The 8th sky's angel [ BBH ]

c h a p t e r 18

انها الساعة السادسة صباحا.. قطرات المطر الخفيفة كانت اجمل هدية تعطيها السماء في هذا اليوم لبعض الزهور الصغيرة في تلك الحديقة حيث ينام ذلك الملاك الساذج على احدى مقاعدها الخشبية متغطيا باوراق جرائد بالية..ازعجت تلك القطرات نومه الذي لم يتجاوز الساعة والنصف بعد تلك الليلة السوداء..فتح عينيه ببطء ثم جلس بمكانه ليحكهما..نظر حوله ليدرك ان الشمس بالفعل اشرقت وبدأت الحركية تظهر..فقد فتح بعض اصحاب المحلات محلاتهم وبعض السيارات تسير على الطريق..الطقس بارد جدا..حسنا هذا نوفمبر من الطبيعي ان يكون الطقس باردا..بدأ المطر يزداد..وقف مسرعا ليأوي تحت شجرة..هو بالفعل قد ابتل..وقد هبت بعض الرياح ليشعر بالبرد يخترق عظامه..
بيكهيون:"اييشششش..البرد شدييد..لما يحصل هذا معي?."
..:"مرحبا..هل تحتاج الى المساعدة?"
التفت ليرى ذلك الفتى الذي ساعده ذلك اليوم في المكتب..لم يجبه بيكهيون وظل يتحاشى النظر له
الفتى:"اومو!انت مبلل تماما..مهلا هل هذا الزي الرسمي لمدرسة جونغهامين?يا صاح.انا ادرس هناك ايضا?..هههه ..اشعر انك مالوف حقا..ايا يكن..تعال معي..لا يمكنك البقاء هنا.."
ثم حاوط كتفه بذراعه الطويلة ليدخله تحت المطرية ويأخذه معه للمنزل..كان قد اعطاه بعض الثياب وكوب من الشاي الساخن..جلس قبالته ليقول:"لما انت هناك في ذلك الوقت?"
بيكهيون:"قد اخذني النوم هناك ولم اشعر بنفسي الا عندما هطلت الامطار"
تشانيول:"اين اهلك?"
طأطأ بيكهيون رأسه ونظر بعيدا
الفتى :"اوو..اسف..لم يكن علي ازعاجك..بأي حال..لنكن اصدقاء حسنا ?ادعى بارك تشانيول..وانت?"
بيكهيون:ن"ب..بيون..بيكهيون"
صفق تشانيول بيده مرة واحدة وقد كان سعيدا جدا..
تشان:مذهل..نحن اصدقاء الان..لقد انتقلت حديثا للمدرسة ولا اعرف احدا..تشرفت بمعرفتك..ان احتجت اي شيء فأنا.."
بيكهيون:"انا بالفعل بحاجة اليك.."
تفاجأ تشانيول ثم نظر له بتركيز:"اجل تفضل"
بيكهيون:"هل تعلم اين يكون مستشفى *****?"
تشانيول:"اجل امي تعمل هناك ممرضة..لما?"
بيكهيون:"اريد زيارة.صديق هناك"
تشانيول:"حسنا لا بأس..هل يمكنني معرفة هذا الصديق?"
بيكهيون" Nancy Jewel Mcdonie "
تشانيول:"الفتاة الكورية الامريكية?اعرفها..امها تعمل مع والدتي بنفس المشفى..امها غريبة اطوار حقا"
بيكهيون:"حقا?..لما قلت ذلك?"
تشانيول:"فقط هكذا..هالتها غريبة جدا..بسبب العمل تخرج مبكرا من المنزل ولا تعود اليه الا حين يحين موعد خروج نانسي من المدرسة لتقلها للمنزل وتعد العشاء ثم تعود لتخرج..لكن ليس للعمل..انها مدمنة كحول..تقول امي انه منذ ان اختفى شريكها دخلت حياتها في زوبعة مخيفة"
بيكهيون:"اختفى?كيف??"
تشانيول:"قتلته.."
شهق بيكهيون بصدمة وقد ظهرت عليه تعابير خوف وقلق حقيقيين
تشانيول:"هي لم تقتله بقصد..كان يعنفها دائما امام ابنتها ويصرخ عليهما..وذات مرة بينما كان يعنف والدتها امامها دفعته بقوة ليسقط ويرتطم رأسه بطرف الطاولة ويموت..وحكمت عليها المحكمة بست سنوات سجن فقط..وعاشت نانسي في حضانة السجن حيث ابناء السجينات هناك في غرفة منعزلة عن زنزانة امهاتهم لكنهم لا يرون بعضهم البعض الا ثلاث مرات في الاسبوع..ثم خرجت لتجد الشارع مأوى لها ولابنتها اليتيمة..وقد كانت تعاني من اضطرابات نفسية..عثرت عليها امي ذات يوم وقد شفقت على حالهما فقامت بايجار منزل لهما وساعدتها لتجد عملا ما فأصبحت تعمل معها ممرضة بذلك المشفى..قالت لي ايضا انها ربما كانت متعلقة به جدا وبعد كل ما حصل اصبحت مختلة عقليا بعض الشيء...والمضحك المبكي في الامر انها تعمل ممرضة في قسم الامراض العقلية والعصبية رواق الحالات الحادة..وهكذا عاشت نانسي بين مسرح جريمة وحضانة السجن والشارع.."
بيكهيون:"هذا ما يفسر تصرفات نانسي الخجول والضعيفة..وكيف تعلم بكل هذا?"
تشانيول:"لقد حصل كل هذا في امريكا..عشيق والدتها الذي هو والدها يكون من اقرباء والدي بالفعل..وقد عشت كل حياتي بامريكا مع عائلتي وانتقلنا منذ سنتين فقط الى هنا..وايضا امي تخبرني بكل شيء ولا تخفي عني اي شيء..."
ليردف كلامه بضحكة خفيفة..
انعقد حاجبا ذلك اليتيم دون شعور ونظرت عيناه للأرض بحزن لذكرى امه
تشانيول:"انت بخير?لم تبدو..وكأنك ستبكي?"
وعى بيكهيون لنفسه ثم مسح عينيه بسرعة ثم قال مستطردا:"لا لا شيء..اذن..هل يمكنك ان تأخذني لذلك المشفى رجاء?"
تشان:"اه اجل طبعا..لننتظر قليلا لعل المطر يخف نزوله فنقصده"
ثم تبادلا الابتسام
CSW Pov(Choi Shiwon Pov)
طرقت الباب مرة..اثنتان..ثلاثا..وحين لم اجد ردا..دخلت لأجدها بنفس الوضع الذي تركتها عليه..منذ خمس ساعات..لم تنم ولم تأكل شيئا..كل ما تفعله هو النظر في الفراغ..بتلك الاعين الفارغة..وتلك الجفون المحمرة..جلست بجانبها ومسحت على شعرها بهدوء..ابتعدت عني بنفور وبرود..
انا:"سونهي-شي..كيف تشعرين الان?..هل انت جائعة?"
لا رد
انا:"انت متعبة?"
لا رد
انا:"ستظلين هكذا طويلا?"
لا رد
انا:"ما رأيك بأن آخذك في جولة?او نذهب لميوندونغ سويا?اعرف انك تحبين الذهاب الى هناك.."
لم ترد ايضا..لكن وجهها الشاحب دار ببطء لينظر لجهاز الاقامة الجبرية بقدمها..نظرت له ايضا ثم فهمت مقصدها لأتنهد بحزن..
انا:"لا تشغلي بالك بهذا..فترة عصيبة وستمر..اثق انك لستي الفاعلة..وستظهر الحقيقة قريبا..هيا..لا تحزني رجاء"
عادت لتنظر للفراغ مجددا دون رد..لا نفع مع هذه العنيدة!..تنهدت
انا:"حسنا..هيا غيري ملابسك وانزلي لتجلسي معي ونشاهد برامجنا المفضلة كما في السابق.."
لم ترد..لكن علي ان اقوم بدفعها لفعل ذلك..لن تخرج من هذا التأزم الا عندما اغير الوضعية لعلها تنسى بعض الشيء..قمت لأختار لها بعض الثياب من الخزانة ثم عرضتها عليها قائلا:"ما رأيك بهذه؟ستبدين جميلة بها"