استسلام

29K 898 17
                                    


قبل ساعة بشركة العِمري

كان يجلس بتعب و مازال مُنهمك بمتابعة عمله بتركيز قاطعة طرق على الباب ليتأفف بضيق ومازالت انظاره على الاوراق

طائف بصوت عال نسبياً : تعالي يا آيات

فُتح الباب لتدلف الى الداخل فى حين كان هو متجاهلاً النظر نحوها ..... شعر بها تتحرك بهدوء لتقف امام مكتبه و تتنحنح بتوتر

سهام : احم احم ... مستر طائف ؟؟


رفع انظاره نحوها بحدة وقد ضاقت عيناه و حدق بها بدهشة

سهام بتوتر : احم .... آآآ.... آيات طلبت مني اتابع مع حضرتك و اشوف لو محتاج حاجة

طائف بضيق : و هي راحت فين ؟ ..... ايه سابت شغلها بدري و حضرتك بتغطي عليها و لا ايه

سهام بسرعة : لا لا يا افندم مفيش الكلام ده ..... دي قالت انه مشوار شغل و انها قايلة لحضرتك عليه

طائف بغضب و صراخ : محصلش ....... و كمان بتكدب و ياترى بقى فين مشوار الشغل ده

ابتلعت سهام ريقها بتوتر و خوف من صراخه و عصبيته لتهتف مدافعة

سهام : المينا .... قالت ان في شحنة هتوصل ولازم اشراف عليها فراحت بنفسها

اتسعت عيناه بذعر و انتفض واقفاً ليتحرك بسرعة نحوها يمسك بمرفقها بعنف

طائف : من امتى الكلام ده

سهام بذعر : مش عارفة .... آآآ تقريباً من ساعة كده

القى بها من بين يديه بعنف لتسقط ارضاً فى حين تحرك هو مسرعاً يلتقط سترته و شيئاً ما من درج مكتبه ثم انطلق خارج الشركة

بقيت سهام مكانها ارضاً تنظر فى اثره لتشهق بعنف واضعة احدي يديها على فمها هامسة برعب

سهام بذهول : ده .... ده اخد مسدس معاه

و على الجهة الاخرى نجدها تقف خلف احد الحاويات بالميناء و قد اتخذتها ساتراً لها من الطلقات النارية التى يعج بها المكان بعد ان كانت تحيطها الرصاصات من كل الجهات

تتنفس بصعوبة و ذعر .... تراقب بعضاً من الجثث تسقط هامدة امامها فى مشهد مأساوي لم ترى مثله من قبل ....... ينتفض جسدها من الخوف و تفكيرها ينحصر فقط فى انها ستكون واحدة من هذه الجثث الممددة ارضاً ليزيدها هذا رهبة و قلق و رعب .... حاولت التحرك عدة مرات متسللة الى خارج المكان كلما هدأ صوت الرصاص لتطالها طلقة مفاجئة اما خلفها او امامها او بحانبها ولا يفصل عنها سوى انشات قليلة او اقل لتتراجع عن فكرتها بالتحرك و تبقى مسمرة مكانها

مضى بعض الوقت على وضعها هذا حتى وجدت ان الاجواء هدأت لفترة لا بأس بها لتتشجع اخيراً و تنوي التحرك نحو حاوية اخرى مقابلة تماماً للتى تحتمي بها بل و تجعلها قريبة اكثر من بوابة الخروج ....... اخذت نفساً عميقاً و تحركت بالفعل لكن ما لبث وان عاد صوت الرصاص ينتشر بالمكان دب الخوف بداخلها لتقف بمكانها و تصبح مرة اخرى وسط هذا الجنون لكن وجدت فجأة من يجذبها بقوة نحوه وبعيداً عن مرمي النيران ..... حاولت التملص منه لكن قبضته كانت قوية شديدة تأبى تركها استمر بسحبها نحوه ظهرها يقابله صدره الواسع ..... حتى استقر كلاهما خلف تلك الحاوية التي ارادت الوصول لها .......... لحظات حتى سمعت صوته المألوف الغاضب

شيطان العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن