الفصل الخامس عشر " ذكريات 1 "
تلك الذكريات التي تجعلك تنتشى وتفتح ذراعيك غير آبهاً بما سيحدث
فقط لأنك تستمتع في أيامٍ كانت تخلو من الشقاء والتعاسة فقط السعادة التي كانت تغلفها ورونقها الآخذ للأبصار .. أياماً لو عادت لما فارقت الإبتسامة وجهك ..
......
التفكير هوالعدو الوحيد للإنسان إذا ما كان بموضعه! لكن ما إن كان التفكير يخص القلب ومشاعره تبقى حلقه مفقودة في الوسط تجعلك تدور في دوائر عديدة حتى تتيقن أن تلك الدائر هي .. انت !
جلسَ في الشرفة يحتسى فنجاناً من القهوة الساخنة والسادة فلم يذق طوال حياته قهوه مُحلاه بالسكر ألا أن فلسفته تكمن في أن المُر يبقى مُراً والحلو يبقى حلواً لهذا شخصيته أشبه بالمُر دائماً صارم في حديثه مُفكراً بعقلانية تمنع تدخل القلب ومع ذلك اقتحمَ السُكر حياته وأقنعه أن مذاق الحياة مزيجاً من الإثنين ليست علقماً دائماً ولا مُحلاه أبداً !
جلست بجانبه والدته التي أتت من منزلها تواً , نظرت إليه وعيناها تحمل كثير من الحُب والإشفاق , صغيرها الذى كان يحلم بالذهاب مع والده بالخارج حينما كان موجوداً , أو أن يُديرا الشركة سوياً لكنّ أحلامه تحطمت حينما أخذه القدر منهم فجأة وعلى غير توقع تلقت خبراً من سكرتيرة أنه نُقل لمشفى اثر ذبحة صدرية ودخلها ولم يعد..
تراكمت الدموع بعيناها لكنها أخفتها سريعاً ووضعت يدها على كتفه لتيقظه من شروده ويلتفت إليها قائلاً بنبرة هادئة
-ماما انتِ جيتى امتى , معلش مخدتش بالى
ابتسمت بخفه قبل أن تربت على كتفه وأردفت
-لا يا حبيبى عادى .. كنت سرحان في ايه
تنهدَ بثقل واصطنعَ ابتسامة على شفتيه ثم أسند فنجانه على الطاولة وأردف بجدية
-مفيش كالعادة الشُغل
نظرت بعيناه تلك المرة وتبينت عكس حديثه فما كان العمل يتطلب من الشرود هكذا , ونظره الضياع التي توسطت مُقلتاه بالتأكيد ليس للعمل !
-مُتأكد ؟
سألته وهى تميل رأسه بحذر
-مُتأكد
ليجيبها بإيماءة خفيفة ومازالت بسمته لم تُفارق شفتاه
ضحكت هي بجانب شفتيها وحاجبيها مرفوعان بثقه قائلة
-انت كداب يا كنان
لم يبدِ أي ردة فعل فهى مُحقة كلياً , لأول مرة لم يشغل العمل باله وكل ذلك الوقت
وفى الحقيقة الموضوعُ كان أعمق بكثير
فهو يفكر في علاقته مع من قتلوا عائلته وكيف تورط بحُب بفتاة جدها كان السبب في مقتل جده ووالده !!
أنت تقرأ
ندبات الشيطان .. الجزء 1..2... سارة عاصم شريف
Romantikجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس الجزئين معا