الفصل السابع "هُدنة"
لنرمى أسلحة الحرب الصام ونأخذ هُدنة سلام عهده .. إلى أن أكرهك
سأدع نفسى القديمة تنساب بين يديكِ , فلو كان لنفسى القديمة رجعه فسأكون سعيداً لو كانت بين يديكِ ..
...........
رفقاً بمن احترقت روحه بين غياهب الظلمات,تدفع الثمنَ وحدها لعلها ُكفر عن أخطاء الماضى الذى اندثر لكنّ أثره باقياً يكوى ما تبقى من رماد الروح
وقفَ فى الشرفة يُطالع النجوم بنظرة خائبة , يحاول أن يقنع نفسه بأنه يستطيع الإرتقاء مثلها , فهى تُبحر فى السماء بغيرِ حساب ودون إهتمام لما تلقاه ى ذلك الفضاء الموحش , بينما هو يخاف أن يخطو خطوةً واحدةً يُحاسَب عليها , يتملكه الرُعب من التقدم ولو لإنش !
لطالما كان مُحاط بمن يساعدونه دون أدنى مجهود لكنه الأن شريداً فى وسط لك العواصف بتخاذل عمن حوله !
وجدها تقف بجانبه بعدما وضعت يدها على كتفه تنبهه بوجودها الذى قطع خلوته بتفقدة لخيبة أماله
-مالك يا خالو واقف كده ليه ؟
أردفت سلمى بتساؤل وهى تنظر لجانب وجهه وهو مُستند على الشُرفة .
أجابها بنبرة مشوشة عكست تفكيرة الذى عصفَ بذهنه , وهو لا يُخفى عنهاشيئاً فتلك صديقته التى عرف خباياه ونقاط ضعفه وهو بالمثل .. تشاركا ما بينهم حتى اصبحت العلاقة بينهما قائمة على الفهم غير أنها قرابة دائمة
-مفيش يا سلوم, حابب أقعد لوحدى شوية بس
-اشطا تعالى نتكلم بقى
هتفت بها بمرح , لتجده يرفع حاجبه الأيمن بتعجُب وهو ينظر لها بإبتسامة .. يعرف أنها لن تركه حتى تعرف ما به وهى فرصة جيدة حتى يُفضى ما فى جُعبته لأحد قريب منه
تولت هى دفة الحديث لتسأله بخفة لتسحب منه الكلام كسلاسل من ذهبٍ
-مش هتنسى بقى ولا إيه .. كفاية لحد كده ونبص لنفسنا
ارتسمَ عل جانب شفتاه إبسامة ساخرة ومُقلتها التى كساهما الألم المشوب بلمعان الدموع فيها
- انتى طيبة أوى يا سلمى ..مفيش حاجة هتتغير
ابتلعت ريقها قبل أن تتحدث ونبرتها قوية كشخصيتها التى لم يستطيعوا طمسها
-مش يمكن نقدر نرجع كُل حاجة مع بعض
كانت نبرة مُخيبة للأمال كعادته , لا يمتلك ثقته بنفسه التى تجعله يقاتل!
-نرجع ل حاجة , انتِ عايشة فى وهم للأسف .. مفيش أى حاجة هترجع زى ما كانت , الإنسان كُل ما بيكبركل ما بيواجه صعوبة فى إنه يرجع للماضى .. بيفضل بس جواه وعايش عشان يحسسه بالذنب
أنت تقرأ
ندبات الشيطان .. الجزء 1..2... سارة عاصم شريف
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس الجزئين معا