ترقد على الفراش بهدوء و بملامح شاحبة اشفق عليها هو الجالس بجوارها يعتريه الندم و الذنب لتركها وحيدة تعاني و تعيش مثل تلك المأساة ...... هو من اقحمها في ذلك متجاهلاً تحذيرات صديقه لتقع ضحية بريئة اخرى بعالمهم المخيف ذاك
شعر بتململها بالفراش ليمنحها اهتمامه و كل حواسه اتجهت نحوها فيراها تجاهد لفتح عيناها و استطلاع ما حولها ..... مرت ثواني قليلة على هذا الوضع قبل ان تلاحظ بزوغ النهار مما يدل على يوم جديد ..... ثم ما لبثت وتذكرت كل تلك الاحداث المخيفة مساء أمس فتنهض بفزع تنظر حولها بذهول ثم تبكي بقوة و اضطراب فور رؤيتها لوجهه فتدرك كونها ما زالت على قيد الحياة
راقب هو تصرفاتها بإمعان وتركها فترة تحاول مواجهة تذكرها للاحداث السابقة لكن و مع شروعها بالبكاء لم يستطع الاحتمال فتقدم نحوها يجلس بجانبها ويحيط كتفاها بيديه محاولاً تهدئتها
طائف : اهدي اهدي .... انتي بأمان ..... كل ده عدى خلاص مفيش خطر ..... خلاص بقى يا آيات انا معاكي اهو
حاولت الحديث للتعبير عن ما عاشته تلك اللحظات القليلة من خوف و رعب لكن كلما همت بالحديث رُبط لسانها و زادت دموعها بالمقابل
رأي حالتها تزداد سوء ... جسدها زاد ارتعاشه ....... علا صوت بكائها و اصبح اقرب لكونه عويل و صراخ .... فلم يجد مفر من احتوائها بأحضانه يُمسد شعرها بهدوء و حنان ليهمس لها
طائف : خلاص والله كل حاجة بقت تمام و مش هسيبك لوحدك تاني رجلك على رجلي فى كل مكان بس اهدي شوية بقى ...... محدش هيجي جنبك طول ما انا موجود .... على جثتي لو حد اذاكي
لتجيب هى بصعوبة وسط شهقاتها
آيات : ده ..... ده ق..... ده قتله ..... قتله قصاد عيني .... دم ...... كان كله دم
زاد من احتضانها يغمض عيناه بغضب لرؤيتها مثل هذا المشهد
طائف : انسي .... انسي يا آيات .... امحى كل ده من ذاكرتك .... صعب انا عارف بس حاولي تنسي عشان ترتاحي
بقيا فترة على هذا الوضع لتهدأ هى من نوبة بكائها تلك فتستيقظ على حقيقة وجودها بين ذراعيه .... تململت بحرج لتبعده بهدوء و قد امتثل هو لرغبتها فلا داعي لاثارة غضبها الآن ... مرت فترة من الصمت ليقطعها هو بنبرة هادئة
طائف بإبتسامة : تحبي اطلبلك اكل ولا عايزة ايه ؟ ... أؤمري اوامرك كلها مُطاعة النهاردة
نظرت نحوه للحظات قبل ان تردف
آيات : مش عايزة غير حاجة واحدة ..... عايزة افهم ايه اللي حصل .... و ليه حصل كده معايا ؟
نهض من مرقده ليتحرك بعيداً قليلاً عن الفراش فيجلس بهدوء و استرخاء على احدى الارائك الموجودة بالغرفة ..... و يردف
طائف : مفيش داعي للكلام فى الموضوع ده عشان تقدري تنسي اللى حصل و تتجاوزيه
آيات بحدة خفيفة : و مين قال انى عايزة انساه ........ انا عايزة افهم مين ده وكان عايز ايه ..... اظن ده من حقي
طائف ببرود : و بعد ما تعرفي ؟؟؟؟؟؟
آيات : مش فاهمة ؟
طائف مفسراً : اقصد بعد ما تعرفي يا آيات ... ناوية على ايه ؟؟؟
آيات بهجوم : اكيد مش هفضل ثانية واحدة فى الشغل ده .... اللى حصل ده اكد لي انك متورط فى بلاوي ...... و انا معنديش اي استعداد انى اتورط معاك ..... ده جالي بالاسم .... كان عارفك و عارف اني السكرتيرة بتاعتك
نهض من مكانه متجهاً لخارج الغرفة
طائف : يبقى مفيش داعي انى افسرلك اى شيء بما انك استنتجتي و قررتي خطوتك الجاية كمان
تحركت بحدة لتغادر الفراش ... تهتف له بخوف
آيات : تعالى هنا انت رايح فين ؟؟؟؟ انت قولت مش هتسيبني لوحدي تانى و تخرج
ابتسامة صغيرة رُسمت على وجهه لم تراها هى حيث ان ظهره هو ما كان يواجهها ........ سرعان ما مُحيت تلك الابتسامة فور التفاته لها ليهتف بجمود مصطنع
طائف : متقلقيش اوي كده مش رايح فى حتة انا معاكي فى نفس الجناح لو تفتكري
ثم تركها بالفعل متجهاً للخارج لتعاود هى الرقود بفراشها حيث ان التعب ما زال يحتل جسدها
مازن بعنف : ما انا قولتلك ... بس انت بتستهبل و آخدها معاك فى وكر الدبابير
هتف بها مازن على الجهة الاخرى من الهاتف ليأتيه صوت صديقه المُنهك
طائف : و النبي يا مازن ما ناقص الكلمتين بتوعك دول ...... خلى لسانك جوة بوقك و سمعني سكاتك
مازن بغيظ : و لما انت عايز تسمع سكاتي بتتصل تحكيلي ليه !!!!!
طائف بعصبية : بطل بقى استفزاز انا مش ناقص
مازن ببرود : من بعض ما عندكم
طائف بغضب : تصدق انا اللى غلطان انى حكتلك ...... غور يلا من هنا
مازن بهدوء حاول استحضاره : طب خلاص خلاص اهدى شوية ...... متزعلش مني يا صاحبي بس دي ارواح ناس ....... عارف انك معندكش دم و احم يعني معدوم الانسانية بس دي روح بريئة و الصراحة بقى آيات دي انا بعزها جداً
استشاط طائف من حديث صديقه ليهتف به فى ضيق و حدة
طائف : ما تحترم نفسك بقى ايه بعزها جداً دي
انفجر مازن ضاحكاً ليهتف بمرح
مازن : يعني اللى ضايقك كلمة اني بعزها و مش انى قولت عليك معدوم الدم و الانسانية
طائف بسخرية : و انت قولت حاجة غلط يعني
مازن : نهايته ..... محكتليش يعني ايه اللى حصل معاها بالظبط
تنهد بضيق قبل ان يجيب
طائف : مش عارف ... انا كنت برة بظبط امور الشغل بتاع مصر و لقيت الفندق بيكلمني انه اغمى عليها و فى حد ضرب نار على موظف الرووم سيرڤس ( room service )
مازن بتنهد : طب هى عاملة ايه دلوقتى ... فاقت ؟
طائف : اه بس مفتحتش معاها الموضوع عشان حالتها متسمحش دلوقتى .... على العموم .... عايزك تعرفلي ايه اللى حصل و اللى جه ده تبع مين ؟ و انا برضو من هنا هشوف هقدر اوصل لحاجة ولا لا
مازن : تمام يا بوص اعتبره تم .....ثم اكمل بمرح .... و ابقى سلملي على يويو
طائف بغيظ : غور يا مازن احسن لك غوووور
ثم اغلق الهاتف بوجه صديقه حانقاً عليه بسبب مرحه المتواصل فى احلك الاوقات
آسر بإبتسامة : ازيك يا هانم يارب تكوني بخير
رقيات مرحبة : تسلم يا ابني انا الحمد لله تمام كويسة اوي ..... وانت اخبارك ايه؟ اتفضل اتفضل اقعد
امتثل هو لعرضها و ترحيبها بسعة صدر
آسر : الحمد لله انا تمام .... اسف لإزعاجك بس بقالي يومين بحاول اوصل لآيات تليفونها مقفول و لما روحت لبيتها ملقيتش حد
رقيات: آيات ؟؟؟؟ آيات مسافرة يا ابني ... هي مقالتلش ليك ولا ايه !!!
آسر بتعجب : مسافرة ؟ لا الحقيقة مقالتليش ولا جابت سيرة ... غريبة دي
رقيات بإبتسامة مبررة : معلش متأخذهاش ... هى سافرت سفرية تبع الشغل و المدير بتاعها مطلع عينها كل يوم بحالة .. و جبلها حكاية السفر دي فجأة .... دي يا حبة عيني ملحقتش تجهز نفسها حتي
آسر بغضب : و يبقى مين بقى الاستاذ ده و يطلع عينها بتاع ايه .... انا عارف آيات طول عمرها بتعمل اللى عليها و زيادة ... يبقى يطلع عينها ليه بقى .... اسمه ايه مديرها ده ؟
رقيات بتذكر : و الله يا بني ما فاكرة ... اه تقريباً اسمه هادي ... هى دايماً كانت تقولي مستر هادي عمل كذا ... مستر هادي سوا كذا ..... الله يسامحه بقى
آسر بوعيد : مممم هادي ..... ثم هم من مقعده مودعاً اياها ..... طب عن اذنك بقى يا هانم مضطر امشي ... و آسف مرة تانية لإزعاجك
أنت تقرأ
شيطان العشق
Adventureهو: غامض قاسي لا صديق له ولا غالٍ لديه هي: ساذجة خرقاء ستقع فى شِرك من لا يرحم