الأخير - الجزء الأول

30.7K 869 16
                                    


طائف بذهول : آسر
ظل آسر على صمته و صدمته من سماع ما تفوه به طائف منذ لحظات ليتمالك الاخر نفسه و يعود لتماسكه قائلاً
طائف : آسر .. انت هنا من امتى .. ودخلت ازاي ؟
ابتلعت آيات ريقها بقلق و خوف و تحركت نحو طائف تتمسك بذراعه فى توتر لينظر لها بثبات ثم سرعان ما يعيد انظاره الى آسر والذي اخيراً تدارك نفسه ليقول
آسر : الخدامة فتحتلى و قالتلى انكم هنا
طائف بهمس غير مسموع : غبية


آسر : مش عايز تقول حاجة ؟
تحرك طائف برتابة حتى جلس بهدوء على احدى المقاعد فى حين ظلت آيات بمكانها تراقب الوضع بحذر
طائف : اقول ايه ؟
تحرك آسر مقترباً منه
آسر : مثلاً بخصوص اللي سمعته من شوية
اسودت عينا الاخر ليهتف بلامبالاة مصطنعة
طائف: مش فاهم
آسر بحدة : بلاش لف و دوران انا سمعت انت قولت ايه كويس .... شغلك مع البوليس؟؟؟؟
همت آيات بالحديث
آيات بتوتر : آسر ... طائف كان يقصد انه آ.........
طائف مقاطعاً بحدة انتفضت على اثرها
طائف : آياااااات ...... ثم اردف بهدوء مفاجئ ....... ممكن تقوليلهم يعملولنا حاجة نشربها ..... وجه حديثه لآسر يسأله .... قهوة مظبوط زي ما انت صح ؟؟
نظر له آسر بغيظ من بروده ليومأ بنفاذ صبر و يتحرك ليجلس هو الاخر على مقعد مواجه له

اومأت هى بتوتر لتهرول للخارج هرباً من هذا الجو المشحون
ظل الصمت رفيقاً لهم بعد خروج آيات ليحيطهم جو من التوتر و الشد العصبي يقطعه آسر بنفاذ صبر
آسر : ممكن تفهمني بقى يعني ايه اللى سمعته ده ؟
اشعل طائف احدى سجائره بهدوء لينفخ الدخان بلا مبالاة قائلاً
طائف : يهمك ؟
انفجر آسر غيظاً من بروده
آسر : طائف بلاش اسلوب البرود ده معايا انا عارفك كويس و عارف انك لما تتوتر او تبقى قلقان بتخفيه ورا برودك و سيجارك
اطفأ سيجاره لينحنى للامام قائلاً بتركيز بعد فترة

طائف : مش عايز تنضف ؟
ارتسمت ابتسامة على محياه لتتسع شيئاً فشيئاً لتصبح ضحكات عالية .... نظر نحوه طائف بدهشة ليتوقف الاخر عن الضحك قائلاً بتهكم
آسر : عااايز انضف ؟ ثم حدق بطائف بسخرية ليكمل ....... انا مش عايز فى حياتى كلها غير ده
كانت تقف بالشرفة المخصصة لجناحهم بالفندق تنظر للامام بشرود و حزن .. لا تدري متى يمكنها التحرر من هذا الاسر .. ملت و استاءت من وضعها فلم تعد تحتمل نفيها بعيداً عن احبتها طوال هذه السنوات ... اكتفت من اشتياقها لهم و حرمانها من حنانهم.

شعرت بمن يقطع خلوتها و يقف بجانبها يطالعها ببسمة حانية اغرمت بها منذ خمس سنوات ... تتذكر اتيانه مع طائف و مقابلتها له ... حينها كانت بصدمة موت والدها و بعدها كان ضرورة ايهام الجميع بموتها و اخفاؤها بعيداً عن الاعين ..... تذكرت حديثه الجدي معها لكن رغم جديته شعرت بإنجذاب خفي نحوه .... كان يشرح لها حقيقة وضعها الجديد و ضرورة الالتزام بالاوامر حينها ظنت الامر بسيط و سيستمر لفترة قصيرة لكن خاب ظنها عندما كانت تمر السنة تلو الاخرى و هى بمنفاها وحيدة ... فقط هو من كان يأتيها كل فترة للاطمئنان عليها و طمأنة طائف على حالها ..... لم تدرك من هو او ما عمله .. كل ما كانت على علم به هو انه يدعى طوني و يعمل برفقة طائف فتتدمر احلامها و تنهار ..... لتتضح الحقيقة مع قربهم و كثرة حديثهم ويفاجئها هذا بإعتراف بحبه لها .... صدمت و انهارت و نبذته بعنف فهو طوني وهي علا محمد الرفاعي ..... رفضته مرة تلي الاخرى و هو مازال على جهله لسبب رفضها له رغم عشقه و الذي يراه بعينيها طوال الوقت .... حتى نفذ صبره ليهتف بها.

شيطان العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن