الكثير من الحب... القليل من الانتقام

١٥

احتضنت وجهه بكفيها الصغيرين وهي تديره ناحيتها لتنظر الى عينيه بحب وتقول
_هذا يعني ان العداوه بينهما ناتجة عن سوء فهم لااكثر
ثم قالت بعدها بثقه وبنبره اكثر ثبات
اذا جعلناهما يواجهان بعضهما ويخبران بعضهما بالحقيقه فلن يكون هناك داع للانتقام وسنستطيع ان نعيش معا دون اي خوف وحواجز
قاطعها وهو يقول بتشاءم
_قول هذا الكلام سهل لكن كيف يمكننا ان نجمعهَم بمكان واحد ونضمن ان يعرفا الحقيقه دون ان يقتلان بعضهما ف أنتي تعرفين حجم الضغينه التي يكناها لبعضهما
الامر ليس سهلا
_لكنه ليس مستحيلا لنحاول لن نخسر شيء
حدق بها مطولا وكأنه اقتنع بفكرتها
ثم قال اخيرا وهو ينهض ممسكا بيدها
_هيا فلنخرج من هنا امامنا عملا طويلا نقوم به.....
تفحص وجهها بتمعن وهو يمسح بيده على شعرها يقول بنبره قلقه
_هل انتي بخير؟ هل أذوك فقط اخبريني من هم اقسم اني سأقتلهم
ابتسمت واخذت يده تحتضنها بكلتا يديها وهي تقول
_ابي لاتقلق علي اريدك فقط ان تأتي معي هناك شخص ما عليك مقابلته وفورا
عقد حاجبيه بتساؤل فقالت
_ثق بي
اومئ بحيره فخرجت قبله وتبعها
اعطت عنوان المكان للسائق وقالت له ان يقود سريعا"..
اما نيثان ف كان يدور في المكان وهو يدعك يديه بتوتر فزفر توماس بضيق وهو يقول
_ايمكنني ان اعرف لما جئنا الى هنا؟
وقف نيثان امام والده ووضع يده على كتف والده يشدد عليه بقوه وهو يقول بحماس
_الليله ستنتهي كل المشاكل التي ضننتها لن تنتهي يوما انا اعدك
اجابه والده بحيره وهو يقول
_لم افهم ماذا تقصد؟
سمع نيثان صوت سياره قريبه فترك والده ومشى بسرعة متجها للنافذه
رأهما يترجلان من السياره فخرج سريعا وغلق الباب على والده الذي كان يشعر بالحيرة من تصرفات ابنه الغريبه
نظر سميث للمكان حيث كان عباره عن مخزن مهجور
امسكت كاثرين بيده وهي تنظر اليه لتطمأنه لكن قلبه لم يرتح للامر كثيرا
تقدما ليدلفا للداخل  وما ان راهما نيثان حتى فتح الباب وقف سميث في مكانه متسمرا وهو يحدق الى توماس الذي تسمر في مكانه هو الاخر
فصرخ سميث بغضب
_ماذا يفعل هذا اللعين هنا
اقترب منه توماس وعروق رقبته تكاد تنفجر غضبا
_نيثااان مالذي يحصل هنا اخبرني بسرعة
فقال نيثان
_هناك مايجب ان تتحدثان بشأنه
ولن تخرجا من هنا ألا بعد ان تعرفان الحقيقه
امسك نيثان بيد كاثرين بقوه وسحبها خلفه ليخرجا بسرعة ويغلقا الباب
خلفهما ف هجم توماس على سميث وهو يلكمه في منتصف وجهه حتى نزف انفه
اما سميث فلم يبقى ساكنا قلب توماس ليصبح فوقه وانهال عليه باللكمات والشتم
امسكت كاثرين ذراع نيثان وهي تقول بخوف
_نيثان سيقتلان بعضهما علينا ان نفعل شيئ
ربت نيثان على يدها وهو يقول
_لاتقلقي سيحلان الامر انا متأكد....
قال سميث بينما يوجه عده لكمات ل توماس
_لطالما كنت صديق سيء لطالما خيبت ظني بك
دفعه توماس بقوه ليتراجع للخلف ويصطدم ضهره بالحائط فتأوه بألم وهو يمسك بضهره
_انا لم اكن صديق سيء لطالما احببتك
لطالما اعتبرتك الصديق المثالي الذي لن يتخلى عني مهما حصل
لكنك تسببت في قتل زوجتي
ويتمت اولادي
نظر له سميث وعيونه غرقت بالدموع
فجلس توماس بتعب على الارض
وهو ينظر للاسفل تقدم منه سميث بخطوات ثقيله وجلس امامه
_لما تلومني على انتحارها
_لأنك اخر شخص تحدثت معه قبل موتها
لااعرف ماذا قلت لها لتجعلها تنهي حياتها دون ان تفكر في اطفالها
اغمض سميث عينيه سامحا لدموعه بالهطول لتمر على وجنتيه المتجعدتين
_لم افعل هي اتصلت بي وقامت بتوديعي طالبه مني السماح والمغفره
اتسعت عينا توماس بدهشه وهو ينظر اليه
حرك رأسه نفيا وهو يقول
_انت تكذب لابد ان هناك سبب دفعها للانتحار
_قد يكون هذا السبب هو لأنها  تشعر بالذنب لخيانتي معك ربما لم تستطع التعايش مع هذا الذنب
قالها بنبره مرتجفه وعيونه تحدق بالفراغ
اسند توماس رأسه على الجدار وقال
_لقد كانت تحبك لكن تصرفااتك القاسيه معها جعلتها تنفر منك وتبحث عن الحب في مكان اخر
فقال سميث بسخرية
_وهذا الحب كان مع صديقي المقرب
الذي اعتبرته كأخي
_لم اكن املك خيارا اخر لقد كنت احبها ايضا، وعندما جاءت الي واخبرتني انها لم تعد تريدك  لم يكن امامي خيارا سوى ان افتح لها ذراعي لقد تصرفت بأنانيه فكرت بمشاعري ولم افكر بك
لقد اخطأت انا اعترف وكنت انوي القدوم اليك طالبا السماح لكنك تركتنا وحسب
لقد هربت لم تعطنا فرصة لنوضح الامر
ثم وضع يده على كتفه يربت عليها برفق
_لكن يبدو انه قد حان الوقت لأطلب السماح
سميث سامحني ياصديقي لقد اخطأت بحقك اسأت الظن بك وقمت بخيانتك وطعنك في ضهرك لكن الجميع يخطأون وجميعنا يستحقون فرصه ثانية
ابعد سميث يده ونهض بصعوبه وهو يترنح في مشيته اتكأ على الجدار بضعف
وكاذ ان يقع فنهض توماس سريعا واحتضنه فضربه سميث على ضهره وهو يصرخ بصوت مبحوح ودموعه تنهمر
_لستم مدركين لحجم الالم الذي خلفتموه في قلبي لستم مدركين لحجم المعاناه التي عايشتها طوال هذه السنوات
_انا اسف، ياصديقي سامحني ارجوك
قالها وهو يشدد على سترته فقال سميث
_اسفك لن يعيد جبر قلبي
ثم دفعه بقوه ومشى للخارج يطرق على الباب وهو يقول بضعف
_افتحو الباب اللعين لااريد البقاء هنا
فتح نيثان الباب ف ركضت كاثرين نحو والدها وهي تحتضن ذراعه وتسحبه للخارج......
بعد مرور اسبوع....
كان يجلس على الاريكة امام المدفئه.
وبيده زجاجه نبيذ يحتسي منها
اما كاثرين كانت تجلس على الطرف الاخر من الاريكة وهي تقرأ كتاب
كانت تتواصل مع نيثان بالسر ولم تخرج معه منذ ذلك اللقاء في المخزن
ف هي تخشى ان تترك والدها لوحده
فقد اصبح غريبا بعد ذلك اليوم
ينام كثيرا ويصمت طوال الوقت
اما توماس فقد سافر خارج البلاد بحجة العمل ولم يتحدث مع نيثان بخصوص ماجرى وهذا ماحير الاثنين
وجعلهما يتساءلان عما يدور في بال كل من سميث وتوماس...
رمى الزجاجة على الارض بعنف
لتتكسر وتتحطم الى اشلاء متناثره ففزعت كاثرين واقتربت من والدها وهي تقول بخوف
_ابي ماذا حصل هل انت بخير؟
حدق امامه بشرود ثم قال
_انا من اتصلت ب كاثرين تلك الليلة
قمت بتهديدها لم اكن احتمل رؤيتها سعيده مع غيري ف قلت لها اذ لم تعد لي وتترك توماس فسأؤذي ابنائها
جلست كاثرين بقرب والدها وقالت بانكار
_كلا انت لاتعي ماتقوله الان فأنت ثمل
اهتز جسده ودموعه تنهمر وهو يقول
_لقد انتحرت تلك الليله بسببي لتتخلص مني انا لااستطيع العيش مع هذا الذنب طوال حياتي لااستطيع ان احمل هذا الذنب معي الى القبر اردت فقط ان اجعل شخص اخر يحمله عني وانتي هو هذا الشخص نظر اليها فكانت انفاسها سريعه ووجها محمر لاتعرف بماذا ترد
ربت على رأسها ثم نهض تاركا اياها وحدها
مع هذا العبئ الثقيل الذي لم تعرف كيف تتصرف معه
لما انت بهذه الانانيه ياابي لما لم تتخلص منه وحسب دون ان ترميه كله على اكتافي الصغيره لأحمله لوحدي
كيف ستخبر نيثان الان بأن والدها هو السبب في انتحار والدته ماذا لو كرهها ماذا لو هجرها هي لن تحتمل هذا ابدا
واذا لم تخبره وبقي الموضوع سريا
كيف ستتعايش معه كيف ستنظر الى وجه نيثان كل يوم دوم ان تشعر بالذنب لأنها تخبء عنه سرا"...
بعثت مسج لنيثان باصابع مرتجفه واخبرته انها تود  لقاءه
نهضت سريعا وخرجت بسيارتها دون حتى ان تخبر والدها....