..... البارت الرابع والعشرون .....

26.8K 517 100
                                    

ف مستشفى الأمراض النفسيه والعصبية.. وبالتحديد ف غرفة تاليا.. كانت تاليا قد استيقظت وكانت جالسة كالقرفصاء ع الفراش وتبكي بشدة مما هي به الآن.. ترى ما الذي حدث؟؟.. ولماذا لا أتذكر اي شئ؟؟.. هل يعقل ان يكون ما يقولونه صحيح؟؟..وأخذت تسبح ف بحر ذكرياتها محاولة  التذكر حتى فُتح الباب فجأة وهذا جعلها تشعر بالرعب لأنها لاتريد ان يتم تقيدها مثل كل مره ولكنها شعرت بالراحة عندما وجدت عمار يدخل الغرفة وكان معه ملف.. عندما رأته تاليا.. ركضت نحوه وقامت بتخبئه نفسها بين احضانه التي جعلتها تشعر بالراحة.. وأخذت تقول له وهي تبكي:عمار.. انت ليه سايبني هنا؟؟.. كدا اهون عليك.. والنبي خرجني من هنا.. انا مش عايزة اقعد هنا بعد كدا.. عشان خاطري ي عمار والنبي..
كانت كلماتها بمثابة الخنجر الذي يقطع قلبه ارباً.. وما زاده حزناً ما هو مقدم على فعله.. ولكن ما باليد حيلة..فهو مضطر لفعل دلك من أجلها.. فقال لها ف هدوء عكس العاصفة المدوية داخله:حاضر يا حبيبتي والله ماهسيبك بعد كدا.. بس لازم اعمل حاجه الأول..
وقام باخذها الي الفراش وجعلها تجلس وقام بوضع الملف جانبا.. وقال لها بنوع من التوتر:انتي طبعا اكيد عرفتي انك كنتي ف غيبوبه.. و.. وانتي طبعا مش فاكرة اي حاجه حصلت قبلها..بس للاسف لازم تفتكري..
تاليا:مش عارفة.. انا بحاول بس مش عارفه..
عمار:حاولي اكتر.. لازم تفتكري ي تاليا عشانك وعشان صحتك..
تاليا:مش عارفة والله ما عارفة.. انا بحاول من ساعة ماعرفت بس مش عارفة خالص.. قولي ي عمار والنبي ايه الي حصل؟؟..
عمار:الكلام مش هيفيد..انتي لازم تشوفي كل حاجة..
تاليا بخوف:عمار انت كدا قلقتني.. قول ف ايه؟؟..
قام عمار بإحضار الملف الذي كان معه وقام باعطائه لها وقال:افتحيه وانتي هتفهمي كل حاجة..
وقام بوضع الملف ف يدها.. أصبحت تاليا خائفة اكثر من ذي قبل.. ولكنها كان لديها فضول لتعرف ما به.. فقامت بفتح ذلك الملف ف تردد.. وعندما فتحته.. وجدت بعض الأوراق والعديد من الصور ولكن ما لفت انتباهها هو صورة لفهد وهو ف المطار وكان يبدو ع وجهه الحزن وكسرة القلب والخاطر.. ترى لما هذا الحزن؟؟.. فقالت لعمار:عمار.. هو فهد كويس؟؟.. ليه كمية الحزن اللي في وشه دي؟؟.. طب هو كان في المطار بيعمل ايه؟؟..
عمار:كان مسافر أمريكا..
تاليا:ايه دا؟؟.. هو سافر أمريكا خلاص عشان الدكتوراه.. طب احنا عملنا خطوبتنا.. صح؟؟.. طب فين دبلتي؟؟..
عمار محاولا التماسك:لا.. ماهي.. ماهي.. محصلتش..
تاليا بدهشة وصدمة من كلامه:هي ايه دي الي محصلتش؟؟..
فقام عمار بقص كل شئ لها.. خطة والده.. فراقها هي وفهد.. كسرها لقلبه.. قراره ان يسافر الي أمريكا بدون عودة.. كانت تاليا تستمع لكل ذلك وهي ف دهشة وصدمة مما تسمعه.. كيف حدث كل ذلك؟؟.. هل هذا حقيقي؟؟.. أصبح فهد بعيدا عني للأبد؟؟.. انا من كسرت قلبه.. كيف فعلت ذلك؟؟.. كان عقلها لازال غير مصدق وغير مدرك.. ولكن كان هناك بعض المشاهد تعود إلى ذاكرتها مرة أخرى..كان فهد يقف أمامها وع وجهه الانكسار والوجع.. وكيف قال لها انظري ف عيوني واخبريني انك لا تحبيني؟؟.. كيف استطعت ان اقول له انني لا أحبه وانا اعشقه؟؟..فقالت لعمار وهي غير مدركة لتلك الدموع الثائرة من عينيها:يعني كدا خلاص؟؟.. مش هشوفه تاني؟؟.. مش هسمع صوته تاني؟؟..خلاص كرهني؟؟.. انا عملت كدا عشانه..والله عشانه.. ووجعت نفسي قبل ما اوجعه..
ومن شدة صدمتها.. لم تستطع الوقوف ع قدميها.. فانهارت ع الارض ع ركبتيها وأخذت تبكي بوجع وبشدة.. ووقع منها الملف وتناثرت الصور ف الغرفة.. رأت تاليا صورة لقصرهم وهو يحترق.. فأخذت الصورة وقالت لعمار:القصر..عمار..القصر..طب بابا وماما؟؟.. وزين؟؟..
جثي عمار ع ركبتيه بجوارها ولكنه لم يستطع التحدث لانه لازال ف هول تلك الصدمة..لم ترد تاليا تصديق ما يقوله عقلها.. لذلك اخذت تبحث ف الصور حتى وجدت صورا لاجسام مفحمة نوعا ما.. فقالت له بهستيرية:عمار.. والنبي ماتقولي انهم هما.. والنبي.. لا.. لا.. ماهو مش هيسيبوني كلهم كدا.. لا.. لا..
قام عمار باخذها بين احضانه وقال لها وهو ع وشك البكاء:اهدي اهدي يا تاليا والنبي.. دا قضاء الله وقدره واحنا لازم نحمد ربنا ع كل حال.. بس عشان خاطري انا لازم تبقى قوية.. لازم تفتكري كل حاجة..
تاليا ببكاء وهي تتمسك ف قميصه:ليه؟؟.. ليه كلهم سابوني كدا؟؟.. ليه بقيت لوحدي؟؟..
عمار:ماانتيش لوحدك ي حمارة.. انا معاكي وهفضل طول عمري معاكي.. عمري ماهسيبك..
وظلت تاليا بين احضانه تبكي حتى غابت عن الوعي من شدة البكاء وايضا لازالت تحت تأثير الصدمة مما علمته من عمار.. فقام عمار بحملها بين ذراعيه ووضعها ف السرير ثم اخذ جميع الصور والأوراق ووضعهم ف الملف مرة أخرى..ثم وقبل خروجه من الباب.. نظر الي ذلك الملاك البرئ الذي تحمل عذاب كثير عليه..ثم خرج من الغرفة وهو ع وشك البكاء واتجه الي مكتب مدير المستشفى واستأذن للدخول.. فسمح له المدير بالدخول.. فدخل الي المكتب ووجد المدير يجلس ع كرسيه والحاج محمد ع الكرسي الاخر وكانا ينظران الي شاشه الكومبيوتر.. فعلم انهم كانا يريان ما حدث من خلال كاميرات المراقبة..فقام عمار بوضع الملف ع المكتب وجلس ع الكرسي المقابل لجده.. وقال للطبيب:هي هتقدر تخرج امتى؟؟..
الطبيب:والله دا هنقدر نحدده لما هي تفوق.. هنشوف هل عقلها الباطن قدر يستوعب الصدمة ولا لا..
فقام كلا من عمار والحاج محمد بشكر الطبيب وغادرا المكتب ثم غادرا المستشفى.. وف الطريق كان الصمت هو سيد الموقف.. فلا يوجد كلام يتحدثان به الآن.. حتى وصلا الي العمارة.. صعد عمار مع الحاج محمد الي الشقة.. وعندما دخلا الي الشقة.. لم يستطع الحاج محمد الثبات بعد ذلك.. فاسقط جسده ع الكرسي بتثاقل.. فاتجه اليه عمار وجثي ع ركبتيه أمامه وامسك بيده وقال:مش عايزك تقلق ولا تبقى مهموم ي جدو.. وحياة الغاليين الي راحوا  لهجيبلك حقهم..
الحاج محمد:طب ازاي؟؟.. ازاي ومافيش ولا دليل..
عمار:انا الي هجيب كل الادلة الي توديه ف ستين داهيه.. بس انت والنبي ما تقلق ي جدو..
الحاج محمد:ابوك مش غبي عشان يسيب ادلة وراه..
عمار:عارف والله بس اكيد فيه.. لان مافيش جريمة كاملة.. واكيد هو محتفظ بالأدلة دي.. عشان يعرف نفسه انه كدا باشا وماحدش معاه حاجة يدينه بيها..
الحاج محمد:طب وانت هتوصل للادلة دي ازاي؟؟..
عمار:هو مقتنع انه عمل كدا عشاني وانه بيحبني وخايف ع مصلحتي.. حلو جدا.. انا بقى هستغل دا..
الحاج محمد:وتفتكر هيقتنع بعد الي انت عملته؟؟..
عمار:جايز اه يشك ف الاول بس انا عارف انا هخليه يصدق ازاي..وبعدها هدفعه تمن كل الي عمله..
ترى ما الذي يخطط له عمار؟؟.. وكيف سيقنع والده؟.
........................................................................
ف الشركة الرئيسية لمجموعة شركات الجيار وبالتحديد ف مكتب عزيز.. كان عزيز يجلس ع مكتبه وينظر الي الصورة التي يضعها ع المكتب وكان بها شابان ف غاية السعادة.. فقال وهو يتأمل تلك الصورة:وحشتني يا صاحبي..فراقك صعب اوي ي درش..عمري ما كنت أتوقع انك تتخطف مني كدا..بس وغلاوتك عندي لهدفع الي عمل كدا التمن الغالي اووووووي.. عشان ترتاح ف تربتك..
قطع تفكيره صوت طرقا ع الباب.. فأذن للسكرتيرة بالدخول.. وبالفعل دخلت شهد وهي السكرتيرة وقالت له:استاذ رمزي السالك مستني برا وعايز يدخل لحضرتك..
عزيز:ودا عايز ايه دا كمان؟؟.. بصي.. سيبيه ربع ساعه وبعدين دخليه..
شهد:تحت امرك يا فندم..
وخرجت واغلقت الباب خلفها.. ترى ما الذي يريده مني الان؟؟.. الا يكفيه ما فعله هو وذلك العقرب ف صديق عمري؟؟.. ترى ما الذي يخطط له الآن؟؟..قطع تفكيره عندما وجد الباب يُفتح فجأة ويدخل رمزي وخلفه السكرتيرة محاولة منعه من فعل ذلك.. فقال عزيز وهو يجلس بهيبة ع كرسيه:سيبينا لوحدنا دلوقتي ي شهد..
وبالفعل خرجت شهد وتركتهم معا..فنظر عزيز الي رمزي وقال له:خير ي متر؟؟.. ايه سر الخطوة العزيزة دي؟؟..
رمزي وقد جلس ع كرسي من كراسي المكتب:ابدا.. قلت بقى احنا هنبقي نسايب.. فلازم اجي ازورك واطمن عليك.. ولا ايه؟؟..
عزيز بتعجب:نسايب؟؟.. بقى انا يوم ما اناسب.. اناسبك انت.. ليه؟؟.. كنت اتجننت؟؟..
رمزي:لا ماهو مش بمزاجك خالص..
عزيز:نعم؟؟.. مش بمزاجي ازاي يعني؟؟..
رمزي:اه.. مش بمزاجك.. دا بمزاج العريس.. فهد..
عزيز:لا والله؟؟.. وانت فاكر فهد هيوافق اصلا؟؟.. وبعدين هو لا بيحب بنتك ولا طايقها اصلا..
فقام رمزي بإخراج هاتفه من جيبه وقال:لا ي زيزو ماكنتش اعرف انك مش عارف..
عزيز وقد بدا عليه العصبية:اعرف ايه ي متخلف انت؟؟..
رمزي بابتسامة:إن بنتي وابنك دلوقتي مع بعض ف امريكا.. وانه كمان بقى بيخرج معاها وبقوا حلويين مع بعض.. يعني موضوع الارتباط والجواز دا مابقاش صعب..
عزيز:وانت متخيل انه انا هوافق حتى لو فهد وافق؟.
رمزي:موافقتك دي مالهاش لازمة طالما فهد هيبقى موافق وعايز يتجوز بنتي.. وانت بقى ماتعرفش بنتي..
عزيز:وانت ليه واثق اوي كدا ان فهد موافق؟؟..
فقام رمزي باعطاء عزيز هاتفه وقال له:اتفرج وانت تفهم انا واثق ليه؟؟..
وبالفعل اخذ عزيز الهاتف ووجد العديد من الصور لفهد واروي معا..

أسيرة عشق الفهد❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن