الحلقة الأولى

64 2 2
                                    

الحلقة الأولى

تقف إحدى الفتيات بثوبها الأزرق كماء البحر وهي تنتظر أحدهم وقد اتخذت قرار يغير مصيرها للأبد وحياتها تتبدل بعيدًا تمامًا
وها هو ذلك الشاب يتقدم منها
آدم : لقد جئتُ كما طلبتِ
نور:
صمتت قليلًا ثم أردفت قائلةً
نور بثبات: أنا موافقة على عرضك
آدم بغموض : جيد سننهي كل شيء مساء الغد
نور: بهذه السرعة
آدم بهدوء: للأسف ليس أمامك حل آخر
نور:
لم تجد ردًا فكان هو الأسرع
آدم : لا داعي للقلق يمكننا الاتفاق على كل شيء
نور : كيف سنتم الأمر دون وكيل لي؟
آدم بابتسامة : أخبرتك أنني سأساعدك بأي ثمن فلا داعي لأفكارك المشوشة
نور: لماذا؟
آدم ببرود: أخبرتك أنها مجرد مساعدة
نور بدهشة : لكن
آدم : لقد مرت ثلاثون دقيقة ولدي عمل
ثم نظر إلى ساعته
وغادر

وقفت مكانها شاردة فيما حدث سابقًا
فقد كانت عروسًا مزينة في يوم زفافها وأصوات الزغاريد تعلو المكان ولكن ضحكتها هي الشيء الناقص
لم ترد أن تكون عبدة لذلك الرجل الأحمق بل لنقل لم ترد أن تخدعه فيكفي ما مرت به
خلعت ذلك الفستان وارتدت فستانا زمردي ونظرت إلى نفسها في المرآة وهي عاقدة العزم على إنهاء الأمر برمته

اصطدمت بإحدى الفتيات في طريقها
نور: ورد
ورد بصدمة : ماذا تحاولين أن تفعلي؟
نور برجاء: أرجوكِ أخفضي صوتك
ورد بهدوء: نور لا تهربي وأخبريهم الحقيقة
نور:ورد لا أحد سيصدقني وأنا الآن أحمل طفلًا في أحشائي
ورد بقوة : أنا معكِ
نور برجاء: أرجوكِ دعيني أمضي في طريقي أعلم جيدًا أن أحدًا ان يستمع لي بل سيطلقون الأحكام مباشرةً
ورد بقلق :حسنًا ولكن ابقى على تواصل معي
نور بابتسامه : حسنًا يا أعز أصدقائي
وغادرت مسرعةً في الخفاء

أسرعت الي أحد الهواتف في محل بقالة قريب
واتصلت على رقمٍ داعيةً الله أن يجيب ولكن لا جدوى
فنقلت له رسالة صوتية يسمعها عندما يستطيع

" أخي حبيبي من بقى لي بعد أمي وأبي أرجوك أنا أحتاج إليك ربما لم تخبرك عمتي تهاني أنني كنتُ على وشك الزواج ولكنني هربت أخي أنا حقًا بحاجة لمساعدتك الآن إني في أمس الحاجة إلى أحضانك
أخي لقد مررتُ بالكثير وأحتاجك"

كانت بحاجة لمن ينصحها ويسندها ويمد لها يد العون
أكملت طريقها إلى أن وصلت إلى مسجدٍ قريب
فدخلت وكلها أمل فهي تعلم أن الخير والنجاة من عند الله
دخلت وأخذت في الدعاء والتضرع
" ربي يا سميع إنك القريب المجيب الدعاء ساعدني على محنتي ويسر أمري واحفظ ابني "
" الشكوى لغيرك مذلة فاحمل شكواي وساعدني يا رب"

لم تلاحظ كم مرت دقائق وهي على هذا الحال
اقتربت منها إحدى السيدات
نادية :يكفي هذا يا ابنتي يكفي إجهادًا لك ولصغيرك
نظرت لها بدهشة
نادية : اعذريني لم أقصد أن أستمع لهمهماتك
نور : لا لا أنتِ محقة أنا حقًا تعبت ولكن أين أذهب لا أدري
نادية بمزاح : اذهبي إلى بيتك إلى أين تذهبين إذًا
نور بحزن: لم يعد بإمكاني الذهاب إلى بيتي للأسف
نادية بهدوء: وكيف هذا يا ابنتي؟ أين زوجك؟ هل من المعقول أنكم تشاجرتم؟ أ يعقل أن يترككِ هكذا؟
هربت دمعة من عيني نور وأردفت قائلةً
نور بحزن: ليس الأمر كذلك أنا لستُ متزوجة في الأساس
نادية بشك : إذًا كيف..
صمتت نور وهي ترى تلك السيدة تذهب بعيدًا عنها بعد أن أخذت تردد تلك الكلمات
" ربنا يستر على أولادنا وبناتنا استغفر الله العظيم واتوب اليه"

حكم متسرع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن