كانت تضع يدها على ذقنه تتحسس خشونته دفنت رأسها في عنقه
وهي تسحب انفاسا عميقه وكأنها ترغب بسحب رائحته والاحتفاظ بها لأطول فتره ممكنه. ثم اغمضت عينيها وقالت بهدوء
_نيثان حدثني عن والدتك
استغرب من سؤالها فلم يسبق وان تحدث عنها امام اي شخص فتنهد بعمق وقال
_لااملك الكثير من الذكريات معها.. َ
لكني اذكر انها كانت تغني لنا كل ليله قبل ان ننام، كانت تملك صوتا رائعا
يجعلنا نغفو بسلام وطمأنينه وكأن لاشيء
سيؤذينا كانت اقرب الينا من والدنا
تلعب معنا دائما تنزهنا كانت ام مثاليه
ابتلع ريقه ثم قال بنبره حزينه وهو يحدق اليها ويبتسم
_اتمنى لو كانت على قيد الحياة
وتعرفتي اليها لكانت ستحبك كثيرا
ابعدت انظارها عنه ف لم تكن تريده ان يلاحظ دموعها التي تجمعت والتي تهدد بالسقوط في اي لحظه
_نيثان لقد عرضو علي صفقه عمل
في كندا وسأسافر غدا"
عقد حاجبيه بأنزعاج وهو يمسك ذراعها يسحبها اليه ويقرب وجهه من وجهها
_ولما قبلتي؟
اخفظت انظارها وهي تقول
_لقد كانت فرصه من الحماقه خسارتها
_لكن لابأس بخسارتي
قالها بسخرية وهو يترك ذراعها
فسمحت لدموعها بالانهيار وهي تنهض من على المقعد الخشبي
_سأتواصل معك
نهض ورائها وسحب ذراعها بعنف يوقفها
_هل انتي جاده هل تريدين الابتعاد عني من اجل العمل؟
_انها لمده سته اشهر لااكثر واعدك اني سأتواصل معك نيثان ارجوك لاتصعب الامور اكثر
قالتها بنبره باكية وذقنها يرتجف
فترك ذراعها قائلا ببرود
_حسنا، فلتفعلي مايحلو لك
وتركها متجها لسيارته
جلست على المقعد بتعب
فقدميها لم تعد تقوى على حملها
اجهشت بالبكاء وهي تحتضن قدميها معا
رن هاتفها عده مرات لكنها لم تكن بحال يسمح لها بالرد
وبعد ان سكت هاتفها وصلها مسج
رفعت رأسها ونظرت الى الهاتف كانت الرساله من لوسي
فتحت الرساله وهي تقرأها وكانت الرؤيه مشوشه امامها لكنها استطاعت ان تقرأ تلك الحروف جيدا
_تعالي الى المشفى والدك في خطر
عقدت حاجبيها بأستغراب وهي تدعك عينيها بقوه لعل دموعها منعتها من قراءه الحروف بشكل صحيح عادت لتقرأها عده مرات حتى استوعبت اخيرا مكنون الرساله فنهضت مسرعة وهي تدخل سيارتها وتقود نحو المشفى المنشود
على الطرف الاخر حيث كان يسند جبهته على مقود السياره وهو يفكر بحديثه مع كاثرين وكيف تنوي تركه وفجأه ورده مسج وكان من والده حيث ارسل له مقطع فيديو واردف
_شاهد هذا الهراء
عقد نيثان حاجبيه وهو يضغط على الفيديو انتظر لثواني حتى ينتهي التحميل ثم فتح ليضهر به سميث يتكلم
_توماس لااعرف كيف اقولها لك انا فعلا خجل لكن كاثرين (والده نيثان) ماتت بسببي تلك الليله،
وضع السلاح على رأسه وقال
اتمنى ان تسامحني لم اجد الراحة في حياتي لعلي سأجدها في مماتي
احتقن وجه نيثان وسقط الهاتف من يده ضغط بيديه على المقود بعصبيه
وهو يصرخ بغضب
عده صرخات متتاليه حتى شعر بجفاف حلقه وانه لم يعد يقوى على الصراخ اكثر
وردته رساله فالتقط هاتفه بسرعه وصدره يعلو ويهبط بغضب وعيونه محمره
كان المسج من لوسي تخبره بأنه عليه القدوم لهذا المشفى والوقوف بجانب كاثرين ف هي تحتاجه
انطلق مسرعا وهو يتخبط بالطرقات حتى كاد ان يفتعل حادثا
ركضت في ردهات المشفى وهي تبحث عن والدها فوجدت لوسي وهي تقترب منها ركضت نحوها وقامت باحتضانها وانهارت بالبكاء فربتت لوسي على ضهرها وهي تقول
_ششش اهدئي لاعليكِ
ابتعدت عنها وهي تقول
_ماذا حصل له
_اتصلت بي الخادمه عندما لم تستطع الوصول اليكِ لقد تناول الكثير من الحبوب
وكان نبضه قد توقف عندما تفقدته الخادمه واتصلت بالاسعاف فورا ثم اتصلت بي
_اين هو الان ارجوك اخبريني
_الدكتور يقوم بفحصه يجب ان ننتظر
جلست على الارض وهي تسند بضهرها على الجدار وتدعو الله ان ينهض والدها ويتعافى فقالت لوسي وهي تنحني وتربت على رأسها
_سأجلب لك الماء
اغمضت عينيها ودفنت رأسها بين ركبتيها فشعرت بوجود شخص يجلس بجانبها ويقول بصوته الرجولي
_هل كنت تعرفين؟
رفعت رأسها ببطئ وهي تنظر اليه بصدمه
_لقد عرفت كل شيء
قالها بهدوء لكنها
لم تجبه فقرب وجهه من وجهها وقال بتهديد
_ليكن بعلمك اذ لم يمت والدك الليله فسأقوم بقتله بنفسي
هزت رأسها بعنف وهي تصرخ
_لن تفعل انه ابي
فصرخ هو الاخر
_ومن ماتت بسببه كانت امي
_انت لاتعرف حجم الذنب الذي كان يشعر به طوال هذه السنوات
_وهو لايعرف حجم الالم والفراغ الذي تسبب به في قلوبنا
صمتت لتحدق اليه وانفاسها تتسارع ووجهها محمر
فخرج الطبيب ونهضت بسرعة
وهي تركض نحوه
اما نيثان فلم يحرك ساكنا لكنه بقي يراقبها وهي تبكي بصراخ هستيري حتى سقطت على الارض واجتمعو حولها الدكاتره ليهدأوها لكنها استمرت بالصراخ وضرب كل من يتقدم نحوها
نزلت دموعه وهو يتمنى لو انه يركض اليها ويضعها في احضانه ليهدأوها فهو يعرف بأنه الوحيد القادر على ذلك
لكنه لايستطيع وابيها قد دمر حياه عائلته
لن يستطيع ان ينظر اليها مثل قبل
وكلما سيراها سيتذكر والدها الذي كان سببا في تعاسته نهض بصعوبه وهو يستند على الجدار ليمشي بعدها تاركا اياها تصارع المها بمفردها
تاركا ايها وتاركا قلبه معها......بعد مرور عامين.....
اغمضت عينيها وهي تستشعر بهذا النسيم الدافئ الذي حرك خصلات شعرها بخفه
فتحت عينيها سريعا عندما احست بوجود شخص يجلس على الكرسي امامها
كتف ذراعيه امام صدره واتكئ بظهره على الكرسي وهو يقول
_ايمكنني ان اطرح سؤالا
اجابته ببرود وهي ترفع حاجبها
_نعم؟
فتسائل بخبث
_فتاة راقيه مثلك ترتدي ملابس
اخر صيحة لم عساها ترتاد مكان متواضع كهذا في حين يمكنها ان ترتاد اماكن تناسب مستواها اكثر؟
تنهدت وهي تضع يديها على الطاوله وتقول
_اخبرني شاب سيء ذات مرة ان الفقراء يحتاجون الى مالنا اكثر من غيرهم
واذا اردنا مساعده فقير دون ان نشعره بالشفقه والاذلال فعلينا ان نشتري منه حتى وان لم نكن بحاجة لبضاعته
ابتسم وهو يحدق فيها
_حسنا وماذا حصل لهذا الفتى السيء
تنهدت بضيق وقالت
_انا أتي الى هنا كل يوم على مدار عامين لعلي اصادفه ولكني اعود خائبه الامل ككل مرة
وضع يده على خده ونظر اليها بينما يقول بحب
_حسنا وهل تعلمين ان هذا الشاب كان يراك كل يوم وانتي هنا ويبقى يحدق اليك ويتمعن تفاصيلك وماتفعلين ولايغادر الا حينما تفعلين
اتسعت عينيها بدهشه وهي تقول
_لااصدق ولما لم تقترب اذن لما لم تتحدث معي
_لقد حاولت صدقيني لكني خشيت من ان افسد الامر كما اني احتجت الى بعض الوقت لأتقبل ماحدث
ثم خفض انظاره وكانه يخشى مواجهه. نظراتها واكمل
؛ولأتقبل انه لم يكن لكِ علاقه بكل ماحصل
_لست غاضبا مني اذن
_لم يكن لكِ ذنب لأغضب
_ماذا سيحصل الان
تساءلت بحيره لينهض من مكانه ويقف اماامها وهو يرتب ياقه قميصه
فتراجعت بذعر وهي تتسائل عما سيقدم عليه
_الان ياعزيزتي كاثرين
انحنى امامها وهو يخرج علبه صغيره من جيبه ويفتحها ليضهر خاتم بألماسه كبيره
_هل تتزوجيني
شهقت وهي تضع كلتا يديها على فمها
ودموعها انهمرت
فتجمع كل من في المطعم حولهم وهم يصرخون
_هيا وافقي
_انه يحبها يالها من محظوظه قال احد الزبائن
ف اومئت برأسها موافقه، وضع الخاتم في اصبعها واحتضنها بقوه واخذ يهمس قرب اذنها
_لااريد خساره كاثرين اخرى
اشتدت قبضتها على قميضه وهي تقول
_لن يكون هناك خساره بعد اليوم
لن يكون هنالك سوى الحب،
الحب سيتغلب على كل شيئ
سيتغلب على الانتقام ايضا".
أنت تقرأ
الكثير من الحب... القليل من الانتقام
Romanceمن المفترض ان ينتقمان من بعضهما لكنهما يقعان في الحب ف ماذا سيحصل؟