............ البارت الثاني عشر..............

30K 488 44
                                    


مر اليومان سريعا جدا ولم يكن فيهم اى احداث تُذكر..كان كلا منهم مشغول باموره..كان حازم مشغولا مع على وانجى وسارة ف التحضير للخطة الجديدة..كانت أروى ومايا مشغولتان ف تحضير مايلزم للخطوبة من ماكياج وملابس وتحضيرات وكل شئ..بينما فهد فكان يحضر خطة انتقامه..وتاليا لم تكن تهتم لاى شئ مما يحدث حولها..فهى كانت تركز ف عملها فقط..ف صباح يوم الخميس..استيقظت تاليا كعادتها واخذت حماما وادت فريضتها وقامت بارتداء بنطال زيتونى اللون وعليه قميص شيميز حمصى اللون وحجاب ابيض..وقامت بتحضير الفطور ووضعته ف كيس بلاستيكى لكى تعطيه الى حسنين وشربات..ثم هبطت من الشقة وقامت باعطاء الكيس الى شربات التى قالت لها:ربنا يرزقك ويسترها معاكى ي بنتى ي قادر ي كريم..
تاليا بابتسامة هادئة:امين ي رب..
ثم تركتها وصعدت الى السيارة وقبل ان تبدأ ف القيادة..اتصلت ع انجى..ومرت ثوانى حتى اجابتها انجى..فقالت تاليا:صباح النور..جاهزة؟!..طب خلاص..عشر دقايق واكون عندك..سلام..
اغلقت تاليا الخط وبدأت ف القيادة متجهه الى منزل انجى..ووصلت هناك بعد حوالى عشر دقائق..نزلت اليها انجى وهو مرتدية بنطال رمادى اللون وقميص شيميز ابيض اللون وحجاب اسود وصعدت الى السيارة وبدأت تاليا ف القيادة مرة اخرى..وكان الصمت سيد الموقف حتى قطعته انجى قائلة بهدوء:تاليا..انتى كويسة؟!..
تاليا بهدوء شديد:اه طبعا كويسة..مش هبقى كويسة ليه يعنى؟!..
انجى:تاليا ماتكدبيش عليا..انا عارفة انك موجوعة وجواكى نار..
تاليا بهدوء:حتى لو كلامك.دا صح..مش لازم ابين لاى حد النار والوجع الى جوايا..
انجى:ماشى..دا للناس الغريبة..بس احنا مش اغراب بالنسبة ليكى ي تاليا..احنا اخواتك..
تاليا:انا كويسة ي انجى..ماتشغليش بالك انتى بيا..
انجى: لو ماانشغلتش بيكى..هنشغل بمين يعنى؟!..
تاليا:انجى ممكن نغير الموضوع دا بقى..
انجى بهدوء: اوك..براحتك..
وساد الصمت بينهم مرة اخرى حتى وصلتا الى المستشفى وهبطتا من السيارة واعطت تاليا المفاتيح الى سعيد ودخلت هى وانجى الى المستشفى.. اتجهت انجى الى غرفة الطبيبات بينما تاليا وقفت مع نانسى لكى تاخذ منها ملفات الحالات المهمة لليوم وعندما كانت تقف معها..رأت فهد يدخل من مدخل المستشفى مرتديا قميص سماوى اللون وبنطال ابيض اللون..لم تعيره تاليا اى اهتمام وظلت تتحدث مع نانسى ثم بعد ان اخذت الملفات اتجهت الى غرفة الطبيبات وهو كذلك اتجه الى مكتبه..وبدأ كلا منهم ف القيام بعمله محاولا بشتى الطرق نسيان الاخر..ولكن كيف ينسى العقل مالك القلب والروح؟!..
............................................................
ف قصر الجيار.. ف غرفة عزيز وندى..كانت ندى تجلس ع السرير وع وجهها علامات الحزن الشديد..لاحظ عزيز ذلك بينما كان يرتدى رابطة العنق السوداء التى تتماشى مع بذلته الكحلية اللون..اتجه اليها عزيز وقال:مالك ي ندى؟!..
