تهديد

38K 1.1K 10
                                    


انتهت من سرد تلك اللحظات المرعبة تصاحبها شهقاتها العالية و بكاء مرير لم تفلح معه اياً من محاولته لتهدئتها سوى بعد فترة ليست بالقصيرة ليعم الصمت ارجاء الغرفة قبل ان تقفز من مكانها تناظره بدهشة لتهتف

آيات : انا ... انا ازاي قاعدة بحكيلك اللى حصل و نسيت ان كل ده كان بسببك .... ده سألني اذا كان الجناح ده ليك و اني السكرتيرة بتاعتك .... كل ده كان بسببك انت ...... بص انا مش عايزة اعرف هو كان عايز ايه ... ده ميخصنيش .. بس انا مش هقدر اعيش فى الرعب ده تاني و عشان كده انا بستقيل ...... و وعد مني مش هتشوف وشي تاني ولا هطالب بأي تفسير بس سيبني اروح لحالي و خلينا نشوف حل مناسب للشرط الجزائي ده ... لو ينفع يعني ادفعه على دُفعات.



انهت حديثها لتراه يجلس بأريحية ينظر لها في هدوء و كأنها لم تكن تصرخ بوجهه منذ لحظات .... همت بالحديث مجدداً قبل ان تجده يصفق لها بكلتا يداه .... على وجهه ابتسامة صفراء ليردف

طائف : براڤو .... لا حقيقي براڤو ...... حضرتك عايزة تسيبي الشركة و كمان فكرتي في حل للشرط الجزائي .... كل ده جميل و ممكن كمان اوافق عليه حتى من غير ما اطالبك بأي فلوس .... بس لازم يكون في سبب مقنع لكل ده

آيات بحيرة : مش فاهمة .... يعني ايه الكلام ده

طائف: يعنى ايه السبب اللي عشانه عايزة تسيبي شغلك يا آنسة

جحظت عيناها .. لا تصدق انه يسألها عن السبب

آيات : سبب ؟ عايز سبب ؟ مش مكفيك اللي حصلي و الراجل اللي مات ...... ثم تحولت نبرتها الى تهديد ...... بص ما هو يا إما توافق على استقالتي يا إما هطلع على السفارة المصرية و اقولهم ببساطة ان فى حد خبط على باب اوضتى و كان عايز يقتلني و بدل ما يقتلني انا قتل العامل بتاع الرووم سيرفس ..... و طبعاً مش هنسى اسمك وسط الكلام الحلو ده

علت ضحكاته الصاخبة و انتشر صوتها بأرجاء الجناح كله ليزيدها هذا دهشة فوق دهشتها فتجده يجيبها بثقة لا تعلم مصدرها

طائف : السفاااارة مرة واحدة ....... لا بجد انا بهنيكي على ذكائك ... بس لما تروحلهم بقى هتقوليلهم ايه ... هاااا ؟ اذا كان اصلاً مفيش حد مات ولا حد شاف حاجة من اللي انتي قولتي عليها دي

آيات بصدمة : يعني ايه ؟

طائف بثقة : زي ما بقولك كده .... مفيش حد اتقتل ولا في حد هددك حتى

آيات : بس ... بس ده مش صحيح ... انت عارف ان فى حد مات ما هو انا مش مجنونة انا شفت ده كله بعيني .... و الفندق ... ادارة الفندق عندها علم باللي بقوله و هي هتصدق على كلامي

طائف بسخرية : good luck

لحظات حتى ادركت انه تم محي احداث ما حدث فلا شرطة اتت او بُلغ حتى على الحادث ....... شلتها الصدمة حتى اصبحت قدماها لا تقوى على حملها فخرت جالسة ارضاً تنظر له فى ضعف و حيرة

آيات بإستسلام : انت مين ؟

انحنى هو نحوها ليصبح رأسه قريباً من خاصتها ليردف بثقة

طائف بهدوء و همس : طائف العِمري رئيس مجلس ادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير ..... خلي ده فى بالك و بس مش اكتر .... و انتي ..... انتي آيات رأفت ... سكرتيرة رئيس مجلس الادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير

حركت رأسها يميناً و يساراً اعتراضاً على حديثه

آيات بضعف : لا ... مستحيل تكون كده و بس ...... حرام عليك انا مش هقدر اعيش فى رعب حتى من الشخص اللى شغالة معاه

