الفصل الأول

46.9K 624 20
                                    


الفصل الأول
" عائلة "
لا يبقي من النفس السويه إلا الأثر الطيب , والحديث الحلو الذي يرن بداخلنا
...............
اقتربت من جدتها التي كانت تجلس بشرود بعدما أدت فريضه المغرب وما تبعها من سُنه , كانت تجلس تنظر للأمام دون إبداء أي حركة فقد عيناها ترمش بخفوت وتتنهد كل وهله
- تيتا وحشتيني عاملة إيه؟
انكبت علي وجنتها تقبلها وتبع ذلك ضمه إشتياق لتبتسم الأخري بحُب وهي تربت علي كتف حفيدتها بحنو
تراجعت أسيل لتهتف وهي تضئ نور الحجرة
- قاعدة لوحدك كده ليه تعالي إقعدي معانا , بابا واعمامي وعماتي وكلهم برا
أردفت حياة وهي تطوي سجاده الصلاه المُفترشة وتعدل من وضع حجابها وتخفي خصيلات شعرها الرمادية اللون
- حاضر يا سيلا هاجي وراكي أهو , هجيب فاكهه الأول
أمسكتها أسيل من يدها قائله بحزم مُصطنع وهما يخرجان معاً لذلك الإجتماع العائلي
- عمتو جابت من بدري تعالي بس
جلست حياة بين العائله ككل يوم خميس من كل إسبوع تتجمع عائلة الشيخ من كبيرها لصغيرها , عادة إجتمعوا عليها منذ سنوات وأصبحت متأصله بينهم
لكنها مُحببه في نفس كلاً منهم فمن يستطع تفويت إجتماع العائله بأكملها وما يتناقشوه ويضحكون عليه بملئ تشدقات أفواههم
نظرت حياة بجانبها لتجد إبنها الأصغر والذي أصبح في الثلاثين من عُمره يتحرك بعينيه الزرقاوتين علي هاتفه ويضحك بين الحين والأخر علي ما يقولون
ثم ابتعدَ نظرها قليلاً لتتجاوز الصالون الذي يجلسون فيه ويمتد بصرها تجاه الصاله لتجد حفيدها أدهم يلقي بعض النكات علي إبنه عمه أسيل وهي تغرق في بحرٍ من الضحك
كل هذا يطيب النفس ويُزيل البأس لكن حينما وقع بصرها علي ذلك الذي يجلس ويترقب بعينه الجميع انقبض قلبها وصارت تنظر لأولادها بشكلٍ أخر
انتفضت علي صوت حفيدها أدهم صاحب العشرين عاماً
- تيتا حياة فين الرقاق باللحمه اللي عملتيه إنهاردة


زجرته سها بعينها قبل أن ترد وتتدارك الموقف قائله بابتسامه
- معلش يا ماما أصل إبني مش مؤدب
أردفت حياه بلهفه وهي تكلف والدته بإحضار ما طلبكما تفعل دوماً مع أحفادها تلك الجدة ذو القلب الأملس
- لا يا سها عيب ده البيت بيته , قومي هاتيله صنيه الرقاق هتلاقيني عيناها في الفرن ... عنيا يا حبيبي هتجبهالك أهي
إقتربَ أدهم منها قائلاً مُقبلاً رأسها بحُب متمتاً بشكر جالساً بجانبها حتي يأتي طعامه
- واشمعنا انت يا استاذ أدهم أنت دي تيتا أنا كمان
هتفت أسيل بغضب مُصطنع واتجهت ناحيه حياه وقبلتها هي الأخري ولم تكن الاخيره بل إندفع البقيه من الأحفاد يقبلونها واحداً تلو الأخر

جمال الروح يدوم حتي لو طال الزمان يبقي كما هو لا يغيره شيئ سوي أن تُكسر , لا يحق لشخص مهما كان أن يبعثر روحاً خلقها الله لتحيا بل يتحكم أيضاً في كيف أن تحيا , بأي حق تتوالي الصفعات
بأي حق تُحرق الروح للمات
...............
رمي الملف بعصبية وهو يتنهد بعنف , ضرب المكتب بقبضته القويه حتي اضطرب ما عليه خسر الأن جولته

ندبات الشيطان .. الجزء 1..2... سارة عاصم شريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن