............. البارت الثالث عشر..............

31K 507 49
                                    


ف فيلا علاء المهدى..كانت مايا تقف امام المرأة وتنهى مكياجها حتى تذهب الى حفلة الخطوبة..كانت مايا ترتدى فستان قصير ذهبى اللون وشعرها مموجا نوعا ما..وكانت تضع اخر لمسات للمكياج..ولكنها لم تكن سعيدة..كانت تنظر الى وجهها ف المرأة بشرود حتى قطع شرودها صوت رنين هاتفها معلنا عن قدوم مكالمة صوتية..فنظرت الى الهاتف..فوجدته رقما دوليا..ظهرت ع وجهها ابتسامة عريضة..فاجابت ع الهاتف قائلة بسعادة:الو ي بيبى..وحشتنى اوى..لو كنت وحشتك كنت كلمتنى ي وحش..ماله صوتى؟!..لا ي بيبى مافيش حاجة انا كويسة..اه هروح اهو..بس بصراحة مش عايزة اروح..مش ف الmood خالص..خلاص اوك..حاضر..وانت كمان خلى بالك من نفسك.. باى ي قلبى..
وقامت مايا باغلاق الخط واخذت هاتفها وحقيبتها الذهبية اللون الصغيرة وهبطت الى الاسفل..وجدت والدتها جالسة مع صديقاتها كالعادة..فاتجهت اليها وقالت ببرود:مامى انا خارجة وممكن اتاخر..
هبه والدتها:خدى راحتك ي حبيبة ماما..
فتركتها وخرجت من باب الفيلا واتجهت الى سيارتها وبدات ف القيادة..وعندما كانت تقترب من قصر الجيار.. وجدت سيارة ف الطريق وتلك السيارة قد اصطدمت بعمود انارة ف الطريق..فقامت مايا بايقاف سيارتها ع جانب الطريق وهبطت من السيارة واتجهت الى الى السيارة الاخرى..وجدت فتاة غائبة عن الوعى ويوجد.العديد من الجروح والكدمات ع وجهها..فقامت مايا بفتح باب السيارة وقامت باسناد تلك الفتاة حتى وضعتها ف الخلف ف سيارتها ثم اتجهت الى السيارة مرة اخرى واخذت حقيبة الفتاة ثم عادت الى سيارتها مرة اخرى وبدأت ف القيادة حتى تصل الى اقرب مستشفى.. وعندما كانت تقود سمعت صوت رنين هاتف ولكنه لم يكن هاتفها..فقامت بفتح حقيبة الفتاة وبالفعل كان ذلك صوت رنين هاتفها وعندما نظرت للهاتف وجدت الاتصال قادم من(اخرة صبرى)..فقامت مايا بالرد ع الهاتف قائلا:الو..لا انا مش الزفتة..اهدى بس هفهمك..هى عملت حادثة ع الطريق وانا وخداها ع المستشفى.. مش عارفة بصراحة..طب خلاص اوك هاخدها ع هناك اهو..سلام..
وقامت باغلاق الهاتف ووضعته ف الحقيبة مرة اخرى واسرعت اكثر ف القيادة حتى وصلت الى المستشفى بعد حوالى عشرة دقائق..فهبطت مسرعة الى الداخل وعندما دخلت قالت لعاملة الاستقبال:عايزة ترولى بسرعة من فضلك.
فقامت نانسى بجعل اثنين من الممرضات يخرجن معها بسرير نقال الى الخارج..وعندما خرجن وفتحت مايا الباب..وجدت الممرضتين ينظرن الى الفتاة بصدمة..فقالت لهن بدهشة:انتوا بتبصولها كدا ليه؟!..
فقالت احدى الممرضات بدهشة:اصل دى الدكتورة تاليا..
تردد الاسم ف ذهن مايا..تاليا..لقد سمعت هذا الاسم من قبل..هل يعقل ان تكون هى نفسها تاليا ابنة عم عمار وحبيبة فهد السابقة؟!..قامت مايا بتحريك رأسها يمينا ويسارا لمنعه من التفكير وقامت بمساعدة الممرضتين لكى يضعوا تاليا ع السرير النقال وقاما بادخالها الى المستشفى..كان طارق يقف ف الاستقبال لاخذ بعض الملفات وعندما وجد الممرضات يدخلن تاليا..اتجه اليهن فورا..وقال بقلق:هى مالها؟!..ايه الى حصلها؟!..
مايا: مافيش حاجة..دى بس حادثة بسيطة..
قامت الممرضات بادخالها الى غرفة من غرف المرضى ودخل معهن طارق وظلت مايا ف الخارج..انها هى فعلا..ولكن كيف حدث لها ذلك؟!..ومن ي ترى فعل ذلك؟!..
............................................................
نعود دقائق للخلف..ف قصر الجيار..بعد ان استاذنت منهم تاليا للدخول الى الحمام..نظرت انجى لفهد وأروى الذين يرقصون ف منتصف الحديقة بغضب وكره شديدين وقالت:الهى اشوف فيكم يوم اسود ع دماغكم ي بُعده..
على:ي بت حرام عليكى ماتدعيش ع حد..
انجى بعصبية: بقولك ايه..سيبنى ف حالى الساعة دى بدل مانخسر بعض..
سارة:خلاص بقى انتوا الاتنين..اهدوا..
انجى بعصبية وقد نظرت الى حازم: وانت ي زفت الطين انت كمان..انت كنت عارف ان دا هيحصل؟!..
حازم: بصراحة اه...
قاطعته انجى بعصبية:ولما انت كنت عارف مااتنيلتش ع عينك قلت ليه؟!..اهو ع الاقل ماكنتش خليتها تيجى..منك لله انت واخوك..
حازم: وانا مال اهلى طيب؟!..
انجى: مااعرفش بقى..انا دعيت وخلاص.
كان حازم ع وشك التحدث ولكن قاطعه ذلك صوت الدى جاى قائلا:ودلوقتى وقت تلبيس الدبل ونقولهم مبروك..
وبدأت اغنية "ي دبلة الخطوبة"..وقام فهد بتلبيس أروى الدبلة وباقى الشبكة..وكان ذلك تحت نظرات انجى وعلى المصدومة..وكانت سارة تنظر اليهم وهى غير مدركة لماذا هم هكذا؟!..فقالت لهم:مالكم بتبصوا كدا ليه؟!..
انجى وهى لازالت غير مدركة:هو اللى انا شايفاه دا بجد ولا تهيوأت؟!..
سارة بعدم فهم:هو ايه دا الى بجد؟!..
انجى: الشبكة الى قدامى دى بجد؟!..
سارة:مالك ي بت؟!..اه طبعا بجد..
انجى بغضب وبعصبية:لا بقى دا كدا جنان ع الاخر..هو ازاى يعمل كدا؟!..ازاى؟!..انا لازم اروح اخد الشبكة دى دلوقتى حالا..
وكانت ع وشك النهوض حتى تنفذ ما قالته..ولكن على قد امسكها من ذراعها وقال لها:اهدى بقى ي بنت المجنونة انتى..الحكاية مش ناقصة..وبعدين هتروحى تاخديها بصفتك ايه ي اختى؟!..
انجى بعصبية: هروح اخدها وخلاص..
سارة:ماتهدى بقى ي انجى..هتفرجى علينا الناس..وبعدين تاخديها ليه اصلا؟!..
انجى بعصبية: عشان الشبكة دى مش من حقها..دى بتاعة تاليا..
حازم: خلاص ي انجى بقى اهدى..وبعدين لازم نتماسك عشان تاليا ع الاقل..
سارة بتساؤل:الا هى اتاخرت ليه؟!..
انجى بقلق:الا يكون جرالها  حاجة..انا هروح اشوفها..
وبالفعل تركتهم انجى وذهبت الى الحمام ولكن عندما دخلت لم تجد احدا ف الحمام..فخرجت مرة اخرى واتجهت اليهم مرة اخرى وع وجهها قلق شديد..فقال لها على:ايه مالك؟!..
انجى بقلق:مش لاقية تاليا..
حازم: يعنى ايه مش لاقياها؟!..
انجى:يعنى مش لاقياها..دخلت الحمام لاقيته فاضى وهى مش جوه..
سارة بقلق:هتكون راحت فين يعنى؟!..
على:اهدوا بس..جربى كدا كلميها ع الموبايل..
فقامت انجى باخراج هاتفها من حقيبتها وقامت بالاتصال ع تاليا ولكنها لم تجيب..فاعادت الاتصال مرارا وتكرارا حتى تم الاجابة ع الاتصال..فقالت انجى بعصبية: انتى فين ي زفتة؟!..امال انتى مين؟!..والبت فين؟!..يانهار اسود وجرالها ايه؟!..طب خديها ع مستشفى..... سلام..
وقامت باغلاق الهاتف..فسالها على بقلق:ف ايه ي انجى؟!..تاليا مالها؟!..
انجى بقلق:واحدة ردت عليا وقالتلى ان تاليا عملت حادثة ع الطريق..فقلتلها تاخدها ع المستشفى بتاعتنا..
حازم:طب يالا بسرعة..
وذهبوا جميعا الى الخارج وصعدوا الى سيارة حازم الذى قاد باقصى سرعته حتى وصلوا الى المستشفى ف اقل من ربع ساعة..ودخلوا جميعا الى المستشفى.. فقالت انجى لنانسى:تاليا فين؟!..
نانسى: هى لسه داخلة من عشر دقايق ف الاوضة رقم ٦ الدور التانى..
فاتجهوا جميعا الى المصعد وضغطوا ع الطابق الثانى..وعندما وصل المصعد للطابق الثانى..خرجوا وجميعا واخذوا ينظرون الى ارقام الغرف حتى وصلوا غرفة تاليا وكانت هناك فتاة ترتدى فستان ذهبى قصير تقف امام الغرفة..فاتجهت اليها انجى وقالت لها:ايه الى حصل لها؟!.
مايا محاولة تهدأتها:اهدى اهدى..دى بس شوية كدمات بسيطة الحمدلله..
كانت انجى ع وشك التحدث ولكن قاطعها خروج طارق من الغرفة..فاتجهت اليه وقالت له بقلق:تاليا عاملة ايه ي طارق؟!..
طارق هى الحمدلله كويسة..(وجه حديثه الى على قائلا)..كويس ان انت جيت ي على..
على بقلق:ليه؟!..ف ايه؟!..
طارق: الدراع اليمين مكسور وف خلع ف الكتف الشمال..
انجى بعصبية: وهى كدا كويسة ي ابن الهبلة..
سارة محاولة تهدأتها:اهدى بقى ي انجى..الحاجات مقدور عليها والحمدلله انها جت ع قد كدا..
لم تستطع انجى تمالك نفسها وبدأت ف البكاء..فقامت سارة باخذها ف احضانها لتهدأتها..كان كل ذلك تحت انظار مايا.. يبدو ان صداقتهم قوية والا لم تكن لتبكى بشدة هكذا..وانا الحمقاء التى اعتقدت ان علاقتى انا وأروى صداقة..لقد كان الجميع محقا..وانا هى الحمقاء..قطع شرودها صوت رنين هاتفها..فاخذته ووجدت ان المكالمة قادمة من أروى..لم تكن تريد الاجابة ولكنها ايضا لا تريد ان تكرر اتصالاتها..فقامت بالرد ببرود: الو..مش هاجى..اصلى تعبت شوية..معلشى ي أروى انا هقفل دلوقتى عشان انا مصدعة وعايزة انام..باى..
وقامت مايا باغلاق الهاتف ونظرت الى الجميع..فقد دخل على وطارق الى غرفة تاليا وابتعد حازم قليلا لاجراء مكالمة هاتفية..ولم يظل معها امام الغرفة سوا سارة وانجى..ظلوا واقفين هكذا عدة دقائق ف صمت حتى ذهبت انجى الى مايا وقالت لها بهدوء:انا اسفة انى مشكرتكيش ع الى عملتيه دا..انا بجد متشكرة ليكى اوى..
مايا بابتسامة هادئة:لا تشكرينى ولا حاجة..دى حاجة بسيطة وبعدين دا واجب انى اساعدها..المهم هى تقوم بالسلامة وتبقى كويسة..
انجى:امين ي رب..انا مااتعرفتش باسمك؟!..
مايا بهدوء:انا اسمى مايا..
انجى بابتسامة هادئة:اسمك حلو..انا انجى ودى سارة..واحنا بجد مبسوطين اننا اتعرفنا عليكى..
كانت مايا ع وشك الرد ولكن قاطعها سماعهم لصوت على قائلا:ي تاليا ماينفعشى بطلى عند..
فدخلت كلا من انجى وسارة ومايا الى الغرفة..وجدن تاليا قد استعادت وعيها نسبيا وعلى وطارق يقفان بجوار السرير..
انجى بتساؤل:ف ايه ي على؟!..
على بعصبية خفيفة نوعا ما:تعالى عقلى بنت خالتك ي ستى..
انجى:طب ايه الموضوع طيب؟!..
على بانفعال:الموضوع اننا عايزين نديها بنج عشان اقدر ارجع الكتف مكانه تانى..وبنت خالتك ي ستى مش عايزة..
انجى بتعجب: مش عايزة ايه بالظبط؟!..
طارق:مش عايزة تاخد بنج وعايزانا نرجع الكتف وهى ف وعيها كدا..
انجى بانفعال وقد اتجهت الى تاليا:ي نهارك اسود ومنيل..انت اتجننتى ي بت؟!.
تاليا بصعوبة ف التحدث:لا ي ستى ما اتجننتش..بنج مش واخدة..لو مش هتعملوا الى انا عايزاه..يبقى سيبونى كدا احسن..
انجى بهدوء نوعا ما:ي تاليا انتى ليه عايزة تعذبى نفسك؟!.. مش هتقدرى تستحملى الوجع..اسمعى الكلام..
تاليا بوجع:مافيش وجع اكتر من الى كنت عايشة فيه..دا مش حاجة قصاده..وجايز الوجع الى بتقولى عليه يلهينى عن الوجع الى جوايا..
كانت انجى ع وشك التحدث والاعتراض ولكن قاطعها صوت على قائلا:خلاص ي تاليا..اللى انتى عايزاه..(كانت انجى ع وشك التحدث ولكنه قاطعها قائلا)..مااحنا مش هنفضل نتكلم كدا كتير..كتفها لازم يتعالج..بصى ي انجى روحى اقعدى وراها وامسكيها جامد اووى لان لما ارجع الكتف جسمها هيتنفض فلازم تكونى مسكاها اوى..
اومأت له انجى واتجهت الى تاليا وقامت بمساعدتها ف الجلوس ثم جلست انجى خلفها وحاوطتها بيدها جيدا..ثم اتجه اليهم على وامسك بكتف تاليا ونظر اليها وقال:جاهزة؟!..
اومأت له تاليا بالايجاب..فقام بارجاع الكتف مرة اخرى الى مكانه بقوة وهذا ادى الى صدور صرخة عااالية من تاليا وبعد ذلك فقدت الوعى مرة اخرى..فقامت انجى بوضع جسد تاليا ع السرير بهدوء وحذر..وظلوا جميعا ينظرون اليها..كيف يمكن ان تتحمل ذلك الوجع؟!..ولكن هذا لا شئ امام وجع القلب..ولكن هل هناك من يشعر بذلك؟!..
............................................................
نعود دقائق للخلف مرة اخرى..ف قصر الجيار..ف الحديقة الخلفية..كان فهد جالسا مع أروى يتحدثون..او بمعنى اصح كانت أروى هى من تتحدث..وفهد كانت عيونه تجوب ف المكان باحثة عن تاليا..ترى لماذا ابحث عنها؟!..ولماذا اشعر بالقلق والخوف عليها؟!..لماذا اهتم بها من الاساس؟!..عاد فهد الى الواقع عندما قالت له أروى: هما رايحين فين؟!..
نظر فهد.ناحية طاولة كلا من على وانجى وسارة..فوجدهم يخرجون من الحديقة..ترى الى اين يذهبون؟!..ولماذا هذا القلق والخوف الشديد الظاهر ع وجوههم جميعا؟!..ظل فهد طوال الوقت يذهب ليرحب بالضيوف وكان يتحدث معهم ولكن عقله وقلبه كانا ف مكان اخر..وبعد عدة دقائق لم يعد فهد يستطيع تحمل ذلك..فقرر الاتصال ع حازم..لم يكن حازم يجيب ع الهاتف ف البداية ولكنه قد اجاب ف النهاية..فقال له فهد:انت فين ي حازم؟!..مشوار ايه دا؟!..ماتخلص ي حازم وتقول ف ايه؟!..ايوا روحتوا فين يعنى؟!..(فزع فهد عندما سمع صوت صرخة عالية وقد ميز ذلك الصوت)..مين الى بيصرخ دا؟!..ماتنطق ي حيوان انت وقول ف ايه؟!..الو..الو..(قام حازم باغلاق الهاتف ف وجه فهد وعندما ادرك فهد ذلك قال بغضب)..ماشى ي حازم الكلب بس لما تيجى..وربنا لاعرفك تقفل الخط ف وشى ازاى..
ولكن ي ترى ماهذه الصرخة؟!..هل ما سمعته صحيح؟!..هل ما افكر فيه صحيح؟!..هذا صوت تاليا ولكن ترى ما بها؟!..ترى ما الامر؟!..افاق فهد من شروده عندما جاءت اليه أروى وقالت لها:انت واقف كدا ليه ي فهد؟!..تعال لما نسلم ع الضيوف..
واخذته من ذراعه وبدأت جولة التهانى مرة اخرى..كم هذا ممل!!..لم اكن اتوقع اننى ف ذلك اليوم ساكون بهذا الملل والضجر!!..لقد كنت اتخيل ذلك اليوم بشكلا اخر..ولكن ما الفائدة؟!..فان كل ذلك كان عبارة عن اوهام كنت اقنع بها نفسى..ظلت الحفلة هكذا حتى وقت متاخر من الليل..قام فهد بتوصيل كلا من أروى ووالدتها مروة ووالدها رمزى الى الفيلا الخاصة بهم ثم عاد مرة اخرى الى القصر..قام فهد بوضع سيارته ف الجراچ واتجه الى الداخل..وعندما دخل وجد والدته تقف مع حازم..فاتجه اليه بغضب وامسكه بقوة من ياقة قميصه قائلا بغضب: بقى انت ي حيوان تقفل ف وشى انا السكة..دا انا هطلع عينك..
حازم:لا وربنا..دا الموبيل اللى فصل الشحن والله..
فهد ولازال ممسكا به:برضو هتتضرب..وبعدين مشوار ايه دا الى تسيب خطوبة اخوك وتروحه؟!..
حازم محاولا الافلات منه:هقولك بس سيبنى هتخنق ف ايدك..يخربيتك..
تركه فهد وقال:ادينى سيبتك..اتنيل قول..
حكى له حازم كل شئ..كيف علموا بالحادثة وماحدث ف المستشفى وكان ذلك تحت انتباه واهتمام فهد..وبعد ان انتهى حازم..قال قهد بانفعال وعفوية:البت دى مجنونة..وهما اجن منها انهم سمعوا كلامها..وبعدين انت ي حيوان ماقولتليش ليه؟!..
حازم بخبث:طب وانا هقولك ليه اصلا؟!..هو انت تقربلها ولا بينكم وبين بعض حاجة؟!..
فهد بتوتر خفيف:لا طبعا مافيش..انا طالع انام..تصبحوا ع خير..
وتركهم وصعد الى غرفته..قال حازم لوالدته بخبث:ايه رايك ف شكل ابنك؟!..
ندى بسعادة:شكله يموت من الضحك وهو قلقان عليها كدا وبيحاول يدارى قلقه..
حازم بخبث اكثر:ولسه ي دودو..دا انا لسه بسخن..
ندى:ربنا يهديه ويشتال الغشاوة دى من ع عينيه ي رب..بقولك ي واد صحيح..مين البنوتة ام شعر احمر دى الى انت كنت لازقلها طول الحفلة؟!..
حازم بتوتر ملحوظ:دى..دى..دى سارة..
ندى:ايوا..سارة مين يعنى؟!..
حازم محاولا الثبات:دى دكتورة سارة زميلة تاليا ف المستشفى وهى كمان بتساعدنا ف الخطة..
ندى:اه قولتلى..همشيها زميلة لغاية لما اشوف اخرتها معاك ي ابن عزيز..
حازم وقد قام بتقبيل جبينها:اخرتها زى الفل ي دودو..يالا انا هطلع انام..تصبحى ع خير..
ندى:وانت من اهل الخير ي حبيبى..
تركها حازم وصعد الى غرفته وقام بتبديل ملابسه الى اخرى اكثر راحة وهى عبارة عن بنطال قماش بنى اللون وقميص قماش ابيض بلا اكمام ونام ع ظهره ع السرير واخذ ينظر للسقف..كانت الافكار متضاربة ف عقله..ترى من فعل ذلك؟!..ام هى كانت مجرد حادثة بسيطة؟!..كيف ساقوم باستغلال ذلك الموقف لصالحها؟!..ترى كيف؟!..
ف الجهة الاخرى..داخل غرفة الفهد..كان فهد لا يزال بملابسه ولكنه قد نزع الجاكيت وربطة العنق..وكان يجوب الغرفة ذهابا وايابا ف قلق هو غير مدرك سببه..ترى ما الذى حدث؟!..كيف حدث ذلك؟!..وف هذه اللحظة نشأ الصراع المعتاد بين القلب والعقل..
القلب:ماتشغلش دماغك بقى..وبعدين انت بتفكر ليه اصلا؟!..واحنا مالنا؟!..
العقل: لا لازم يفكر عشان هو السبب..
القلب: هو السبب ازاى يعنى؟!..
العقل: ايوا هو السبب..شغل الاغنية الى وعدها انه عمره ماهيرقص مع واحدة غيرها ع الاغنية دى..ولبس البدلة الى هى كانت مختاراها لخطوبتهم مع بعض..ودا الى خلاها مشيت..واكيد ماكانتش مركزة وهى بتسوق فعملت الحادثة دى..يبقى هو السبب ولا لا؟!..
لم يجد القلب اجابة ع ذلك وكذلك فهد..أانا السبب حقا؟!..لا..لست انا السبب..ولكن لماذا اشعر بتأنيب الضمير هكذا؟!..فانا اريد الانتقام..يجب ان اكون سعيدا لما حدث..ولكن لماذا اشعر بالخوف والقلق عليها هكذا؟!..لا يجب ان افعل..فانا ملك فتاة اخرى..قام فهد بتحريك رأسه يمينا ويسارا لكى يبعد التفكير فيها عن رأسه واخذ بنطال قماش  اسود اللون وقميص قماش رمادى اللون بلا اكمام ودخل لكى ياخذ حماما..وعندما انتهى..خرج من الحمام ورمى جسده ع السرير ولكن ي ترى من اين سيأتى النوم وسط ذلك التفكير؟!..
............................................................
ف فرنسا وتحديدا ف العاصمة باريس..تلك المدينة الرائعة الجمال..ف احد اشهر الفنادق هناك..كان يجلس عمار ع السرير ف جناحه الفخم وهو مرتديا بنطال قماش كحلى اللون وقميص قماش ازرق بنصف اكمام وكان يضع ع قدميه اللاب توب الخاص به..قطع تركيزه صوت رنين هاتفه معلنا عن قدوم اتصال دولى..فقام عمار بالرد قائلا:الو..ايه ف ايه؟!..ي نهار ابوكم اسود..حصل ازاى دا؟!..وانتوا ي اغبية كنتوا فين؟!..طب وهى؟!..ماشى خلاص..سلام..
قام عمار باغلاق الخط وبعد ذلك وقف من مجلسه واتجه ووقف بجوار تلك النافذة الزجاجية التى تطل ع منظر باريس الرائع ليلا وف المنتصف برج ايفل الشهير المضئ..قام عمار بالاتصال ع شخصا ما وقد اجابه ذلك الشخص..فقال عمار بقلق:الو..انت عرفت ايه الى حصل؟!..طب ازاى ماتقوليش؟!..اقلق ايه بس دا انا هموت من كتر الخوف..حاضر..خلاص ماشى..سلام..
وقام عمار باغلاق الخط ورمى الهاتف بغضب ع تلك الاريكة الفرنسية التى كانت قريبة منه..كيف قمت بذلك؟!..ولكن لماذا انا مندهش هكذا؟!..لقد فعل ما هو اسوأ بكثير..فهذا لا شئ مقارنة بما فعله ف الماضى..وللاسف يجب على مجاراته فيما يفعله..يا الله ساعدنى فانا ليس لدى سواك الان..ترى ماذا سيحدث؟!..
............................................................
مر المساء بصعوبة شديدة ع الجميع..فالجميع كان غارقا ف التفكير ولم ينم منهم احد..سوى تاليا التى كانت غائبة عن الوجود والواقع..ف قصر الجيار..كان الجميع مجتمع ع مائدة الافطار..كان عزيز يرتدى بنطال جينز فاتح وقميص اسود اللون ويترأس الماىدة بينما ندى تجلس بجواره ع اليمين وحازم يجلس بجوارها..هبط اليهم فهد وهو مرتديا بنطال اسود اللون وقميص ابيض..
ندى عندما رأته قد القى التحية واتجه الى الباب:مش هتفطر ي فهد؟!..
فهد:لا ي ماما ماليش نفس..هبقى افطر هناك ف المستشفى.. سلام..
وتركهم وخرج واتجه الى سيارته وانطلق بها..ندى بتعجب: هو ماله؟!..
حازم بخبث: ايه ي ماما دى باينة زى الشمس..ماهواش قادر يستنى وعايز يروح يطمن عليها..بس انا خايف بصراحة..
ندى بقلق:خايف من ايه؟!.
حازم:اصل ابنك لسانه بينقط دبش ف اوقات مش مناسبة والبت ع تكة وممكن تنفجر فيه..
عزيز:خليها تنفجر فيه..جايز يحس ع دمه شوية..
حازم: ي رب ي بابا يحس..بس ماقولتوليش ايه الى حصل ف الخطوبة امبارح؟!..
ندى:يالهوووى..دى خطوبة منيلة..دا انا مرارتى ورمت وجالى الضفط والسكر وكل حاجة الحمدلله..
حازم بمزاح:طب انا ماكنتش موجود..مين الى عملك الحاجات دى؟!..
ندى: العروسة وامها..يالهوى ع تناكتهم..هموت واعرف ع ايه؟!..دى حتى بنتها مش حلوة ولا بتعرف تعمل حاجة..وعوجالى بوقها عوجة..كنت ماسكة نفسى بالعافية انى ماامسكش فيهم..
حازم بضحك: والله عسل ي دودو..فكرتينى بالبت انجى امبارح..كانت شايطة وكانت عايزة تقوم تاخد الشبكة وتضرب أروى وفهد..لولا ان على مسكها..
ندى:بصراحة انا لو منها كنت عملت اكتر من كدا كمان..
حازم وقد وقف من مقعده:ع رايك..انا هطلع البس واروحلهم المستشفى عشان ابقى احضر الخناقة من اولها..
ندى:ماتنساش تبقى تصورلى الى هيحصل..
حازم: اصورلك ايه؟!..هو احنا بنصور فيلم..ماتشوف مراتك ي حاج..
عزيز:ابقى صور عشان انا عايز اتفرج انا كمان..
حازم وهو يخبط.كف بكف:هو انتوا هتتفرجوا ع فيلم؟!..ايه العيلة الى وقعت فيها دى ي ربى؟!..
وتركهم حازم وصعد الى غرفته..واخذ حماما وقام بتغيير ملابسه وارتدى بنطال بنى اللون وقميص قماش بيج اللون وذهب الى المستشفى.. ترى ما خطته لليوم؟!..
............................................................
ف المستشفى.. قام فهد بوضع سيارته امام المستشفى واتجه الى الداخل..وقف امام نانسى وقال:دكتورة تاليا ف انهى اوضة؟!..
نانسى:ف الاوضة رقم ٦ الدور التانى..
تركها فهد واتجه الى المصعد وضغط ع الزر الثانى وبعد ثوانى توقف المصعد معلنا عن وصوله للطابق الثانى..خرج فهد من المصعد واتجه الى غرفة تاليا..قام فهد بالطرق ع الباب ولكن لم يكن هناك استجابة..فادرك ان تاليا ف الغرفة بمفردها..فقام فهد بفتح الباب بهدوء..فادرك انه كان ع خطأ..فقد وجد تاليا نائمة ع السرير غائبة عن الوعى بينما كان دكتور طارق جالسا ع كرسى بجوار السرير وكان سارحا ف تاليا وملامح وجهها..لا يعلم فهد لماذا شعر بكمية الغضب الكبيرة هذه؟!..فقام فهد بالحمحمة حتى يدرك طارق وجوده ولكن بلا فائدة..فاتجه اليه فهد ووضع يده ع كتفه بقوة مما جعل طارق يفزع بشدة..وقف طارق امام فهد وقال بتوتر خفيف:صباح.. صباح.. الخير ي دكتور..
فهد:صباح النور..هو انت ماعندكش شغل النهاردة ولا ايه؟!..
طارق بتوتر:لا..لا عندى..
فهد:طب لما هو عندك..ايه اللى مقعدك هنا بقى؟!..
طارق بتوتر:هقولك..هقولك..
فهد بثبات:طب ماتقول هو انا ماسكك..
طارق:اصل انجى راحت عشان تجيب اكل وهدوم لتاليا وعلى وسارة عندهم شغل..فانا قلت لما اقعد جنبها انا..
فهد بسخرية: ي حنين..طب روح شوف شغلك بقى..
طارق:طب وتاليا؟!..
فهد بعصبية: انا قلت روح شوف شغلك..
طارق:وهو انا قلت حاجة غير كدا..حاضر..
ذهب طارق من امام ذلك الفهد الغاضب بسرعة..اغلق فهد عينيه محاولا التقليل من غضبه..وقد اعاد فتحهم مرة اخرى ونظر الى ملاكه النائم بتعب ع السرير..كم اشتقت الى ذلك الوجه الملائكى!!..حتى ورغم وجود تلك الكدمات والجروح الا ان ذلك لم يؤثر..ولكن لما هى بدون حجابها؟!..لقد كان ذلك الاحمق ينظر اليها هكذا..حسنا..ساريه فيما بعد..اخذ فهد ينظر حوله باحثا عن حجاب ليغطى به ذلك الشعر البنى الحريرى القصير..حتى وجد حجاب اسود موجود ع الاريكة..فذهب وجلبها..وجلس ع السرير..وقام بوضع كلتا يديه خلف تاليا ورفعها اليه..ولكن بسبب فقدانها للوعى..مال جسدها عليه واصبح وجهها ع كتفه..توقف الوقت ف تلك اللحظة..كم اشتاق لقربها اليه!!..كم اشتاق لرائحة عبيرها!!..كم اشتقت لاحتضانها الى!!..وكانت يديه ع وشك محاوطتها واحتضانها الا انه قد سمع صوت خفيف ياتى من خلفه.. فادار وجهه للخلف..وجد كلا من حازم وعلى يقفون امام الباب..كان على يرتدى قميص بنى اللون وبنطال اسود ويرتدى فوقه المعطف الطبى الخاص به..فقام فهد بوضع تاليا مرة اخرى ع السرير ووقف من مجلسه واتجه اليهم..وجد كلاهما يحاولان كتم ابتسامتهم..فقال لهم:انتوا واقفين كدا ليه؟!..
على محاولا الثبات:ابدا..الحالة بتاعتى وجاى اطمن عليها..
فهد موجها الحديث الى حازم:امم..طب وانت جاى تهبب ايه؟!..
حازم: صاحبتى وجاى اطمن عليها..انت بقى الى كنت بتعمل ايه هنا؟!..
فهد بتوتر خفيف:انا..ابدا..دكتورة شغالة عندى ف المستشفى وبشوفها..عادى..
حازم بخبث: اه..قولتلى..ماشى..
نظر اليهم فهد نظرة حادة ثم تركهم وذهب الى مكتبه..بعد ذهابه قام على وحازم بالدخول..جلس حازم ه الاريكة وقام على بفحص النبض والمؤشرات الحيوية لتاليا..قام حازم باخراج هاتفه وقال بابتسامة خبيثة:عارف ايه اكتر حاجة حلوة ف الى حصل دا؟!..
على وقد جلس ع كرسى بجوار السرير:ايه ي فالح؟!..
حازم وهو يعطى هاتفه لعلى:انى صورت اللحظة الجامدة دى..
على وقد اخذ منه الهاتف واخذ يشاهد الصور:ي ابن اللذينة..دا انت دمااغ..بس هتعمل بيهم ايه دول؟!..
حازم: هتعرف بعدين..
ترى ما الذى يخطط له حازم؟!..وما الذى سيفعله بتلك الصور؟!..
............................................................
ف فيلا علاء المهدى..كانت مايا جالسة ف الحديقة الخلفية امام حمام السباحة..كانت ترتدى بنطال جينز فاتح وبلوزة بيضاء اللون بلا اكمام..كانت تفكر فيما حدث بالامس..كيف هى العلاقة بين الاصدقاء؟!..كيف هم الاصدقاء الحقيقين؟!..واخذت تسترجع ذكرياتها هى وأروى..فلم تجد اى شئ يدل ان العلاقة التى هى بينهم هى علاقة صداقة..قطع شرودها صوت أروى التى كانت قادمة اليها وهى مرتدية بنطال اسود وبلوزة زهرية اللون ذات اكمام كبيرة وطويلة..جلست أروى بجوارها وقالت:ماجيتيش امبارح ليه؟!..
مايا بضجر: ماانا بيتهيألى قلتلك انى كنت تعبانة اوى امبارح وماقدرتش اجى..
أروى بسخرية:لا الف سلامة ي قلبى..بس انتى فاتك كتير اووى امبارح..
وبدأت أروى ف قص كل شئ حدث بالامس الى مايا التى كانت مندهشة مصدومة مما تسمعه..هذا حقا شئ لا تستطيع فتاة ان تتحمله..كم هى مسكينة!!..فانا لو كنت ف وضعها كنت ساموت من القهر..وبعد ان انتهت اروى من قص كل شئ..قالت لها مايا:اطلعى بره ي أروى..
أروى بدهشة:نعم؟!..هى مين دى الى تطلع بره؟!..انتى اتجننتى؟!..
مايا:لا وانتى الصادقة عقلت..اطلعى بره وماعدتش عايزة اشوف خلقتك دى تانى..
وقفت اروى من مقعدها وقالت لها بغضب وتحدى:ماشى ي مايا..انا هعرفك..
ثم ذهبت أروى وتركت مايا بمفردها..هذا مايجب ان يحدث..يجب ان ابدأ من جديد..يجب ان اعيش ع الطريقة الصحيحة..يجب ان اكون افضل..

ي ترى ايه حكاية الحادثة دى؟!..
ي ترى مين الى ورا الحادثة؟!..
ي ترى ايه خطة حازم؟!..
ي ترى أروى هتبقى ايه ردة فعلها؟!..
ي ترى ايه السر ورا عمار؟!..

وبكدا نكون خلصنا حلقة النهاردة..وانتظرونى ف الحلقة الجاية😎😉..

أسيرة عشق الفهد❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن