الفصل الرابع
تتوالى الأقدارُ تباعًا ، وتنكلب المصائب كصب الحمم على الرؤس .. أما القلبُ فيتمزق مرةً واحـدة دون إعادة .
..........
-أسيــل !!
وبعزمٍ كاسح باسمها وهو يراها تسقط على الأرضية ليتلقفها بيـن ذراعيه قبل أن تصل للأرض ..
كمن أصابه الجنون لم يعرف كيف يتصرف سوى أنه يتحرك بعشوائية في المنزل وهي بين يديه شبه فاقدة للوعي .. تفتح أعينها بصعوبة وتهمس بصوتٍ خافت
-ابني
-متقلقيش يا أسيل هتبقي كويسة ، مش هسمح لأي حاجة تحصلك
هتفَ كنان بنبرة جزوعة حملت معها خوفه الشديد المُصاحب لقلقه الوليد أن تفقد الجنين!
-كنان إلحقني ..
حتى وهي في أشد الحالات تنادي اسمه .. تتمنى كنفه .. تُثبت أنها تنتمي إليه .
كان قد وضعها على الأريكة يُغالب اضطرابه ليأتي بقماشة يربطها على الجرح كاتمًا النزيف ، وبعد عِدة دقائق كان قد وصلَ للمشفى الذي علم كل من فيـه بوجوده بسبب صوته الجهوري الصارخ بـ..
-أي حد يجي يلحقني
يتوقع منه أسوء السيناريوهات إلا أن يكون بهذا الضعف!!
لم يعرف كيف مرت الدقائق عليه وهو جالسٌ بالخارج يراقب الباب الذي دلفت إليه دونه .. حُجرة الجراحة!
لم يقدر الدلوف ويقف بجانبها لأنه يخشى أن يراها هي وصغيره بهذا الموقف فقط اكتفى بإخبارهم أنهازحامل ثم تيبست قدماه على باب الحجرة.. يرتعب من فكرة أن يُدلي الطبيب رأسه بأسف هاتفًا أنه قد خسر الجنين نتيجة النزيف !
يدها الباردة ، وشحوب وجهها ..حتى إغلاق عينيها لا يُبارح تفكيره ..
-يا أستاذ .. أستاذ !!
وهله قبل أن تتوارى كل مخاوفه وقلقه الداخلى ويعود إلى صلابته هاتفًا
- المدام اللي جوا عاملة إيه؟
-كويسة هي بس محتاج تغذيّة عشان تعوض الدم اللي فقدته وعشان الجنين يتغذى كويس أنا كتبتلها شوية فيتامينات ياريت تهتم بصحتها وأكلها وتتابع مع دكتورة نسا
لم يستمع لباقي الحديث فقط حينما تأكد من سلامتها هي وطفله ليزول تيبس قدماع وتعدو تجاهها
-أسيل
نظرت له نظرة لائمة، كان يظن أن نظرتها عند كشف أمر حملها هي النظرة الأكثر مرارة .. لكنه لم يرى تلك التي تكاد تخترقه من الألم
-أسيل عشان خاطري
أشاحت بوجهها الناحية الأخرى وهي تبكي بعنف ، تطبق شفتيها حتى لا تصدر صوتًا ..
أنت تقرأ
ندبات الشيطان .. الجزء 1..2... سارة عاصم شريف
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس الجزئين معا