innocent lies|أكاذيب بريئة

final chp " ألمٌ سرمدي"

22|11|2019
الفصل الأخير 'ألمٌ سرمدي '
*سرمدي تعني الذي لا بداية ولا نهاية له*

Rosemary's p.o.v

بعض البشر في هذه الحياة كتب عليهم أن يعيشوا ألم سرمدي حتى يصبحوا مجرد وحوش تقترف وترتكب أبشع الجرائم
لكن لنقف لحظة ونتمعن في كلمة الوحوش ،من هم حقا ؟
يقولون أن الوحوش هي أسوء المخلوقات التي تعيش بيننا ولكن قطعا هي لها سبب لتتصرف كذلك.
أتذكر جيدا اليوم الذي أخبرتني فيه أمي الحقيقة حول الوحوش .
والحقيقة هي هذه ...
كل وحش إلتقيت به أو ستلتقي به كان يوما ما بشريا بروح نقية ،مضيئة وناعمة كالحرير .
لكن أحد ما سرق ذلك الحرير من أرواحهم وحولهم لما هم عليه الأن لذلك عندما ترى وحشا المرة القادمة تذكر دائما أن لا تخشى ما أمامك بل إخشى من صنعه بدل من ذلك .
"هل تظنيني وحشا الأن ؟ هذه النظرة أعرفها جيدا ،لا تجحظيني بها "
تحدث بصوته العميق وهو يثبت أعينه الزرقاء ناحيتي ،لا أعرف بالضبط أي نظرة. قصدها بل إكتفيت بتبادل النظرات قبل أن أشيح النظر بعيدا عنه وأردف
"الوحوش هي أبشع المخلوقات في هذا العالم ،ولكن لا أحد ولد وحشا ،قطعا يوجد لك سبب لتصبح ما أنتَ عليه الأن"
أطلق ضحكت ساخرة ،متألمة !
ثم أجابني " إذا تريدين سماع قصتي ،حسنا سأرويها لكِ كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك إثنان يحبان بعضهم لدرجة لا تصور وإنتهى هذا الحب بزواجهما ولكن السعادة التي ألفاها لم تدم الطويل لتتضح أن تلك المرأة لم تكن سوى مريضة نفسيا ومازاد الأمر سوء هو قدوم طفلها الأول الذي جنت أكثر بسببه ،هي كرهت ومارست عليه أسوء أنواع العذيب وهو طفل وإنتهى المطاف بها لكي تغرز قطعة زجاجية في صدرها أمام طفلها الذي يبلغ سبعة أعوام ، ذلك الطفل أصيب بصدمة وأصبح يكره الجميع ويبتعد عنهم ،لكن والده بدل ما بوسعه حتى يبقى بجانب صغيره الذي تعلق به لدرجة لا توصف ،أحب الطفل والده جدا ،هو أصبح كل ما يملكه في الحياة وسنده الوحيد في الدنيا وملجأه من الأعين الكارهة له ولكن هذا أيضا لم يدم فشركة الوالد تعرضت لمشاكل كبيرة ،خسائر ،ديون ،إتهامات بالتزوير والسرقة وتهديد بدخول السجن لمدى الحياة ،الأب أيضا كان إنسان أصيب بالضعف والوهن حاول إقناع العائلة الأخرى بالعدول عن المشاكل التي ههدته بها ولكن بدون جدوى فتلك العائلة كانوا بدون رحمة أو شفقة ،الأب قتل نفسه ،في مكتبه وطفله الذي يبلغ العاشرة كان يسترق النظر من تلك الفتحة الصغيرة وكل ما رأه هو اللون الأحمر الذي تناثر على الحائط ثم جثة والده التي سقطت أرضا ،دوامة أخرى من الحزن لدرجة أحس فيها الولد أنه كتب عليه أن يعيش ألم سرمدي طوال حياته ،تعقد نفسيا ،لم يتحدث بكلمة واحدة طوال أشهر مع أي شخص وكل ذلك الكبت وصمت تحول لشيء أخر ،وحشية والتمتع بإيذاء الأخرين عسى أن يحسوا بما أحس به هو الأخر ،تم وضعه في مصح وبقي هناك ستة السنوات إلى أن شفي تماما ولكن كل تلك الذكريات عادت له مجددا عند رؤيته لقبر والده لم يعرف ما دهاه لحظتها ولكنه فقط حمل سكينا ووجد طرقه إلى عروق يده ،ظن أنه قد تخلص من كل ما مضى ولكنه كان مخطئا فالحياة اللعينة أصرت على الإحتفاظ به .
كره نفسه وكل ما حوله أكثر فأكثر ،ومازاد من حقده كان صورة تلك العائلة التي تعيش بمثالية والبسمة لا تفارق وجوههم ولحظتها الكراهية التي شعت داخل عيناه ماكان للبشرية بأكملها بإمكانها أن تصفها ،عزم على الثأر وسلب حياة كل من كان سببا لفقدانه لوالده ،بداية بذلك زور موته ،هوية جديدة بدت له أحسن خيار للبدئ مجددا ،تمكن من التخطيط بمثالية لحادث سير لتلك العائلة هو كان رحيما جدا للتخلص منهم بتلك السهولة لكن إبنتا الرجل تمكنتا من النجاة مما جعل الشاب يغضب العائلة بأكملها كان من المفترض أن تموت بتلك الوحشية داخل السيارة ولا أحد يمكن له إخراج جثثهم أسفل الحطام ومنها لمع الإنتقام داخله مجددا وهذه المرة بتفنن أكبر هو علم أنه إن كان يريد إنتقام مثاليا فعليه أن ينتظر أن تكبر الفتاتان  وبالفعل عندما أصبحتا كبيرتان تمكن من التقرب من الأولى والشروع في تنفيذ خطته بكل سلاسة ولكنه إرتكب خطأ جسيما ،هو وقع في حب تلك الفتاة ،أبنة من كان سببا في مقتل والده وفي النهاية إتضح أنها مجرد عاهرة مثل والدتها كانت في علاقة مع شخصان في آن واحد ،تلك اللعينة زيفت موتها لتصدق البلدة بأكملها أنها حقا ماتت هو غضب من كون إنتقامه قد فشل لكن لا تزال لديه فرصة أخرى مع الثانية وقطعا لن يرتكب نفس الخطأ الذي إقترفه مع الأولى ،لكن عيناه وقعت على ملاك لم يرى مثله أبدا ،هي كانت تشبه والدته ،أعينها الزرقاء الداكنة وشعرها شديد الشقرة  ،بدت له مفعمة بالحياة عكسه تماما ليجد نفسه مسحورا بها يتبعها أينما ذهب ،شاءت الصدف أن يلحق بها ليكتشف أن الفتاة الأولى كانت لاتزال حية ،لكن وقتها هو لم يهتم فذلك الملاك بدى له أكثر أهمية ومع ذلك هو رأى أنه يجب التخلص من القمامة ،لذلك هو أنهى عليها بكل بساطة لأن زهرة اللوتس كانت محط إهتمامه الجديدة "