ندى بنبرة حزن:هيكون مالى يعنى؟!..ماانا مبسوطة اهو وفرحانة..مش النهاردة برضو خطوبة ابنى الكبير..يعنى لازم افرح..
عزيز: هنتكلم ف الموضوع دا تانى ي ندى؟!..هو احنا مش كنا خلصنا منه..
ندى بحزن ودموع ف عيونها:مش قادرة ي عزيز.. انا كان طول عمرى نفسى اشوف ابنى متجوز البنت الى بيحبها الى تسعده وتحبه اكتر من روحها..واول ماشوفت تاليا قلت هى دى البنت..اقوم دلوقتى اجهز خطوبته ع واحدة تانية..
عزيز بحب:ي حبيبتي دا كان حلمى انا وانتى..يعنى مش انتى بس الى زعلانة..بس دا مجرد شكليات واوعدك ان حلمنا هيتحقق وهيتجوز حبيبته..
ندى بلهفة:بجد ي عزيز؟!..
عزيز بابتسامة وهو يمسح دموعها:بجد ي قلب عزيز من جوا..بس انا ماعدتش عايز اشوف دموعك دى..انتى عارفة هما غاليين عليا قد ايه..وخلى عندك ثقة فيا..
ندى بابتسامة:انا بثق فيك اكتر من روحي..
عزيز وهو يقبل جبينها:وانا قد الثقة دى..ومش عايزك تزعلى خالص وعايزك تنزلى دلوقتى تجهزى كل حاجة وماتشيليش اى هم..ماشى؟!..
ندى بهدوء: ماشى..
ثم تركته وذهبت..اخذ هاتفه واجرى اتصالا وعندما اجابه الطرف الاخر..قال عزيز بابتسامة:ايه ي غالى..وصلت ولا لسه؟!..طب حمدلله ع السلامة..انا قلت اخليك تغير جو وتبعد شوية..دا اقل حاجة اعملها معاك والله..طب ماشى زى مااتفقنا..خلاص..سلام..
واغلق الخط وبعد عدة دقائق هبط الى الاسفل ووجد حازم يجلس مع والدته ع مائدة الافطار وكان يرتدى شورت جينز ازرق وقميص ابيض اللون بنصف اكمام..قال له عزيز بعد ان جلس ع كرسيه:انت لسه ماروحتش المستشفى؟!.
حازم بضجر: لا مش هروح النهاردة..
ندى بتساؤل:مش هتروح ليه بقى؟!..
حازم بحزن:اصلى بصراحة ي ماما مش قادر اشوفها وهى بتمثل قدامنا القوة وانا عارف ومتاكد ان جواها نار..بحسها كدا بتقتل نفسها بالبطئ..
ندى بحزن:ماهو دا الى واجعلى قلبى انى هشوفها النهاردة بعد السنين دى..انى هشوفها وهى كدا..
عزيز:هنعمل ايه بقى ي ندى؟!..نصيبهم وقدرهم كدا..
ندى:ونعمة بالله..بس انتوا هتعملوا ايه النهاردة؟!..
حازم:مش هنعمل حاجة للاسف لان فهد متفق مع أروى ع كل حاجة وهى وصاحبتها بيظبطوا ف الحاجات برا..
ندى:اهو دا الى مخوفنى لان اكيد فهد وأروى متفقين ع حاجة..
حازم: دا اكيد ي ماما..بس ايه هى بقى؟!..
عزيز: انا عارف هى ايه..
ندى:بجد؟!..طب ماتقول ي عزيز..
عزيز:هقولكم بس عايزكم بليل تتصرفوا عادى خالص..تمام؟!..
حازم وندى:تمام..
وبدأ عزيز ف اخبارهم بما يخططه فهد لليوم..ترى ماذا يخطط؟!..
............................................................
ف الحديقة الخلفية لقصر الجيار..كان هناك العديد من العمال يقومون بتوضيب الحديقة تحت اشراف كلا من أروى ومايا..كانت أروى ترتدى بنطال جينز اسود وبلوزة بيضاء بينما مايا كانت ترتدى بنطال رمادى اللون وبلوزة بيضاء..كانتا تشرفان ع كل شئ..يجب ان تكون الخطوبة مميزة ومثالية ف كل شئ..كانت أروى تخبر العمال ماذا يفعلون واين يضعوا الطاولات وكل شئ..
مايا: أروى.. هو الزينة دى مش Over؟!..
أروى: لا طبعا..انا عايزة كل حاجة تبقى Perfect النهاردة..مش عايزة ولا غلطة..
مايا:ماانا عارفة ي قلبى..بس الموضة انه لازم الحاجة تبقى Simple..والزينة والالوان Over اوى..
وقد كانت ع حق..فالحديقة مزينة بالعديد من الالوان البراقة بشدة مثل الاخضر العشبى والطاولات توجد.عليها الكثير من الزينة والزهور..فقالت لها أروى: لا طبعا..دى احدث حاجة ي بنتى..بس انتى بس الى مالكيش ف الحاحات دى ومش بتفهمى فيها..بقولك الفستان الى طلبته..جه ولا لسه؟!..
مايا:اه جه..مامتك اتصلت وقالتلى ان المحل بعته من عشر دقايق..
أروى: طب Ok..انا لازم النهاردة ابقى Very Beauty ف عيون الكل..عشان الى اسمها تاليا تعرف انا مين وهى مين..
مايا: ي أروى ماتفكريش ف الحاجات دى وعيشى لحظة السعادة دى وسيبى كل واحد ف حاله بقى..
أروى بسخرية: ماافكرش وانسى؟!..انتى مالك بقيتى بتتكلمى بحنية كدا ليه؟!..ولا يعنى عشان هى قريبة حبيب القلب؟!..خليكى ف حالك ي مايا..
شعرت مايا بشعور غريب لاول مرة..فقد شعرت انها تُهان من قبل أروى.. ظلت أروى تتحدث مع العمال..تاركة مايا تفكر ف حياتها مع أروى.. ي ترى هل هذه المرة الاولى التى تُهان فيها من قبل أروى ؟!..ام ان ذلك حدث من قبل ولكنها بغبائها لم تشعر بذلك..وكيف لأروى ان تهينها..فهى من المفترض ان تكون صديقتها..اولم تكن أروى تعتبرها كذلك؟!..ترى ماذا ستفعل مايا؟!..
............................................................
ف المستشفى.. كانت تاليا ف غرفة الطبيبات ومعها كلا من انجى وسارة..كانت سارة ترتدى بنطال ابيض اللون وبلوزة حمراء اللون وتاركة شعرها منسدلا ع كتفيها..كان الصمت هو سيد الموقف حولهم..فقد كانت كلا منهم ترتدى معطفها وتستعد للعمل..كانت كلا من انجى وسارة ينظران الى بعضهما البعض وتحثان بعضهما ع الكلام لكسر ذلك الصمت ولكنها كانتا خائفتين نوعا ما من رد فعل تاليا..وظلا هكذا عدة دقائق حتى كسرت تاليا ذلك الصمت قائلة:انتوا هتفضلوا تبصوا لبعض كدا كتير؟!..
انجى بتوتر:ها..لا ابدا..عادى يعنى..
تاليا:متاكدة انه عادى؟!..المهم..انا فاضلى حالة وهروح..انتوا فاضلكم قد ايه؟!..
انجى:انا خلصت..
سارة: وانا كمان..بس هو احنا هنروح بادرى اوى كدا ليه؟!..
تاليا:اصل سيادة المدير مدينا النهاردة نص يوم عشان نلحق نروح ونجهز لخطوبته..
انجى بتساؤل:هو انتى بجد.جاية؟!..
تاليا:ايوا طبعا لازم اجى..
انجى بانفعال:لازم تيجى ليه يعنى؟!..
تاليا بنظرة اصرار وكبرياء:عشان مش انا الى يفكروا انهم هزمونى ووجعونى..انا قوية وهفضل طول عمرى كدا..وعمرى ماهسيبلهم فرصة انهم يذلونى ويهينونى..فهمتم بقى انا لازم اروح ليه..
كانت انجى ع وشك التحدث ولكن سارة هى من تحدثت قائلة بحماس:براڤو عليكى ي تيلو..ايوا كدا ماتخليش حد يغلبك ولا يكسرك..
تاليا بثقة:ماهو فعلا ماحدش هيقدر..المهم..انا هروح اشوف الحالة الى عندى وبعدين نروح..
وخرجت تاليا من الغرفة واتجهت الى احدى غرف المرضى وقامت بالفحص وكل شئ وخرجت من الغرفة وكانت ع وشك التوجه الى غرفة الطبيبات حتى سمعت استدعاء لها الى مكتب المدير..لابد انه يريد اهانتى وكسرى اليوم ايضا..ولكن ليس بعد الان..توجهت تاليا الى المكتب وقامت بالطرق ع الباب..فاذن لها فهد بالدخول..دخلت تاليا الى المكتب ووجدته يجلس ع مكتبه وهو مرتديا قميص ازرق اللون وبنطال جينز غامق وعندما دخلت تاليا..رفع فهد نظره اليها..وقال بابتسامة:اتفضلى ي دكتورة..
دخلت تاليا وقامت باغلاف الباب خلفها واتجهت وجلست ع احد مقاعد المكتب..
تاليا:حضرتك طلبتنى..خير؟!..
فهد وهو لازال محتفظا بتلك الابتسامة:اه طبعا خير..انا بس حبيت اعزمك بنفسى ع الخطوبة..انا عارف انها متاخرة شوية بس انتى عارفة بقى التجهيزات والتحضيرات..
تاليا:اه طبعا..ربنا يكون ف عونك..بس ماكانش فيه.داعى..دكتورة أروى قامت بالواجب..
فهد:ماانا عارف..بس برضو كان لازم اعمل كدا..مهما كان برضو احنا كنا زمايل..
هل اصبحت لك الان مجرد زميلة فقط؟!..انا استحق ذلك ولا اقدر ان اتحدث لادافع عن نفسى..ولكن انا من سيفوز ف النهاية..وساسترد ماهو لى..
تاليا:عندك حق..بس ماتقلقش ي دكتور انا كدا كدا هاجى..
فهد بعدم فهم:ليه؟!..
وقفت تاليا ونظرت اليه وهو لازال جالسا وقالت بثقة وتحدى:الواحد عشان يقدر يعيش حياته ويبتدى من جديد..لازم بقفل كل صفحات ماضيه وينساها..وانا لازم اعمل كدا..ولا انت ايه رايك؟!..
فهد وقد بادلها نظرة الثقة والتحدى:فعلا معاكى حق..لازم نقطع صفحات الماضى وندوسها برجلينا خصوصا لو الماضى دا فيه ناس خاينة وكدابة..
تاليا محاولة الثبات:تمام..اى حاجة تانية عشان امشى؟!..
فهد بابتسامة: لا..بس اوعى تتأخرى لان ف مفاجأت لازم تحضريها من الاول..
تاليا:اكيد طبعا..سلام..
وتركته وخرجت من المكتب..ظهر ع وجهه علامات الغضب..فاتكأ ع الكرسى وارجع ظهره للخلف..يبدو اننا متفقين ان كلا منا مجرد صفحة عديمة الفائدة ف حياة الاخر..وهذا ما سأثبته لكى الليلة..ي ترى ماذا سيفعل؟!..
............................................................
ف قصر الجيار.. كان عزيز قد انتهى من اخبارهم بكل شئ وتركهم والصدمة واضحة ع وجوههم..وظلا هكذا عدة دقائق حتى قال حازم ف دهشة:ي ليلة سودا ومنيلة بستين نيلة..دا كدا دمار شامل..واحنا هنسكت؟!..
عزيز: لازم نسكت..هنعمل ايه يعنى؟!..