امسكها من كتفاها لينهض بها من جلستها تلك .... يقف كلاً منهما فى مواجهة الاخر .... هى تنظر ارضاً بإستسلام ليضع احدى كفيه اسفل ذقنها يرفعه لاعلى فتقابله عينيها الضائعة فى حين كفه الاخرى ما زلت تمسك احدى كتفاها ليهتف بها فى هدوء

طائف بثبات : انتي تبعي انا .... تخصيني ... وانا مستحيل أأذي اللى يخصني ... ولا اسمح لحد انه يأذيه ... بس .... بس اوعي للحظة تفكري تبقى من اعدائي ساعتها بقى حقك تخافي على نفسك لاني وقتها مش هرحمك .... فاهمة ؟؟؟؟

ثم ابتعد عنها ليتحرك نحو الحمام واثناء ذلك هتف بها

طائف : ساعة بالكتير و تكوني جاهزة عشان الاجتماع اللى اتلغى امبارح ... انا هسبقك و اخد شاور سريع بعدها تحصليني انتي

لم ينتظر لسماع موافقتها على حديثه ليدلف للحمام سريعاً فى حين تسمرت هى بمكانها تحاول تقبل وضعها ذاك و الاكتفاء بكونه رئيسها بالشركة فقط

مر الاجتماع على خير ليفاجئها بعودتهم السريعة على اول رحلة متجهة الى مصر ... لم تسطع شمس يوم جديد الا و كانا على ارض الوطن ..... و لكرمه الشديد سمح لها بأخذ يوم عودتهم كعطلة تستريح فيها من عناء السفر بل انه امر سائقه و الذي كان بإنتظاره على بوابة المطار بإيصالها اولاً الى منزلها تلى ذلك توديعه لها عند وصولهم متجهاً هو الاخر الى قصره

فور دلوفها لداخل المنزل رن هاتفها لتتأفف بتعب و تجيب

آيات : الو

آسر بتأنيب : حمد لله على السلامة يا ست آيات

آيات بتعجب : آسر ؟

آسر : ايه مش مسجلة نمرتي عندك كمان

تحركت نحو اريكتها المفضلة لتسترخي عليها قبل ان تجيب مدافعة

آيات : لا والله يا آسر بس لسة واصلة و هلكانة حتى مبصتش للرقم .... قولي بقى ايه اخبارك ؟

آسر بعصبية : زفت .... اخباري زفت يا آيات ...... ينفع برضو تسافري من غير ما تسيبيلي خبر و اعرف بالصدفة

آيات بحدة : ماانت كنت مختفي لست سنين .... كنت عرفت حد حاجة عنك يعني

آسر : قولت انى اتنيلت و غلطت مش هتعلقي ليا حبل المشنقة يعني و بعدين انا قولت اني كنت فى شغل مش بلعب يعني

آيات : و لا انا كنت بلعب برضو

حل الصمت بينهما للحظات قبل ان ينفجر كلاً منهما ضاحكاً

آيات بحنين : و الله زمان مش كده

آسر : اه و الله اخر مرة كانت من سنين

آيات بتأنيب : ست سنين .. مش كده برضو

آسر بضحك : قلبك اسود انتي ..... اه يا ستي ست سنين متعاركناش و الكلمة بكلمتها بالشكل ده ..... المهم متتوهنيش عن الموضوع اللى عايزك فيه

آيات بإنتباه : خير .. بس انجز عشان تعبانة

آسر : لا مينفعش على التليفون كده لازم اشوفك حالاً

آيات بتذمر : بقولك تعبانة

آسر : يبقى اجيلك

آيات : ممم ماشي هستناك بس بسرعة عشان هموت و انام

آسر : مسافة السكة ...... يلا سلام

آيات : سلام

مازن بضحك : حمد الله على السلامة يا كبير

نطق بها مازن القابع بقصر العمري لصديقه فور دلوفه الى الداخل

طائف : يخربيت فقرك ... انت دايما بتنط لي فى كل حتة كده ...... بقولك ايه قول اللى عايزه بسرعة عشان انا على اخري

مازن : مالك بس .... المزة زعلتك ولا ايه ؟

شيطان العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن