الفصل السادس عشر
نبحث عن أرواحنا رغم تيقنا أنها سراب !!
........
لم يكن هينًا الابتعاد لكنه كان واردًا ، اللمسة والهمسة والاشتياق الذي يدفعك للنضال من أجل شخصٍ ما .. ومع الأسف لم يكن نضالًا كانَ حربًا ضارية انتهت بخسارة من تُحبومنذ ذلك اليوم لبى رغبتها في الفراق وتركها في شقتهما ورحل..
وللحق كانت تلك رغبته هو الآخر ، حتمًا سيتخلصان من الوحع ثم يعودا من جديد ، ويالا خُبثه تركها في المنزل حتى تستعيد ذكرياتهما معاً ويهرب هو إلى مكانٍ جديد يُفرغ فيه ذكرياته!!نظرت لحوائط المنزل الكئيبة والغُرف التي لاتُفتح وتنهدت بثقل متمتمة
-هنرجع بس بعد ما يروح كل الوجع
أغلقت عينيها ثم قامت من مجلسها المُعتاد منذ شهر وقررت غلق الماضي والبدء من جديد ،ستحاول أن تستعيد رونق حياتها المسلوب
وقفت أمام غُرفة مكتبه وتحدثت بغيظ
-وأنا هجيب المفتاح بتاعها بقى منين كنان دايمًا قافلها بالمفتاح.. أووفأنهت حديثها بعدما قبضت على المقبض لتتفاجئ بأن الغُرفة ليست موصدة ، تهللت أساريرها ودلفت ببطء ثم راحت عيناها تجوب الغرفة المُنمقة
كرسي جلدي أسود أمامه مكتب أنيق من خشب الزان تراصت عليه أوراقه بتنظيم ، مكتبه على اليمين من نفس خشب المكتب تضم العديد من الكتب ومن الأسفل بها خزنة سريّة
-مُنظم أوي ده لو أوضتي مكنتش هروقها كدهتذكرت ما قاله كنان في أخر لقاء جمعهما معاً بالمشفى
"هسيبك فترة لحد ما تهدي من غير طلاق وبعدها لو حبيتي نرجع هنرجع ، لو مش عايزة هنرجع غصب عنك ..
المكتب هتلاقي فيه كل حاجة .. المرادي مفيش أسرار أو مفاتيح .. والسر الكبير بتاريخ يوم كتب كتابنا"وإلى الآن لا تعلم ماذا يقصد بكلماته، وضعت باطن يدها على جبينها وراحت تعبث بالأدراج لتجد أنها جميعاً ليست مغلقة وهنا عرفت جملة " أو مفاتيح" ينقص فقط أن تعرف الأسرار
عبثت بكل شيء ، تارة تجد أوراق عمله وتارة تجد أوراق كتاباته ..وللمرة الأولى تعرف أن كنان يكتب !!
ابتسمت بمرارة وتحدثت
-من ضمن أسرارك يا أستاذ كنان
وجدت من بين الأوراق أيضًا عقدًا يشمل عقد بيع المنزل وبيت في الأسكندرية وآخرَ في الساحل إليها
-مش معقول .. كتبلي كل ده؟
كانت في حالة صدمة مما فعله ، هل بذلك يُراضيها أم أنه يُعطيها حق ما عاشت معه؟اقتربت بخطواتٍ وئيدة ونفسها تحثها على الاستكمال رغم ترددها
بقى فقط السر الكبير الذي بتاريخ يوم عقد عقرانهم والخزانة هي الوحيدة التي تحتوي على ارقامفتحتها ببطء وقلبها ينبض كوقع المطارق على الحديد الساخن
عبثت بالاوراق حتى وصلت للمنشودة قيمتها!...السر.الأوراق كانت عبارة عن عقود بين جدها وجد كنان ببيع المنزل الذي احترقَ فيه هو وابنه لجدها .. إذًا جدها هو الفاعل
ثم شريط مُسجل من قِبَل سيدة كبيرة في السن لكنها ظلت محتفظة برونق جمالها التركي وهي تسرد الواقعة ..
"عبد العظيم مش هو اللي حرق البيت يا كنان رغم إنه بيته ورغم كمان إنه عاوز يضر جدك بأي طريقة عشان اتجوزني وهو بيحبني .. ذنب عبد العظيم الوحيد إنه كان عارف إن ده هيحصل، اللي قتل جدك يا كنان ناس كانوا عاوزين الأرض وهو مرضيش يبيع .. مش عبد العظيم"
![](https://img.wattpad.com/cover/200613178-288-k614929.jpg)
أنت تقرأ
ندبات الشيطان .. الجزء 1..2... سارة عاصم شريف
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس الجزئين معا