حازم: مش عارف بس لازم نعمل حاجة..اى حاجة وخلاص..
عزيز: التسرع دا مش هينفع..لازم نسكت ونفكر كويس ف الحاجة دى..
كان حازم ع وشك التحدث ولكن قاطعه دخول كلا من أروى ومايا..وقامتا بالجلوس معهم ع طاولة الافطار..قالت أروى:ايه دا ي جماعة؟!..انتوا لسه ماجهزتوش لحد دلوقتى؟!..
حازم ببرود: واحنا نجهز من دلوقتى ليه؟!..لسه بادرى اووووى..
أروى: ماانا عارفة..بس عشان تجهزوا براحتكم بدل ما تبقوا مستعجلين..
كان حازم ع وشك الرد برد غير لائق ولكن منعه والده عندما تحدث قائلا:الى عايز يجهز دلوقتى يجهز..واللى مش عايز خلاص..يالا انا هروح الشركة..سلام..
وتركهم وذهب..كان الصمت هو سيد الموقف لعدة دقائق حتى قطعته أروى قائلة لندى:بقولك ي طنط..انتى المفروض تزودى عدد الخدامين الى عندك هنا..يعنى مش معقولة قصر طويل عريض زى دا ويبقى فيه ٣ بس؟!..
حازم: ماهم هيبقوا اربعة بعد ماانتى تتجوزى ان شاء الله..
أروى: قصدك ايه يعنى؟!..ان انا ممكن اقف ف مطبخ اطبخ وانضف؟!..
حازم: طب وفيها ايه؟!..
أروى: اظاهر انك نسيت انا مين وبنت مين..مش انا الى اقف ف المطبخ اطبخ  وانضف..انا مش شغالة ولا خدامة..
حازم: وهو انتى هتشتغلى ولا هتخدمى حد غريب؟!..دا انتى هتخدمى جوزك..
أروى بسخرية: قديم اوى الجو دا ع فكرة..
ندى:قديم ليه ي بنتى؟!..الست لازم تخدم جوزها ف اى وقت..دا واجبها..
أروى بسخرية: واجب ايه بس ي طنط؟!..انا دكتورة..يعنى الكلام دا مش هيحصل..
ندى:طب وفيها ايه ان انتى دكتورة؟!..طب ما انا اول لما اتجوزت كنت بشتغل برضو وكنت بمارس مهنة المحاماة..وكنت بين المكتب والمحاكم والبيت ومع ذلك عمرى ماقصرت ف بيتى ولا مع جوزى ولا مع واحد من ولادى..
حازم بسخرية: ي ماما دى عايزة الى يخدمها..دا هى ممكن لو عليها تسيب الشغل عشان تقعد والناس يخدموها..
كانت أروى ع وشك التحدث ولكن قاطعها صوت ندى قائلة:خلاص اهدوا..
نهض حازم من مكانه وقال بغضب خفيف:انا طالع الاوضة اصلا الجو خنقة..
وتركهم وصعد الى الغرفة..نهضت كذلك أروى وقالت لندى:انا ماشية ي طنط عشان الحق اجهز..اشوفك بليل..يالا ي مايا..
لم تنتظر أروى مايا حتى تلحق بها ولكنها خرجت من باب القصر..اتجهت مايا الى ندى وقالت لها ف أدب ورقة:ماتزعليش ي طنط..مافيش حاجة تزعل..وكمان انتى كان عندك حق ف الى قلتيه..الست لازم تراعى جوزها وتهتم بيه..هى بس عقليتها كدا..
نظرت اليها ندى بحنية وقالت لها:انتى طيبة اوى ي بنتى..ابعدى عنها عشان حياتك تبقى احسن..
مايا بتعجب:ليه بتقولى كدا ي طنط؟!..
ندى:عشان الصحاب بيبقوا اكتر من الاخوات مش بيبقى حد تابع لحد..انتى فهمانى ي بنتى؟!..
مايا:فهماكى..
ثم تركتها مايا وخرجت من القصر ولكنها لم تجد سيارة أروى..لقد تركتنى وذهبت؟!..كيف تفعل بى ذلك؟!..هل الجميع كان يراها ع حقيقتها إلا انا؟!..ترى ماذا ستفعل مايا؟!..
............................................................
ف شركة العزايزى للحديد والصلب..كان منصور يجلس ف مكتبه يراجع بعض الاوراق المهمة الخاصة بالصفقات التى سيعقدها..وفجأة فُتح الباب ودخل عزيز الجيار وع وجهه ابتسامة كبيرة..وكانت السكرتيرة وراء عزيز وتقول له:ي فندم مايصحش كدا..
فاشار لها منصور ان تخرج وتتركهم وبالفعل خرجت من المكتب وقامت باغلاق الباب وتركتهم بمفردهم.. قام منصور بارجاع ظهره الى الخلف ونظر الى عزيز بتحدى وع وجهه ابتسامة عريضة وقال:ي ترى ايه الحاجة المهمة الى تخلى عزيز باشا الجيار يمن عليا بزيارته الكريمة دى؟!..
عزيز وقد جلس ع احد مقاعد المكتب: ابدا..وحشتنى قلت لما اجى اسلم عليك..
منصور بسخرية: لا والله فيك الخير..
عزيز: اكتر منك..وكمان انا حبيت اجى اهنيك انت ورمزى ان خطتكم بتاعة زمان نجحت..
منصور: خطة ايه دى؟!..
عزيز: ايه دا؟!..معقول نسيت؟!..انت عارف انا بتكلم عن ايه واكيد صاحبك حبيبك عزمك ع خطوبة بنته وابنى ولا ايه؟!..بس انا ماجيتش عشان كدا..
منصور: اومال انت جاى ليه؟!..
عزيز: انا بس حبيت اقولكم ماتفرحوش اوى كدا..لان دوام الحال من المحال ي منص..سلام..
ونهض عزيز من مقعده وخرج من المكتب تاركا منصور ف حيرة من امره..هل يعقل ان تكون لديه فكرة عما فعلته؟!..هذا اكيد..ان عزيز لا يتحدث ف اى موضوع بدون ما يكون لديه فكرة شاملة عنه..ولكنه لم يقدر ان يفعل شئ..فخطتى قد تمت حتى الان بنجاح واهم جزء سيحدث الليلة..ي ترى ماذا يعنيه؟!..وما الذى سيحدث؟!..
............................................................
مر اليوم عادى جدا..حتى جاء موعد الذهاب الى الخطوبة..ف شقة تاليا..كانت تاليا ترتدى فستان اسود وذهبى ذا اكمام طويلة شفافة وترتدى عليه حجاب ذهبى اللون وتضع بعض من ملمع الشفاة وقامت برسم ذلك الخط الاسود الرفيع فوق عينيها والذى زادهم جمالا وقام بابراز لونهم العسلى الجميل..وبعد ان انتهت..نظرت الى نفسها ف المرأة..لم يكن ف بالك انه سيأتى اليوم الذى ترى فيه فهد مع إمرأة اخرى..ولكن انتى من فعل ذلك..لقد تعاقبتى ف الماضى وستعاقبى الان..لماذا ستذهبين؟!..انتى لن تتحملى ان تريه معها اليوم..ماذا تريدين ان تثبتى لنفسك؟!..انتى اضعف مما تظهرين..وهو يعلم ذلك جيدا لذلك عقابه لكى قاسى..فاقت من شرودها ع صوت رنين هاتفها يعلن عن قدوم مكالمة اتصال من انجى..فقامت تاليا بالرد قائلة:ايوا ي انجى..اه جاهزة..على معاكى؟!..طب خلاص اوك..عشر دقايق وابقى عندكم..طب ابقى رنى عليها تستنانا بقى..يالا سلام..
ثم اغلقت المكالمة ونظرت الى نفسها نظرة اخيرة ف المرأة واخذت الهاتف وقامت باغلاق نور الشقة ولكنها تركت اضاءة خفيفة وقامت باغلاق باب الشقة وهبطت الى الاسفل وصعدت الى سيارتها واتجهت الى منزل انجى..وعندما وصلت وجدت كلا من انجى وعلى ينتظرانها ف الاسفل..كانت انجى ترتدى دريس ذهبى عادى وحجاب ابيض بينما على كان يرتدى بنطال اسود اللون وقميص ابيض وجاكيت رمادى اللون..عندما وصلت تاليا..صعدت انجى ف الخلف وقام على بالركوب بجانب تاليا وبدأت تاليا القيادة من جديد واتجهت الى عنوان سارة تحت تعليمات انجى التى كانت تعلم بالعنوان ومر حوالى عشر دقائق حتى وصلا الى العنوان وقامت انجى بالاتصال ع سارة وقالت لها انهم ينتظرونها ف الاسفل..لم تمر دقائق كثيرة حتى هبطت اليهم سارة وهى ترتدى دريس سماوى اللون يبرز جمال عيونها الزرقاء وشعرها الاحمر النارى..بدأت تاليا ف القيادة من جديد ف جو صامت جدا حتى قطعت هى الصمت قائلة بسخرية:انتوا مالكم ساكتين كدا ليه؟!..دا احنا رايحين خطوبة..افرحوا..
انجى بسخرية: نفرح نعمل ايه يعنى؟!..نتحزم ونرقص؟!..ونفرح ليه اصلا؟!..
سارة:انجى معاها حق..نفرح ليه؟!..دا انا حاسة انى متكتفة وانا رايحة..
انجى: اه والله ي بت ي سارة معاكى حق..
على:انا مش خايف غير منك انتى ي انجى..
انجى بانفعال:ليه بقى ان شاء الله؟!..
على:عشان انتى مجنونة وممكن ف اى فرصة تعملى مصيبة هناك..فياريت تهدى كدا وتعدى الليلة دى ع خير..
تاليا:اه ي انجى والنبى..الليلة مش ناقصة اى مصايب ولا فضايح..
انجى بملامح ملائكية مصطنعة:دا انا كيوت والله..بس هحاول..
على وتاليا وسارة معا:ربنا يستر..
بعد حوالى عشر دقائق وصلت تاليا الى قصر الجيار.. بعد ان قامت تاليا بركن السيارة امام القصر..اخذت نفسا عميقا لتهيئة نفسها لما هى مقبلة عليه..وبعد ثوانى هبطت تاليا من السيارة واتجهت الى القصر..دخلت القصر ووجدت به العديد من الناس وكانوا يتجهون الى الحديقة الخلفية..فاتجهوا هم كذلك الى الحديقة الخلفية..وفور دخولهم قالت انجى بسخرية: اعوذ بالله..ايه القرف دا؟!..اكيد دا ذوق العروسة..
على:اتهدى بقى دا احنا لسه مادخلناش..
وذهبوا وجلسوا ع طاولة ع مقربة من مكان جلوس العروسين..كان الجميع يتحدث مع بعضه البعض ولكن تاليا لم تكن من مستمعة لاى شئ..فقد كانت تنظر الى مكان جلوس العروسين وتتخيلها هى وفهد وهم بجوار بعضهم البعض ويتحدثون بسعادة وفرح..ولكنها عادت الى ارض الواقع عندما وجدت موسيقى الدخول قد تم تشغيلها..فنظرت الى مكان الدخول..وجدت كلا من فهد وأروى يدخلان وهم ممسكان بيد بعضهما البعض..كانت أروى ترتدى فستان احمر غامق قصير وتاركة شعرها منسدلا وتضع ملمع شفاة احمر غامق ولكن ماصدمها هو مايرتديه فهد.. كان فهد يرتدى بذلة كحلية اللون وقميص مزيج بين السماوى والابيض ورابطة عنق مخططة بالكحلى الغامق والفاتح ولون القميص..شعرت بغصة ف قلبها..وظلت تنظر اليهم والجميع يهنئهم حتى وصلا الى مكانهم ونظر فهد الى تاليا نظرة انتصار وع وجهه ابتسامة انتصار كذلك..كانه يقول لها انا من سينتصر ولازالت اللعبة ف البداية..عادت الى ارض الواقع مرة اخرى عندما رأت حازم مقبل عليهم وهو يرتدى بذلة بيضاء اللون مع رابطة عنق سوداء..
حازم:دا انا كنت فاكركم مش هتيجوا..
انجى بغضب:وياريتنا ماجينا ي خويا..
سارة:اه والنبى عندك حق..
تاليا:مش هنروح نسلم ونبارك ولا ايه؟!..
نظر اليها الاربعة بذهول..فقالت لها انجى بعصبية: نعم ي اختى؟!..نسلم ونبارك؟!..
تاليا:اه..امال احنا جايين ليه؟!..لازم مادام جينا اننا نروح نسلم ونبارك كمان..
انجى: انا لو روحت..همرمط بيها الارض..
تاليا:لا..وع ايه؟!..هروح انا لوحدى..
وبالفعل اتجهت تاليا الى فهد وأروى..وقامت بالتهنئة والمباركة..فقالت لها أروى:عقبالك ي تيلو..
تاليا بثبات:ف حياتك ان شاء الله..
ثم عادت تاليا الى مكان جلوسها مرة اخرى..ثم بعد عدة دقائق..قال الدى جاى:ودلوقتى نصقف للعريس والعروسة الى هيقوموا عشان الرقصة ال Slow..
وبالفعل وقف كلا من فهد وأروى واتجها الى المنتصف وقام فهد بمحاوطة أروى من خصرها وهى حاوطته من رقبته بذراعيها وبدأت الموسيقى..وكان الجميع ف سعادة ماعدا هؤلاء الخمسة..فهم يعلمون ماهى تلك الاغنية بالذات وكانت الاشد دهشة وحزنا هى تاليا..وجاء ف رأسها جملة فهد عندما قال لها:_
(الى هغنيه دلوقتى ليكى انتى وبس..ووعد منى عمرى ماهغنيها لحد تانى..)..
بدأ كلاهما بالرقص وكانت الاعين تتلاقى بين الحين والاخر..لم تستطع تاليا التحمل اكثر من ذلك..فوقفت واستأذنت منهم للذهاب الى الحمام..ذهبت الى الحمام وقامت باغلاق الباب عليها وعندما نظرت الى وجهها ف المراة..بدات ف البكاء بشدة..وكانت تحاول ان تتماسك ولكنها بمجرد النظر الى نفسها مرة اخرى..كانت تبدأ ف البكاء مرة اخرى وبشدة اكثر..انتى ضعيفة..انتى اضعف من اى مخلوق اخر..لم تتحملى دقائق..لم تتحملى ان يرقص معها ع اغنيتكما الخاصة..تلك الاغنية المرتبطة باحلى ذكرى لكما معا..انتى لن تستفيدى شيئا..اذهبى من هنا..ابتعدى كما فعلتى من قبل..وبالفعل قامت تاليا بغسل وجهها بالماء ثم تنشيفه باستخدام المناديل الورقية..واخذت حقيبتها وخرجت من الحمام..عندما خرجت من الحمام اتجهت فورا الى الخارج واتجهت الى سيارتها..وعندما وقفت امام سيارتها سمعت اغنية "يا دبلة الخطوبة"..لم تستطع تاليا الوقوف اكثر من ذلك..صعدت الى سيارتها بسرعة وقامت باغلاق نافذات السيارة حتى تمنع دخول اى صوت لها..وبدأت ف البكاء مرة اخرى وقامت بقيادة السيارة وهى ف تلك الحالة المزرية..ترى ماذا سيحدث؟!..

ايه رايكم ف الخطوبة؟!..
تفتكروا منصور كان قصده ايه؟!..
تفتكروا ايه الى هيحصل؟!..

وبكدا نكون خلصنا حلقة النهاردة واشوفكم ف الحلقة الجاية😎😉

أسيرة عشق الفهد❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن