The 8th sky's angel [ BBH ]

c h a p t e r 11

SSH POV
انا مستلقية على السرير افكر بعمق وقد غطيت عيناي بذراعي..لقد عدت للمنزل بعدما جرى بالأمس ولم ألتحق بالصف بعدها وعلى علمي فإن بيكهيون لم يفعل أيضاً..مازال ضميري يؤنبني بشدة على انفعالي ذاك..ترى هل كان مبالغاً فيه أم أنه هو حساس جدا؟..صورة انكساره لم تفارق خيالي..وصوته الحزين الخافت ظل صداه داخل رأسي..تنهدت بعمق..أريد الاطمئنان عليه لكن كيف؟..هل اذهب لمنزله؟..ﻻ أظنها فكرة جيدة قد اوقعه في مزيد المشاكل..تذكرت الهاتف..أخذته بسرعة..هل اتصل به أم ابعث له برسالة؟.سأراسله وان لم يجب ساتصل به..وهو بالفعل لم يجب على أي من رسائلي لذا اتصلت به..
"يوبوسايو.."
صوته ذابل ومبحوح قليﻻ
"مرحبا فراولتي اللطيفة كيف حالك؟"
"جيدة.."
"اوو.."
ﻻ يزال صوته محافظا على نبرته المنكسرة تلك..
"هذا جيد.."
بيكهيون:"أظن ذلك أيضاً..ماذا عنك؟"
"رأسي يؤلمني قليﻻ..ساتناول ادويتي ﻻحقا..هل تعشيت؟"
بيكهيون:"ﻻ..ﻻ شهية لي"
" اوو..لأني قد فكرت في تناول العشاء خارجا و ﻻ أريد الذهاب وحدي..فقلت لما ﻻ تأتي معي؟..همم ما رأيك؟"
بيكهيون:"ﻻ أظن أنني بمزاج جيد ل.."
"ساتجهز بسرعة..نلتقي في المنعطف حسنا؟..إلى اللقاء"
لم انتظر اجابته لأقفل الخط واقف ﻷتجهز وأهم بالخروج ليستوقفني شيون:"إلى أين سندريﻻ؟"
"ﻻ تنادني سندريﻻ..ساذهب لتناول العشاء خارجاً مع بيكهيون"
شيون:"شبيه الجرو مجدداً؟..تريدين أن ارافقك؟"
"كﻻ..اعطني محفظتك..سأعود باكراً ﻻ تقلق"
أخذت محفظته وخرجت لاستوقف سيارة تاكسي واتوجه إلى منزل بيكهيون..وجدته بالفعل في المنعطف..يبدو لطيفا بهذه المﻻبس الواسعة لكن الذبول ﻻ يزال باديا على وجهه..
"مرحبا فراولتي..ها قد اتيت"
هز رأسه بالإيجاب كتحية وابتسامة متكلفة بدت على شفتيه..
"هل نذهب؟"
بيكهيون:"هيا"
لنسير في صمت نحو مطعم ما وندخل إليه
"ماذا تريد أن تطلب؟"
بيكهيون:"اطلبي انت فقط..انا ﻻ أريد"
(الجاجاميونغ=الرامن) )الكيمتشي أكلة كورية)"هذا ﻻ يجوز عليك أن تأكل..لو سمحت!..اثنان جاجاميونغ وواحدة كيمتشي من فضلك"

(السوجو شراب كحولي تقليدي قي كوريا)بيكهيون:"اطلبي سوجو ايضا
ءء..اممم حسنا..اثنان سو-"
بيكهيون:"بل ستة لو سمحت"
النادل:"حسنا"..وذهب ليحضر طلباتنا..
دفعت له واتجهت لطاولة ليقول بيكهيون:"دعينا نغادر هذا المكان خانق"
فخرجنا وجلسنا على مقعد على جسر نهر الهان وأخذت الجاجاميونغ خاصتي وناولته الكيس..أخذ زجاجات السوجو ووضع الطعام جانباً..فتح واحدة واخذ ينهل منها جرعات متتالية حتى وصل للنصف..نظر للزجاجة في يده ليقول بشرود:"هل حقاً هذه تنسي الهموم وتريح العقل من ما يشوبه من مشاكل؟..هل هي فعﻻ التذكرة المثلى نحو عالم النشوة والسعادة؟..هل سعادتها مثالية دائمة؟..أم أن سعادتها منقوصة وهمية؟..هل هي المهرب المثالي من هذه الحياة البائسة؟..ام أنها مجرد سجن آخر؟..هه..كم انت بائس بيون بيكهيون..ترغب فى التهرب من واقعك ليس وكأنه لن يطاردك ويلحق بك من جديد..كم انت ساذج حقا"..أكمل الزجاجة الأولى فالثانية فنصف الثالثة وها قد ثمل..انتهيت من الطعام فوقفت ﻷلقي الفضﻻت بسلة المهمﻻت و عدت ﻷجلس بجانبه أراقبه..حسنا لقد ضقت ذرعا بتأنيب الضمير داخلي فقلت:"بربك بيكهيون كف عن ما تفعله..انت تزيد شعوري بالسوء والذنب أكثر فأكثر..أعلم اني أخطأت وانا اعتذر بشدة..وليس من عادتي الاعتذار لكنك تستحق أن اعتذر منك.."
بيكهيون*بصوت ذابل ثمل*:"همم؟ومن قال أنني منزعج منك؟..كيف لي أن انزعج من مﻻكي اللطيف؟..ﻻ تلقي باﻻ لي..انا فقط ألوم نفسي..اصﻻ كﻻمك كان صحيحا..كل الصحة..لماذا انزعج من الحقيقة؟..*يتنهد بعمق*..اني أريد فعﻻ أن اتغير..لكني ﻻ اعلم بما ابدأ.."
"أخبرني فقط..وأنا سأقف بجانبك وادعمك دائما"
اخذ جرعات كبيرة أخرى من الزجاجة ليقول بثمالة:"لي صديق جيد..نصحني..بأن أضيف الماء إلى خليط حياتي كي يعتدل طعمها..لكنه..لم يخبرني ماذا يكون هذا الماء..هل تعلمين انت؟..هل هو التفاؤل؟..ام هو الحب؟..ام شيء آخر؟"
فكرت قليﻻ وانا انظر للسماء لأجيبه:"من وجهة نظري..الماء هو رمز الصفاء..فهو في خليط الحياة صفاء الروح والقلب..انت تمتلك بالفعل صفاء القلب والروح..لكنك تفتقر إلى السﻻم الداخلي..لست في حالة سلم مع نفسك..مما ينشئ حربا داخلية تحرق ما بداخلك رويداً رويداً..ولتحقيق الاعتدال في الحياة..ﻻ يجب أن تكتفي بحسن معاملة الغير..بل أيضا حسن معاملة نفسك.."
بيكهيون:"وكيف افعل ذلك"
"عليك مواجهة مخاوفك وجعل ضعفك قوة.."
بيكهيون:"لكن ﻻ أستطيع ذلك بنفسي..ﻻ يمكنني توليد القوة بنفسي..انا ضعيف جدا.."
أمسكت يده بقوة بكلتا يدي:"انا معك اعتمد علي لن اخذلك ابدا..فقط عدني انك ستتغير وستسمع ما اقوله لك وسوف تتغير"
ابتسم برضا.
بيكهيون:"اعدك..انا أثق بك سونهي"
ابتسم..نعم لقد ابتسم!..أخيراً!!..شعرت بثقل كبير سقط عني..أمسكت رأسه بهدوء واسندته على صدري وعانقته جانبيا مربتتة على رأسه وكتفه بحرارة..
بيكهيون:"..كوكيز؟"
"نعم."
بيكهيون ببراءة:"انا احبك"
ﻻ بد أنه شعر بالزلزال الذي حصل في صدري..قلبي كاد يخرج من مكانه..بقيت جامدة لنصف ساعة تقريبا..نظرت له..إنه ينام بعمق..معالم وجهه المﻻئكي حفرت في قلبي..اتصلت بشيون لأطلب منه أن يعود بنا إلى المنزل..لكن بيكهيون نائم بعمق لم يرد الاستيقاظ..ﻻ يمكنني أخذه لمنزله هكذا..لذا اصطحبته إلى منزلي..حملته على ظهري لغرفتي لأمدده على السرير بهدوء..غطيته ثم ذهبت لأغير مﻻبسي وعدت بجانبه..نظرت له..أطراف عينيه ذابلة ووجنتاه وانفه صبغوا باحمرار الشرب..مررت يدي على شعره بلطف ثم على وجنته..يبدو كأنه رضيع نام أخيراً بعد طول بكاءه..تذكرت ما حصل اليوم..وما حدث قبل قليل..
"أنا احبك"
رن صوته البريئ في ذهني مجددا بالفراشات في بطني..شعور غريب حقا..لكنه لذيذ..اقتربت من أذنه هامسة بحنان:"ليلة سعيدة فراولتي اللطيفة..انا احبك أيضاً"
ثم ذهبت ﻷنام على الاريكة الصغيرة المواجهةللشرفة في غرفتي..
End Pov
استيقظ بيكهيون وادار رأسه ليستوعب أين هو..لقد نسي ما حصل البارحة..جلس في مكانه ممسكا رأسه بسبب الصداع الذي نتج عن شربه ليلة أمس..بدأت تتراءى له الصور في عقله ليتذكر..وقعت عيناه على مﻻكه النائم غير بعيد عنه..وقف ليغسل وجهه في الحمام الموجود في الغرفة..ليجد سونهي تتمطط وقد استيقظت لتوها وحين رأت بيكهيون ابتسمت بحنان:"صباح الخير فراولتي"
بيكهيون:"صباح الخير كوكيز..أين انا؟"
سونهي:"أنت في منزلي الآن..لقد نمت البارحة ولم ارد اخذك إلى منزلك بتلك الحال فعدت بك إلى هنا.."
سارت نحوه وهي تضحك على منظره اللطيف النعس
بيكهيون بدﻻل طفولي:"ياااااااا..ﻻ تضحكي علي.."
سونهي:"حالتك مزرية..ارتدي ثيابك وانزل..ساحضر لك القهوة..ستساعدك على الاستيقاظ واختفاء الصداع"
ثم ذهبت..انتهى بيكهيون ونزل ليجد سونهي في نهاية الدرج تناديه لتوقظه من شروده وقد انبهر بالمنزل الواسع وجمال ديكوره والتحف واللوحات المزينة لجدرانه المنقوشة بالجبس وأعمدة الرخام..نزل بيكهيون بسرعة وقد بدى عليه الانبهار وقال ببراءة:"هذا كله لكوكيز؟"
سونهي:"يب هههه"
بيكهيون:"واااه~..مذهل حقا"
سونهي:"تعال معي أيها الطفل الصغير"
بيكهيون وهي تجره خلفها:"ياااااا لست طفﻻ"
دخل ليجلسا ويتناوﻻ الفطور معا بين حديث و ضحك..ً