الفصل التاسع والعشرون

9.9K 332 11
                                    

الفصل التاسع والعشرون

أغلقت الهاتف باهمال وجلست تدفن وجهها المكفهر بين يديها، ارتاب نبيل من منظرها، عصف القلق بقلبه حتى كاد يهلكه، تساءل برعب قائلا:

ايه اللي حصل وقعتي قلبي.

وجف قلبها بعنف، رفعت عينيها المكتنزة بالدموع لتقول بأسى :

اللي كنت خايفة منه حصل! زين لغى المشروع اللي بينا كدا العروض اللي دفعت دم قلبنا فيها مقدمات للحجوزات هتروح علينا.

جلس جوارها بصمت يتمعن بالتفكير، وبعد قليل ضغط على يدها بقوة وقال :

خلاص نبيع كل حاجة لينا هنا ونرجع مصر نبتدي من أول وجديد.

سحبت نفسًا عميقا أخرجته بحزن وقالت :

ياريت كان سهل كدا

زفر بضيق قائًلا :

يعني انتِ شايفة إن دا وقت عند؟

همت بالحديث فاستوقفها صوت الرنين مرة أخرى وتلك المرة كان زين بنفسه.

اعتملت المشاعر داخلها واضطرمت نيران غيظها، كظمته بصعوبة بالغة وردت :

خير متصل ليه تاني؟

اتاها الرد بصوت يحمل الكثير من العنجهية :

اللى حصل بداية مش أكتر لازم تعرفي ان مش أنا اللي اترفض. معاك يومين تفكري والقرار ليكِ.

ابتلعت ماء حلقها لتبلع معه غصة مؤلمة تهلك داخلها وقالت بنبرة توسل :

طب بلاش أي خطوة دلوقتي وخلي كل حاجة بعد امتحانات قمر دي آخر سنة ليها حرام تضيع عليها..

قطب نبيل حاجبيه وهو ينصت لحديثها؛ مد يده يحاول سحب الهاتف منها فتمسكت به رافضه أن يتبادلا الحديث معا..

صمت زين قليلا يفكر حتى قال بحزم :

خلاص معادنا بعد امتحاناتها سلام..

حدجها نبيل بغضب وهي تغلق الهاتف وقال باستنكار :

ممكن أفهم إيه اللي قلتيه دلوقتي دار؟

زفرت بغضب وقالت بحدة :

انت مش فاهم حجم المصيبة اللي احنا فيها عشان أنا اللي شايلة طول عمري.

تنبهت لما خرج من فاهها فصمتت، تطلعت بالأرض هاربة من عينيها المنكسرة بحزن وخرج صوتها ممتلئ بقهر قائلا:

دلوقتي بتعايريني ياعفاف؟ كان بمزاجي اني مش شايف.

انتفض جسدها وهي تهز رأسها بعنف نافية وتتساقط الدموع على وجهها.

استدار من أمامها وتركها وخرج من الغرفة قبل أن تدافع وتعتذر مما قالته أسرعت خلفه فأغلق الباب بعنف لتسقط بالأرض خلف الباب مستندة بظهرها عليه، صارخة بهيستيريا استمع لها من خارج الغرفة وهي تقول :

أقدار القمر ...للكاتبة مروة امينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن