اعتراف

32.8K 971 6
                                    


ساد الصمت ارجاء المكان و توقف كلاهما عن الصراخ لتجد آيات نظر طائف موجه بحدة الى ما خلفها فتلتفت هى الاخرى و ترى علا تقف على عتبة الغرفة تنظر لهما بندم و حسرة ..... وجهها تغطيه الدموع و جسدها لم يتوقف عن الارتعاش

كان طائف اول من استيقظ و ادرك حالة علا ليتجه نحوها سريعاً يتلقفها بين ذراعيه يهدهدها كالطفل الرضيع فى حين كانت هي تحاول الابتعاد عنه بلا فائدة ...... حاولت مراراً و تكراراً الحديث وتبرير موقفها هى و طائف لآيات و التي اصبحت تراقبهم بدهشة تحولت الي غضب و انفعال بمرور الوقت .... واخيراً قطعت آيات هذا الجو المشحون و تلك النهنات التي اثارت اعصابها



آيات : ممكن افهم بقى ايه بيحصل هنا ؟ و كان قصدك ايه انك السبب

حدجها هو بنظرة غاضبة و كأنه يخبرها ان سؤالها ليس بوقته لتبادله هي نظرة تحدي و اصرار

آيات بغضب : متبصليش كده مش كفاية ورطت آسر فى شيء ملوش اي علاقة بيه لا و كمان بترمي بلاويك عليه

طائف بنبرة مكتومة و مازالت علا بأحضانه تبكي بألم : انا مش برمي بلاويا على حد لكن الظاهر انك شيفاني الشيطان الوحيد اللي فى اللعبة

آيات : لانك فعلاً كده .... شيطان و عايز تأذي اللى حواليك بأي ثمن و أي وسيلة

طائف بصراخ : ليه مريض .... مجنون ؟؟؟

همت بالصراخ هى الاخرى لكن تولت علا تلك المهمة ..... دفعت بطائف جانباً لتصرخ بهم ببكاء

علا بصراخ : كفاااااية كفاية كده ...... آيات طائف مغلطش .... آسر فعلاً هو اللي كان بيحاول يقتل طائف و كان السبب فى اذيتك انتي كمان ...... ثم صمتت للحظات قبل ان تردف بحسرة ..... و كله بسببي انا .. كله عشاني ....... ثم كررت بهستيريا ....... انا السببب ... انا السبب

فى ايطاليا

بأحدى قصور مدينة روما نجد شاب بالثلاثينات من عمره ذو ملامح مختلطة ما بين البشرة البيضاء و العيون الزرقاء اللون و ما بين خشونة و فحالة الشرق يقف بإحترام و ثبات امام رجل يبدو و كأنه بأواخر العقد الخامس من عمره ذو ملامح اجنبية خالصة يجلس على كرسي مزخرف و كأنه صُنع خصيصاً لاحدى الملوك ... بأحدي يديه يمسك عصا خشبية يعلوها مجسم صغير لتنين مجنح

طرق الرجل بعصاه ارضاً لينظر نحو الشاب بغضب و انزعاج و ينطق بلهجة مصرية ضعيفة


الرجل الكبير : لغاية امتى ؟؟؟ لغاية امتى هصبر ؟ اظن اني استنيت كتير و مفيش جديد

الشاب : يا بوص انت عارف ان اكيد في سبب للانتظار ده

الرجل الكبير : مليش دعوة بالسبب انا اللي يهمني هو ان اوامري مش بتتنفذ ......... يعني ايه أؤمر ان البنت تموت و الاقيها اختفت فى نفس اليوم لا و المسئول عن قتلها اختفى معاها ...... الظاهر طائف اتجنن يا طوني و انت عارف نهاية الجنون ده ايه

طونى بتبرير : يا بوص طائف عمره ما خالف امر ليك .... اكيد عنده مبرر لاختفاؤه ... اوعدك ان مش هيطلع عليا صبح الا و هكون وصلتله و عرفت هو ناوي عليه

الرجل الكبير : يكون احسنله ........... ثم حدجه بنظرة تحمل تهديداً له ......... و احسنلك

تنفس طونى الصعداء ففى حين اختفى صديقه الصدوق و رفيقه طائف بصحبة فتاة مُطالب بقتلها يقوم هو الان بالدفاع عنه و تبرير افعاله لدى رئيسهم

تنحنح ليردف بتساؤل

طوني : احم .... طب و بخصوص آسر يا بوص تؤمرني بأيه ؟

الرجل الكبير بسخرية: آسر ...... الشاب الطايش بتاعنا ........ سيبه دلوقتي فى حاله و هشوف بعدين هتصرف معاه ازاى ... كفاية قرصة الودن اللي خدها

طوني بضحك : مش فاهم يا بوص ... حقيقي انت ليه امرت رجالتنا يعملو معاه الحركة دي

الرجل الكبير بغضب : الباشا اتجرأ و كلمني .... بيهددنى لو مسيبتش البت فى حالها هيوريني شغلى كويس

اتسعت عينا طونى دهشة و قلق

طوني : اتجنن ده و لا ايه و بعدين مش هو اللي خالف الاوامر من الاول و لسه شايف طائف عدوه

الرجل الكبير بضحكة صفراء : ماهو اللي عمله طائف برضو مش شوية

طونى بمكر : ما هي كانت اوامرك يا بوص

حرك كتفاه لاعلى و لاسفل ببراءة مصطنعة

الرجل الكبير : و انا مالي ؟؟؟؟ كنت قولتله انه يقتل اخته ؟؟؟؟؟

ظلت بحالة هستيرية لفترة ليست بالقليلة و طائف يحاول تهدءتها فى حين ملت آيات من مراقبتهم لتتركهم بعد فترة متجهة بغضب نحو غرفتها

هدأت علا بصعوبة و تمالكت نفسها لتردف بهدوء

علا : طائف انا شايفة انك لازم تفهمها كل حاجة و تعرفها اللي بينك و بين آسر لانها من الواضح انها على علاقة بيه فعلاً

طائف بغضب : مفيش داعي انها تعرف اي حاجة ... باين اوي انها كانت بتخدعنا كلنا و مش بعيد تكون بتستغفلنا و بتعمل كل ده لصالح آسر

شيطان العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن