الفصل الثامن " شك "

7.4K 245 1
                                    


الفصل الثامن " شك "

وماهو الجديد ! , حياتنا أصبحت دوامة من الشك تدور حول بعضها حتى تنسى من فرط الدوار من أين بدأت , لعلك تقول نسيان الماضى سهل ... لكنك تلقاه أمامك فى كل مرة تُحاول فيها إيجاد المخرج بتلك الدائره المُكتظة بالناس الذين أتوا يذكرونك بما فعلت بهم يوماً

.................

ثبَت مُقلتاه عليها ومن فرط صدمته لم ينطق بشيئًا حتى نزلت منها دمعة الخزى أمامه وهى تُطرق برأسها أرضاً عسى أن تُزيح خيبة أبيها التى وصلت لمسمع ذلك الغريب التر تحاول التوارى منه .

أطلق زفرة قوية قبل أن يهتف بشك وهو يُطالع المنزل الذى يبعد أمتاراً عنهم

-يبقى هو ..

-هو إيه ؟

أردفت هى الأخرى بتساؤل رافعهً رأسها تلك المرة لترى تلك النظرة بعينيه , نظرة الإتهام الواضح الذى جعل جسدها يتلبد واقفاً بلا حراك كأنما اُلقى عليه دلو ماءٍ بارد

-هو اللى عمل كده فى جدك..

نبرته الواثقة جعلتها تزدرد ريقها الذى وجدته بصعوبه بالغه ,لتجدها ودون وعى تصرخ به قائلة

-لأ لأ .. استحالة ده أقرب واحد لجدو استحالة يعمل فيه كده

-وليه لأ مش يمكن عشان يورث الشركة كلها لوحده

استطاع إثارة الشك داخلها ليرتسم على جانب شفتيه ابتسامة مُتشفيه لرؤيتها مُشتته لذلك الحد , وهى كانت بعالم أخر هى خجلة لسماعها ذلك الكلام منه أكثر من صدمتها به .. فكيف يعرف كل تلك الخبايا عن عائلتها التى ظنتها يوماً ... مثالية!

- مش وقته .. مش وقته

كان صوتها مبحوحاً ساندته دموعها الغزيرة المُنسابة على وجنتها بنعومه بدون قيدٍ أو منع!

حك رقبته وهو ينظر لصدق دموعها لينتبه بعد ذلك لوقوفهم خارجاً , أمسكَ يدها بقوة ليسحبها وراءه نحو المنزل وما إن إقتربا من الباب حتى أفلتَ يدها وأشار لها بالتقدُم أولاً لترمقه بنظرة إستفهام قبل أن تدلف للداخل ليُجيبها بأخرى تُخبرها بأن تنتظر!

دخلت بلهفه على جدها المُسطح على الفراش لتجد الطبيب يخبرهم بأنها حالة تصلُب شرايين وأن المريض يُعانى من القلب ...

صدمتهم جميعاً كانت بادية على وجوههم خصوصاً أنه لم يعانى من أى مرض ولم يشكو ألماَ !

لكنها كانت سعيدة داخلها .. يكفى أن أباها لم يكن هو الفاعل كما زعم كنان ..

رأته يتقدم من الخارج وقد وصلَ لتوه لترمقه بنظرة زهو قبل أن تستدير لتقبل يد جدها النائم جراء ما أخذ من أدوية

وجدته يغادر بعدما رأت خياله بطرف عينها لتنهد سريعاً وهى تحاول البحث عن أباها لتجده فى الجهه المُقابلة لها من سرير جدها يجلس بجانب والدته وهى تمسحدموعها التى انسابت بغزارة

ندبات الشيطان .. الجزء 1..2... سارة عاصم شريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن