الفصل الثانى والعشرون

10.8K 347 25
                                    

الفصل الثانى والعشرون

صوت اهتزاز الهاتف ورنينة معلنا عن استلام رسالة والإسم الظاهر جوارها كفيل بجعل كريم ينتفض فرحًا قبل أن يري فحواها، ثوانٍ فقط واستحال الفرح ترح وسعادته تطايرت وتناثرت بالهواء، تحجرت الدموع بعينيه وهو يقرأ كلمات الرسالة القاسية يطالعها مرة أخرى ويفرك عينيه ليتأكد مما قرأ ردد الجملة بخفوت وقلبه يعتصر ألمًا يدميه

(عزيزي كريم أعرف أنه لا ذنب لك فيما حدث ولذلك لك مكانة خاصة بقلوبنا دون عن الجميع ولكى تبقى مكانتك بقلوبنا توقف عن إرسال رسائل تعبر بها عن حبك لقمر خصوصا وقد تمت خطبتها إبحث لنفسك عن زوجة قرارات الماضى محاها الزمن وقسوة أهلك تكفلت بمحوها وانسى ابنتى فمجرد فكرة ان تقترب من والديك مرة أخرى ترعبنى وأرفضها حد الموت

اعتبر الرسالة من والدي قمر فالرأي لنا معًا ليس لأحدنا رأي يخالف الآخر)

كم هي قاسية تلك الحروف عزفت علي جراح قلبه وتلاعبت بروحه لتضرب بسعادته عرض الحائط،

انسحب من أمام الجميع وتوجه لغرفته أحكم غلقها وفقد تماسكه سقطت الدموع من عينيه بغزارة لم يشفي تساقطها قلبه .

عند قمر

وقفت أمام والدتها مشدوهة بما تفعله لم تتوقع رد فعلها ولم تستطع تقبله، مدت يدها تأخذ هاتفها مضيقة عينيها باستنكار وقالت :

ماما حضرتك امتي اتدخلتي في حياتي بالشكل دا!

تطلعت قمر بشاشة هاتفها؛ ارتفع حاجبيها بدهشة وشهقت قائلة :

مين خطيبي دا كمان؟

استدارت عفاف ورحلت من أمامها، تبعتها قمر مهرولة والتفتت لتقف امامها معترضة طريقها وأستطردت بحديثها :

لو سمحتي ياماما متمشيش وفهميني تقصدي ايه بالكلام دا؟ في حاجة انا معرفهاش؟

زفرت عفاف بضيق وقالت بغضب عارم :

مفيش حاجة بس لازم أبعده عنك رسايلة تبين انه بيحبك وأنا مش عايزاه يتعلق بحاجة مش هتحصل، لأني فعلا بحب كريم مش عاوزه أجرحه، ولا تكوني حضرتك عاوزه تروحي تتجوزيه وترجعي لعيشة عمك ومراته اللي قايضونا بحياتك زمان؟

ابتلعت قمر ريقها، سحبت نفسا طويلا وزفرته قائلة :

أنا مقلتش إني بحبه ولا هحبه كل الحكاية اني عاوزة أديهم فرصة أنا طول الليل بقرأ رسايلة واللي واضح منها إنهم كلهم اتغيروا حتى عمي بقا واحد تاني.

نهرتها عفاف قائلة :

متقوليش عمي دي تاني فاهمة ولا لا.

لمحت قمر والدها يبدو انه استمع كثيرًا من حديثهم؛ أخفضت رأسها بالأرض وقالت بصوت خفيض :

حاضر ياماما لو سمحتي كفاية عشان بابا.

اشارت برأسها إليه فالتفتت عفاف صوبه ويعلوا ملامحها السخط والضيق.

أقدار القمر ...للكاتبة مروة امينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن