الفصل الخامس

3.4K 114 2
                                    

الفصل الخامس

وهل وجدت حلاً؟

التنصل من المشاعر ليس حلاً طالما أن الرؤية تُعيدك إليها ، ونبرة الصوت تُشتتك .. أما الاقتراب فيبني المشاعر كأول لقاءٍ لها .

........

-أنا عايزة أشتغل

نطقت أسيل بتحدٍ سافر وهي تقف أمامه بعد يومين من أزمتها الصحيّة، وأول ما تتفوه به هو تلك .. الحماقة!

-وماله يا حبيبتي اشتغلي في البيت .. هو فعلاً عايز تنضف

ودون رفع عينيه عن جهازه اللوحيأردفَ ببرود بينما أصابت الكلمة وترًا حساسًا داخلها، فوصلها الحديث أنها خادمة ...

-ليه إنت فاكرني خدامة ولا إيه ؟!

تلك المرة نظرَ إليها نظرة لم تفهمها

-لأ مقصدتش بس كل الستات المتجوزين بيعملوا كده.

-ستات متجوزين؟ ضحكتني والله .. إنت مصدق الوضع اللي إحنا فيه وإننا متجوزين طبيعي وهنعيش عادي ونربي ولادنا ونشوفهم لما يكبروا ويتخرجوا وأعيط على كتفك يوم ما حد يتجوز فيهم... انسى

كانت تتحدث بسخرية وسرعان ما تحولت إلى عصبيّة مشوبه بالقهر الكامن والذي خرج على هيئة كلماتٍ جلدته بسياطها اللاذع

وهو بالمثل هدرَ بنفاذ صبر ونبرته بها شيءٍ من ..الحزن!

-مش عايشين طبيعي بسبب مين؟ ماهو بسببكم لولاكم كان زماني دلوقتي شخص كويس وبشتغل وبحافظ على نجاحي اللي مشوفتوش من ساعة ما عرفتكم .. كان زماني متجوز ومخلف وعايش حياتي عادي ...

حُزنه المتراكم المختبئ خلف وجهه الصارم ، وبروده القاتل .. لايُبارح ألمه جسده وهاهو يُفضي به إلى نصفه الأخر !

-وأنا ذنبي إيه ؟؟؟ هما اللي أذوك ودمروا حياتك .. جاي تاخد حقك مني أنا ؟! ولا عشان مقدرتش عليهم!

قاطعته حينما وجدت عينيه احتدتا بشدة وبرزت شعيراته الدموية بقوة كأنها ستنفجر كما صاحبها في أي لحظة

-وقبل ما تتكلم .. لو كنت فاكر إنك بتأذيهم بيّا يبقى غلطان أديك شوفت هما مسخروش حاجة لما وديتني ليهم بالعكس هما عايشين عادي لكن أنا!!!

تابعت وقد على نشيج بُكاءها الدامي، وهو يقف صامتًا يتابع ما تقوله بنفسٍ مُختلجة وقلبٍ ينزف .. وعقلٍ مشتت

-أنا كنت معاك في كل حاجة ، حبيتك أكتر من نفسي وحكيتلك على كل حاجة في حياتي ومخفتش ولا اتحرجت إني أقولك على معاملة بابا .. لما عرفت انت داخل عليتنا ليه مسبتكش رغم الأولى إني أبعد ... بس مقدرتش وبردو حاليًا مش قادرة بعد كل اللي حصل !

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها المُنسلة دون هوادة ، وارتمت على أقرب مقعد فقدميها الهلامتين لم تعدان قادرتان على احتمال انهيارها المخزي أمامه...

ندبات الشيطان .. الجزء 1..2... سارة عاصم شريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن