يحترق لرغبته بتهشيم وجه شادي، أغلق عينيه وجعا بصدمة عندما هتفت ندى قائلة: تزوجتك و انا تلك الصفحة البيضاء التي لم يخط عليها سطرا واحدا قبلك، تزوجتك و انا بريئة براءة الاطفال، كنت اضن أن الزواج يكون لأسباب عدة الحب، أو الاستقرار او او و لكن لم يخطر في بالي و لو لجزء من الثانية أنه يكون لتعليق اسم امرأة على لوحة انجازاتك كفريسة افتكيتها من بين أنياب الاسد، في ٣ ليلة لنا مع بعض سمعتك تكلم صديقك لتخبره بأنك اوجعت الشنفرة بخطف حبيبته منه و هاهي اليوم زوجتك.
ضحكت ضحكة وجع و الم نزف لها قلبها لسنوات كثيرة مضت لتردف قائلة: لقد حولتني من صفة زوجة بدرجة امتياز لميدالية افتككتها من أحد ما لترميها في أبعد رف لديك، كيف تريدني أن اتصرف و انا متأكدة انني لسة الزوجة التي تحلم بها و انني مجرد نكرة او ساقطة تفرغ فيها شهوته آخر الليل هاتف باسم حبيبتك.
صدم من كلامها، و صدم من صفع الباب بعد أن غادرت خديجة الغرفة و هي ترى حجم الجرح الذي تسببت فيه لصديقتها، تحدث سيف قائلا ارحل يا شادي فلا المكان و لا الوقت مناسبان لتحلا مشاكلكما.
شعرت ندى بدوار فتمسكت بسيف، تمنع نفسها من السقوط، فسر شادي تصرفها تفسيرا خاطأ، فقال استهزاء.
انتظري على الأقل طلاقك لترتمي في احضانه ليصمت قليلا ليردف: آه لقد نسيت أن اعرفك على الشنفرة يا ندى.
صرخ به سيف: شاااااااادي
قال شادي: ندى اعرفك بالشنفرة فهو من ترتمين بحضنه أنه سيف.
ابتعدت عنه و كأنها لسعت، و هي تنظر لهما بصدمة لترتفع ضحكتها الهستيريا بعد أن ربطت الأحداث ببعضها، و تمكنت من تفسير كل ما كان يثير حيرتها لتقول: تصدق كنت غبية، يعني انت تعرف بأنه كان يشتهيني و مع ذلك تركتني وحدي معه؟ دعني أفكر دقيقة. أممم زوجي العزيز خطفني من صديقه استمتع بي و عندمى مل سلمني له اوك.
صمتت قليلا لتقترب منه بغنج و دلال و كأنهما لم يخلقى الا من أجلها لتلف ذراعيها حول رقبته و تقف على أطراف أصابعها تقرب وجهها منه تكاد تلامس شفتيها شفتيه. كان يحترق رغبة بها، فمنذ زواجه بها و لا مرة اقتربت منه بهذه الطريقة فقد كل حصونه لتقول حبيبي فقط من باب العلم بالشيء من التالي بعد سيف كان مخذرا تماما لا يستوعب كلامها كل ما يثير تركيزه شفتيها المكتنزة الوردية.
كان سيف يحترق غيرة و غضب، غيرة من اقتراب المهين له من شادي، و غضبا من دنائة شادي، و ما يثير اشمئزازه كلامها الساقط.
فاق من افكاره على صرخة من شادي و هو يدفع بندى بعيدا عنه و هو يمسك بشفته التي تنزف بعد أن عرضته: هل جننتي؟
- اسكت لا اريد ان اسمع صوت فإنك تثير اشمئزازي. طلقني يا عرة الرجال طلقني.
- تحلمين
ليصفق الباب ورائه معلنا مغادرته الغرفة.
إلتفت ندى لسيف قائلة: و انت؟ لم تخبرني كم وقتي معك لتسلمني لثاني ليس لشيء فأنا أخاف أن ينتهي وقتك معي و انا لم انهي عدتي.
دفعته لأقصى درجات الغضب، كان كل الاسد المحتجز، كان يشعر بنيران تشتعل داخله ليقول: الظاهر انك لا تعرفين سيف يا ندى فاتقي شري.
قالت: بل أعرف بأن سيف مجرد امع
أخرستها صفعة على وجهها أسقطتها ارض ليدنو منها قائلا: أنا لست ديوثا لاسلم أهلي لرجل غيري، ادفنك حية يا ندى ادفنك. ليضرب على صدره بعنف موضع قلبه قائلا:اقتلعه من مكانه و اطعمه لكلاب الشوارع أن كان سيذلني.
استقام واقفا، ليضع نظارته الشمسية قائلا: اجمعي اشيائك و الحقي بي للسيارة سنرحل.
خرج مسرعا لتدخل خديجة و قد سمعت كل ما دار بينهما، لتحتظن صديقتها.
خرج سيف و هو يطقطق هاتفه ليأتيه الجواب بعد الرنة الاولى: السلام عليكم سيدي
-.....احتراماتي معك المقدم سيف المنصوري
-....... هي ثلاثة ساعات و ابنتك تكون في بيتك لا تقلق
..........
لينهي مكالمته متكئا على السيارة ينتظر ندى و خديجة، و ماهي الا دقائق حتى رأى ندى تتجه نحوه و هي في كامل اناقتها بثوب بنفسجي فاتح يلتف على خسرها حزام ابيض و تضع نظارة شمس تخفي ورائها وجهها، كعب عالي ابيض و خمار بنفسجي مقلم بالأبيض تحمل شنطة يد بنفسجية اللون و دبدوبها الأبيض الكبير الذي اهداه لها تحتضنه و كأنه أغلى ما تملك.
اول ما وقفت امامه مد يده ينتزع النظارة الشمسية، يتفقد وجهها، أغمضت عينيها بوجع ليرى آثار أصابعه على وجهها ليمد يده يريد أن يتحسس خدها و نظراته لها كلها ندم و وجع.
تفادت لمسته قائلة: لا تلمسني لو سمحت
نظر لها مطولا ثم قال: منذ دقائق كنت تحتمين في حضني و الآن ....!!!
حاصرته بنظراتها الدامعة قائلة: أتعرف عشت ٨ سنوات كلها ظلم و ضرب و اهانة و لكن لم أختبر وجع كالذي سقيتني اياه يا سيف، فمشكور أنك أثبت لي أن ما عشته لم يكن جحيما.
لم يحتك بندى سوى ثلاثة أيام و بضع السويعات و كان دائم النهزام امامها، أنه مرهق لكم الحروب التي خاضها في حضورها انها شهية مألمة حد الاحتراق تنحى عنها بدون كلمة واحدة لتفتح الباب الخلفي و تستقر عليه و هي تحتضن دبدوبها لتلحق بها خديجة لتجلس بجانبها صافقة الباب بدون كلام تنهد سيف في ضيق قائلا: سائق أهلكم انا
لم ترد أين منهما على تعليق سيف ليتجه إلى مدينتهم و كل محمل بجروح انهكته.